العرب في بريطانيا | بنوك الطعام تقترب من "حافة الانهيار" ...

1445 رمضان 19 | 29 مارس 2024

بنوك الطعام تقترب من “حافة الانهيار” مع تزايد الطلب بسبب ارتفاع الأسعار!

بنوك الطعام
فريق التحرير April 12, 2022

حذرت مجموعة مكونة من أكثر من 550 بنك من بنوك الطعام في جميع أنحاء بريطانيا رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخزانة ريشي سوناك من أنها تقترب من “حافة الانهيار”؛ بسبب ارتفاع الأسعار المتزايد، وأزمة غلاء المعيشة التي تشهدها البلاد.

 

وتدفع فواتير الطاقة والطعام وتكاليف التأمين الوطني المرتفعة عددًا متزايدًا من الأُسَر البريطانية إلى حافة الهاوية، مع تضاعف الطلب على المساعدة من بعض بنوك الطعام منذ الأشهر الأخيرة من عام 2021.

 

وكتبت شبكة المعونات الغذائية المستقلة (IFAN) – في رسالة اطلعت عليها صحيفة “الإندبندنت” (Independent) – إلى ريشي سوناك تحثه على اتخاذ إجراءات فورية؛ للحد من تنامي الفقر والجوع في أسرع وقت ممكن.

 

ومن جهة أخرى يواجه سوناك ضغوطًا متزايدة بعد اتهامات التهرب الضريبي التي وجِّهت لزوجته، ما جعل الكثيرين يتهمونه بالإخفاق في حماية أموال البريطانيين، وخاصة العائلات المتعثرة والفقيرة؛ بسبب عدم تقديم أي مساعدات إضافية على الفواتير والأمور الأخرى في بيان الربيع.

 

“IFAN” تدعو سوناك إلى زيادة المزايا والمدفوعات

 

رسالة
رسالة IFAN لوزير الخزانة “ريشي سوناك” حول معاناة البريطانيين من ارتفاع الأسعار (IFAN)

 

 

دعت (IFAN) سوناك إلى زيادة المزايا والمدفوعات بنسبة 8 في المئة بما يتماشى مع التضخم المتوقع، وإنهاء فترة خمسة أسابيع انتظار للحصول عليها، مع تقديم الأموال اللازمة للأُسَر المتعثرة.

 

وقالت (IFAN) في رسالتها إلى الحكومة: “نحن قلقون للغاية بشأن حجم المعاناة التي نشهدها حاليًّا، فضلًا عن تقلص قدرتنا في سد جوع الناس في الأسابيع والأشهر القادمة”.

 

وأضافت الرسالة: “يجب اتخاذ إجراءات على وجه السرعة؛ لزيادة دخل الناس بشكل حاسم. إن بنوك الطعام تصل إلى حافة الانهيار!”.

 

وقالت بيني كيفيل مديرة شركة “Second Chance Medway” في كينت لصحيفة “الإندبندت” (The Independent): إن مشروع المعونة الغذائية الخاص بها يساعد الآن ما يقرب من 2000 فرد أو أسرة في كل شهر، وهو ضعف عدد الأُسَر التي كانت تساعدها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر.

 

وتابعت حديثها قائلة: “إنها أسوأ فترة فقر رأيتها منذ 30 عامًا!”.

 

“يأتي الناس إلينا يبكون ويقولون: إما أن ندفع الفواتير أو نطعم أطفالنا! وأردّ عليهم: أنتم تدفعون الفواتير، ونحن سنطعم الأطفال”.

 

هذا وقد اضطرت بعض بنوك الطعام إلى خفض كميات الطعام التي تقدِّمها؛ لأن العرض لا يتناسب مع الطلب. وقالت السيدة كيفيل: “نحن جميعًا على حافة الانهيار”.

 

“سيكون تحديًا حقيقيًّا لمساعدة الجميع. وعلى الحكومة أن تفعل شيئًا”.

 

بنوك الطعام والمؤسسات الخيرية تشهد ضغطا هائلاً

 

سلع على الرف
تزايد الطلب على بنوك الطعام ومطالبة الحكومة بالتدخل السريع (آنسبلاش)

 

وشهد بول أوبراين منسق بنك طعام ميكا ليفربول زيادة في الطلب على المساعدة من 220 سلة أسبوعيًّا في عام 2020 إلى ما يقرب من 400 سلة أسبوعيًّا اليوم.

