العرب في بريطانيا | تأبين شيرين أبو عاقلة في لندن وعدة عواصم بارزة ...

1445 شوال 11 | 20 أبريل 2024

تأبين شيرين أبو عاقلة في لندن وعدة عواصم بارزة عالميا وعربيا

شيرين أبو عاقلة
فريق التحرير May 12, 2022

استشهدت الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة صباح الأربعاء 11 مايو؛ عندما استهدفها الاحتلال الإسرائيلي برصاصة خلال تغطيتها لاقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية.

من هي شيرين أبو عاقلة؟

ولدت شيرين أبو عاقلة في كانون الثاني/ يناير عام 1971 في القدس، وهي تحمل أيضًا الجنسية الأمريكية.

بدأت بدراسة الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ولكن وسرعان ما انتقلت لدراسة الصحافة المكتوبة؛ حيث نالت درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

وفي عام 1997 التحقت بقناة الجزيرة الفضائية؛ حيث غطت كثيرًا من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ومنها: الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.

“في الطريق إلى جنين”

قبل أيام نشرت أبو عاقلة على صفحتها في فيسبوك مقطعًا مصوّرًا للأمطار في فلسطين، وأرفقته بتعليق: “في الطريق إلى جنين”.

وفي وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء 11 أيار/ مايو ارتدت – كالمعتاد – الخوذة والسترة الواقية من الرصاص، واتجهت إلى الميدان؛ لتغطي اقتحام جنود الاحتلال لمخيم جنين بهدف اعتقال أحد المطلوبين الفلسطينيين.

وأخبرت قناة الجزيرة في سطورها الأخيرة أن جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين وحاصر منزلًا فيها، وأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة. ولم تعلم أنها ستكون الخبر!

فبعد سنوات من نقل معاناة الشعب الفلسطيني قُتلت أبو عاقلة بشكل متعمد على يد الاحتلال الإسرائيلي في مشهد أعاد للأذهان لحظة استشهاد الطفل محمد الدرة “أيقونة” الانتفاضة الثانية.

وجال مشيعون حاملين جثمان أبو عاقلة الذي لُفّ بالعلم الفلسطيني في شوارع مدينة جنين قبل نقلها إلى مركز الطب العدلي في مستشفى جامعة النجاح الجامعي في نابلس.

 

انتهاكات متكررة

وهذه ليست المرة الأولى التي يُثبِت فيها الاحتلال أن استهداف الصحفيين هو سياسة ممنهجة لديه.
فالقوات الإسرائيلية تمعن في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة من اعتقالات وقتل وعرقلة الأحداث الميدانية التي تغطيها وسائل الإعلام الفلسطينية؛ لتمنع توثيق جرائمها اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

والمشهد الأبرز كان الاعتداء على مراسلة الجزيرة جيفارا البديري واعتقالها العام الماضي في أثناء تغطيتهم اعتصامًا داخل حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة.

وفي العام الماضي أيضًا دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى في قطاع غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتيد برس وقناة الجزيرة.

هذا وأصيب عدد من الصحفيين الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في أثناء تغطيتهم للتظاهرات في الضفة الغربية، فضلًا عن انتهاكات المستوطنين التي باتت تشكل عبئًا إضافيًّا على الصحفيين.

الحزن يخيّم على قناة الجزيرة!

وصفت قناة الجزيرة في بيان لها مقتل أبو عاقلة بـ”الاغتيال”، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قتلتها “بدم بارد برصاص حي بينما كانت تقوم بعملها الصحفي”. ودعت القناة المجتمع الدولي إلى “إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجريمة التي ارتكبتها”.

وبمزيج من الألم والدموع والحسرة نعى مذيعون ومسؤولون وصحافيون في القناة زميلتهم التي تُعدّ أحد أبرز الأصوات التي تصدح من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنقل الحدث بشجاعة ومهنية عالية.

كما اجتمع أكثر من عشرة صحفيين خارج مكتب الجزيرة في واشنطن، وحملوا صورًا لزميلتهم الحبيبة، ووزعوا ملصقات كُتب عليها: “الصحافة ليست جريمة”.

إدانات عربية ودولية واسعة

توالت المواقف العربية والدولية المنددة باغتيال الاحتلال الإسرائيلي مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مقتل أبو عاقلة “جريمة بشعة ولا ينبغي أن تمر مرور الكرام”.

كما تقدم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بخالص التعازي لذوي الصحفية شيرين أبو عاقلة ولزملائها في قناة الجزيرة والوسط الإعلامي، مؤكدًا على ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه التي يرتكبها يوميًّا بحق الشعب الفلسطيني.

وفي ردود الفعل الدولية أدان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مقتل شيرين أبو عاقلة، وحث على إجراء تحقيق “مستقل وشفاف”، مشددًا على استمرار دعم أداء عمل الصحفيين بشكل كامل وآمن.

ونددت الناطقة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روزي دياز بمقتل شيرين أبو عاقلة أثناء تأدية عملها الصحفي، مؤكدة على ضرورة احترام حرية وسائل الإعلام وسلامة الصحفيين.

تأبين شيرين أبو عاقلة

 

تشييع جثمان شيرين أبو عاقلة
وقفة تضامنية بالتزامن مع تشييع جثمان شيرين أبو عاقلة

وقد شهد اليوم انطلاق موكب رسمي لتشييع جثمان شيرين أبو عاقلة اليوم الخميس 12 أيار/ مايو في تمام الساعة العاشرة صباحًا من المستشفى الاستشاري في رام الله نحو مقر الرئاسة الفلسطينية.

ومن ثَمّ سار موكب الجنازة إلى القدس؛ حيث ستوارَى الثرى في مقبرة “جبل الزيتون” إلى جانب والديها يوم الجمعة 13 أيار/ مايو.

وكانت جمعيات مختلفة في بريطانيا، مثل: جمعية النساء من أجل فلسطين، وجمعية أصدقاء الأقصى، وجمعية النساء المسلمات في أدنبره، وجمعية “فلسطينيون في اسكتلندا”، وحملة التضامن الاسكتلندية مع فلسطين (SPSC) قد نظمت وقفة تضامنية أضاء فيها المشاركون الشموع في أدنبرة يوم الأربعاء 11 أيار/ مايو.

 

دعوات للتضامن مع شيرين أبو عاقلة
إحياء ذكرى شيرين أبو عاقلة في لندن

كما وجه ناشطون وصحفيون في بريطانيا دعوة إلى وقفة تضامنية أخرى في تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم الخميس 12 أيار/ مايو أمام هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية “بي بي سي”؛ وذلك إحياءً لذكرى أبو عاقلة وجميع الصحفيين الذين تعانقت دماؤهم الذكية مع تراب أرض فلسطين الطاهرة.

 

“ليس سهلًا – ربما – أن أغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم”.

أنا شيرين أبو عاقلة | فلسطين.

‏.


اقرأ ايضًا:

الدعوة لمظاهرة كبرى بذكرى النكبة وسط لندن في 14 مايو

تثبيت آلاف المواعيد مع نواب في البرلمان البريطاني اليوم لأجل فلسطين

نادي فوريست غرين روفرز الإنجليزي يرفع علم فلسطين ورئيسه يتبنى القضية