العرب في بريطانيا | عندما يعجز القلم عن رثاء شيرين أبو عاقلة - العر...

1445 رمضان 19 | 29 مارس 2024

عندما يعجز القلم عن رثاء شيرين أبو عاقلة

شيرين أبو عاقلة
ريم العتيبي May 12, 2022

عندما يعجز القلم عن رثاء شيرين أبو عاقلة

 

تعود بي الذاكرة لكل مرة كنت تختمين بها التغطية بابتسامة رغم القهر والحزن، وبجملتك الشهيرة ” شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – فلسطين المحتلة ” كنت وفي كل مرة أسمعك أجزم بقدوم اليوم الذي تخرجين فيه مبتسمةً ابتسامة النصر، وتختمين بجملة ” شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – فلسطين المحررة ”

سنبقى بكل يوم نقدم الأعزاء من أجل الأعز، تتباهى بك الأرض التى كنت تبكينها دومًا وتدافعين عنها، ويتباهى بك الجميع بشهادة تستحقينها.

إن عجزت الكلمات عن الوصف وخانتنا العبارات فالتاريخ لن يعجز عن تسطير البطولات .. فنحن  نُقهر وتُفْطر قُلوبنا… والمطبّعون الخونة بالذل والهوان يعيشون.

 

شيرين أبو عاقلة
عندما يعجز القلم عن رثاء شيرين أبو عاقلة

 

ليتهم ياعزيزتي تعلموا منك كيف تكون الشجاعة، وأن الكرامة لاتباع بكنوز الأرض وجواهرها، ليتهم تعلموا كيف يكون طعم قول كلمة الحق بثباتٍ ودون خوف! أتساءل كما يتساءل الجميع “كيف يهنؤون بعيشهم دون خجل” ؟!

يُحسبون علينا ذكورا ً وهم “أشباه رجال” لايحق  لهم وصفهم سوى بتلك العبارات. باعوا المقدسات فهم لا يبالون !!! سنبقى نواصل “رغم ظلمهم لنا” إخبار العالم بأن لنا حقًا مسلوبًا، فنحن ياحبيبتي على عهدك وعهد أسلافك الشرفاء ماضون نطالب بعدل وحق والجميع لنا مؤيدون.

 

 

كنتِ يا أخيتي مثالاً للصحافية الرائعة الشجاعة، وعلَمًا رفعنا بك رؤوسنا في حياتك وبعد مماتك، كنا نتفاخر بك وسنبقى يا ابنة وطني، هنيئًا لك العزة والعار على من خذلوك.

هنيئًا لك حسن الخاتمة وجحيمًا لمن باعوك. فجنود الاحتلال مجرمون لكن الخائن جرمه أكبر بكثير، فالمحتل لايفرق بين أعزل ومجند، كبير وصغير، مسلم ومسيحي. لكن الخائن والمطبع معهم يعلم أن الارض تشربت بدماء عربية كعروبتهم تمامًا.. دماء عربية تهون عليها أرواح أبنائها إلى هذا الحد. يكاد عقلي يصل إلى حد الجنون عندما أسمع من يتفاخر بتطبيعه وغدره، أتساءل الى أي حال سنصل بعد هذا الحال.

رحمك الله ياشهيدة الحق .. شيرين نصري أنطوان أبو عاقلة، فلسطينية ولدت بالقدس في 3 يناير 1971 واستشهدت وهي على رأس عملها في 11 مايو 2022 صحافية ومراسلة بقناة الجزيرة وقبلها في وكالة مونت كارلو الدولية ووكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

كانت صوت فلسطين وستبقى في ذاكرة الجميع رمزًا وعلمًا شامخًا إلى الأبد بإذن الله تعالى.