 

وقال السيد أوبراين: “إن هذا النوع من المعاناة لم أره من ذي قبل؛ فنحن نرى أُسَرًا تعيش في غرفة واحدة للتدفئة؛ لأنها لا تستطيع تحمل تكلفة التدفئة”.

 

“بعض الناس يرفضون الخضراوات؛ لأنهم لا يتحملون تكلفة طهوها”.

 

وتابع حديثه قائلًا: “إن بنوك الطعام تواجه ضغوطًا [كبيرة جدًّا]؛ وهذه الضغوط تتجلى في: انخفاض كمية الطعام التي يتبرع بها الشعب، والاحتياطيات المالية التي لا تتجاوز كثيرًا قيمة المشتريات الإضافية من المتاجر، وارتفاع هائل في عدد  المحتاجين. بناءً عليه لا تستطيع بنوك الطعام مواكبة الطلب المتزايد، وأخشى أن تعلن بعض المؤسسات الخيرية عجزها”.

 

وينطبق الأمر على المؤسسة الخيرية “Citizens Advice” التي قالت: إنها سجلت زيادة في توافد الناس إليها لطلب المساعدة بنسبة 44 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وأنها أحالت 25 ألف بريطاني إلى بنوك الطعام، أو إلى أي نوع آخر من الدعم الطارئ.

 

وقال بعض أفراد المؤسسة: إن الأمر وصل عند بعض الأُسَر إلى غسل الملابس بالأيدي؛ لتفادي استهلاك الكهرباء التي تحتاج إليها الغسالة، وآخرون مرضى يلتفّون بأغطية كثيرة بدل استعمال التدفئة.

 

 

مطالبة بعض النواب المحافظين بإلغاء زيادة التأمين الوطني!

 

واتهمت المؤسسات الخيرية وزير الخزانة بعدم تكافؤ زيادة الفوائد بنسبة 3.1 في المئة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين مع التضخم المتوقع أن يصل إلى 7.7 في المئة هذا الشهر.

 

كما يخشى بعض النواب المحافظين من أن إخفاق سوناك في زيادة حجم المساعدة في الفواتير والمدفوعات، وإصراره على زيادة التأمين الوطني بنسبة 1.25 في المئة التي بدأت هذا الأسبوع سيكلف الحزب غاليًا في الانتخابات التي ستجري في شهر أيار/ مايو القادم.

 

وقال أحد كبار ممثلي حزب المحافظين لصحيفة “الإندبندنت”: “الشعب ليس سعيدًا بارتفاع تكلفة المعيشة والزيادات الضريبية، وسيكون أقل سعادة خلال شهر بمجرد ظهور الفواتير! يجب على سوناك أن يفعل المزيد قبل قدوم الخريف، وربما يحتاج إلى مراجعة طارئة للميزانية قبل عطلة البرلمان الصيفية”.

 

هذا وقد عزّز الوزير صندوق دعم الأسرة بـ 500 مليون باوند الشهر الماضي، وقدَّم مزيدًا من الأموال للسلطات المحلية؛ لمساعدة الأشخاص المحتاجين.

 

ومع ذلك، قالت كل من (IFAN) وشبكة بنك الطعام (Trussell Trust): إن المجالس استخدمت هذه الأموال لتوزيع القسائم، أو إعطاء أموال إضافية للجمعيات الخيرية، وتركوا المشكلة الأساسية المتمثلة في انخفاض الدخل دون معالجة.

 

هذا وحثت سابين جودوين منسقة (IFAN) الوزراء على اتباع نهج “النقد أولًا”؛ إذ لا يمكن لسوناك أن ينتظر حتى الخريف لاتخاذ الإجراء المناسب، وعلى الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة فورا لزيادة الدخل المتدني.

 

المصدر: Independent  


اقرأ المزيد: 

ريشي سوناك يواجه انتقادات بعد أنباء عن تهرب زوجته المليارديرة من دفع الضرائب 

خبراء ضرائب يدعون للتحقيق بقرض قدّمته زوجة وزير الخزانة لشركتها البريطانية 

تعرف إلى بعض بنوك الطعام التي تقدم الأغذية الحلال في بريطانيا