العرب في بريطانيا | دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة ا...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا

دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا
فريق التحرير February 14, 2022

ضاعف إنهاء مخطط الدعم الحكومي في الجائحة، ودعم “يونيفيرسال كريديت” البالغ 20 باوندًا من الضغوطات التي تتعرّض لها العائلات البريطانية الفقيرة التي لا تكاد تتحمل كلفة الأساسيات، مثل: الطعام والتدفئة.

 

فكيف تساعد الجمعيات الخيرية الإسلامية على التخفيف من حدّة أزمة الفقر داخل بريطانيا، وفقًا لما ذكره موقع “إسلام تشانيل” (Islam Channel)؟

 

 

بنوك الطعام

 

دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا
دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا (أنسبلاش)

بدأ مسجد “جرين لين” (Green Lane Masjid) في برمنغهام بتقديم خدمة بنك الطعام منذ أكثر من ست سنوات في منطقة “سمول هيث” (Small Heath)؛ وهي واحدة من أكثر المناطق حرمانًا في البلاد.

 

وتُدير المجموعة العاملة في المسجد بنك الطعام مرتين في الأسبوع للمساعدة في إطعام أشدّ الناس فقرًا في المنطقة؛ حيث قال محمد علي مسؤول خدمات الرعاية والشباب في المركز المجتمعي التابع للمسجد: إن الوضع الحالي “أسوأ من أيّ وقت مضى”.

هذا ولا تقتصر خدمات المسجد على المسلمين فقط. فقد وصلت نسبة المستفيدين غير المسلمين من بنك الطعام في المسجد إلى 65 في المئة العام الماضي.

 

وبالتعاون مع بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية الأخرى – وعلى رأسها وكالة “الإغاثة الإسلامية” (Islamic Relief) – نجح مسجد “جرين لين” بتوزيع مئات السلات الغذائية في المنطقة المحلية على المسلمين وغير المسلمين.

 

وأوضح محمد قائلًا: “بينما تستهدف أنشطتنا الدينية إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات، تكون أعمالنا الخيرية موجهة لأيّ شخص يحتاج إلى الدعم”.

 

 

الفقراء يزدادون فقرًا!

 

دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا
دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا (أنسبلاش)

وبطبيعة الحال فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى لخدمات بنك الطعام بشكل كبير خلال فترة الجائحة العالمية، ولكنّه ظل في ارتفاعٍ منذ ذلك الحين؛ حيث سجّل المركز زيادةً بنسبة 60 في المئة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية.

 

كما يتوقع محمد ازديادًا في الاعتماد على بنوك الطعام في جميع أنحاء البلاد؛ بسبب “ارتفاع معدّلات التضخم، والزيادات على اشتراك الضمان الاجتماعي، وارتفاع أسعار الطاقة”.

 

وتعمل مؤسسة “سُفرة إن دابليو لندن” الخيرية (Sufra NW London) على تقديم المساعدات الغذائية، والرعاية الاجتماعية. وقالت مسؤولة إعادة توطين اللاجئين فيها زينة كاظمي: إن الناس أصبحوا مخيّرين بين “الدفء أو الطعام”.

كما ذكرت زينة في حديثها مع برنامج “نيوز توك” على “إسلام تشانيل”: “دَعَمنا ما لا يقل عن أربع عائلات بتدفئة منازلهم في الأسبوع الماضي فقط؛ وذلك لأنهم لا يستطيعون تحمُّل تكاليف ذلك وحدهم”.

 

 

فخ الفقر للمسلمين

 

وأضافت زينة قائلةً: إن “غالبية الأشخاص الذين نتعامل معهم هم الأشخاص الذين يكدّون في عملهم، ويطالبون بجميع خطط الدعم التي يحق لهم الحصول عليها، ويحاولون قدر المستطاع الخروج من دوامة الفقر، ولكنهم غير قادرين على ذلك؛ بسبب السياسات المعمول بها لسنين طويلة”.

دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا
دور بارز للجمعيات الخيرية الإسلامية في مكافحة الفقر داخل بريطانيا (أنسبلاش)

هذا وأوضح الأكاديمي والمؤلف الدكتور صادق حامد أن المجتمعات المسلمة – بالتحديد – تعاني من أوضاع مجحفة بالفعل، ولا تزداد إلا سوءًا مع مرور الوقت. وقال في حديثه على “نيوز توك”: “إن المشقات التي تَعرّض لها [المجتمع المسلم] في السنوات الأخيرة تحمل تاريخًا أطولَ بكثير يعود إلى ما قبل الجائحة. لقد حُرمت الأقليّات هنا لعدة عقود من الناحية الاجتماعية والاقتصادية”.

 

وعلى سبيل المثال: ذكر صادق أن المجتمعات البنغلاديشية والباكستانية – التي تُشكِّل أكثر من 50 في المئة من المسلمين في بريطانيا وفقًا لتعداد عام 2011 – تعيش بين أُسَرٍ مزدحمة، وفي مناطق تتسم بمحدودية الفرص؛ وينجم عن ذلك ظروف غير متكافئة في ميدان العمل لم تزدد إلا سوءًا مع بدء سياسات التقشف الاقتصادي.

 

وقال صادق: “يعكس ذلك نظرة أوسع للمجتمع بشكل كلي، وللبلد الذي من المفترض أن يكون خامس أغنى دول العالم رغم أن 20 في المئة من سكانه يعيشون في حالةٍ من الفقر”.

وعلى هذا النحو يشعر محمد علي بأن الجمعيات والمؤسسات مثل مسجد “جرين لين” تؤدي  دورًا ايجابيًا في المجتمع قدر الإمكان، ولكن الفقر قضية وطنية تحتاج إلى علاج شامل من قِبل الحكومة البريطانية.

 

وفي المقابل أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة الزكاة الوطنية (NZF) الدكتور سهيل حنيف إلى أنه مهما تفعل الحكومة من إجراءات فسيكون هناك دائمًا حاجة للدعم المجتمعيّ. وقال أيضًا: إن المسلمين في الخطوط الأمامية دائمًا. ومن المعروف أن المسلمين يُقدّمون للجمعيات الخيرية أكثر من أيّة مجموعة أخرى في بريطانيا؛ لاهتمامهم بروح الجماعة، وحسن الجوار.

 

المصدر | إسلام تشانيل

 

 

اقرأ أيضًا:

تعيين محافظ متهم بتصريحات معادية للإسلام للإشراف على الشكاوى

من مخيمات لاجئي الروهينغا إلى قيادة منظمات مجتمعية في بريطانيا بعمر 21 سنة

مستشارة بلدية مسلمة في مدينة أكسفورد تشرح معاناتها مع الاسلاموفوبيا