العرب في بريطانيا | السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في...

1445 شوال 10 | 19 أبريل 2024

السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت

السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت
فريق التحرير March 4, 2022
عادةً ما يبدأ صف المعلمة السورية نادين قعدان في المدرسة الابتدائية دارتفورد بريدج بتحية حارة لتلاميذها الذين يَرُدّون بأغنية أكثر حرارة لمعلمتهم وملهمتهم الفائزة بجائزة مؤلفة ومصورة الأطفال السوريين. 
 
 
و قد قالت زميلتها المعلمة كونلي لصحيفة The National”: إنه لأمر لا يُصدَّق! كِدت أن أبكي عندما رأيت صف نادين قعدان، إنها معلمة رائعة؛ لكونها تحتفل بالاختلاف، والتنوع بشكل جميل”.
 
 
وقد جرت العادة أن تعيد المعلمة الابتدائية تسمية أقسامها وفقًا لِمَا يتناسب مع موضوع السنة، كالعلوم، أو الرياضة، أو الأدب كما حدث في هذا العام الدراسي  2022/2021 لتعكس الأعراق المتغيرة للتلاميذ ولأعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة.
 
 
السورية نادين قعدان هي إحدى أسباب تسمية هذا العام الدراسي في الابتدائية بعام الأدب؛ لتجربتها المتواضعة جدًّا في شرح أعمال شكسبير، ويوميات آن فرانك، والمؤلف رولد دال، والمؤلف الهزلي ستان ليي، بالإضافة إلى كُتّاب وشعراء آخرين، مثل: كارل نوفا، وحمزة آرشاد، ورابيندراناث طاغور. وكان صف قعدان الصف الوحيد الذي يستطيع القراءة، ومشاركة النصوص في المدرسة في كينت جنوب شرق لندن. 
 
 
السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت
السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت (Nadine Kaadan)
 
 
وقالت نادين: “كان تلاميذي متحمسين لكتبي وقصصي، وأفضل جزء بالنسبة لي دائمًا هو عندما يبدؤون طرح الأسئلة”.
 
و أضافت قائلة: “إنهم يريدون معرفة كل شيء عن لوني المفضل – وهو الأزرق – وكتاب الأطفال Le Petit Nicolas et les Copains الذي ألّفه كلٌّ من “جين جاك سيمب” و”رين غوشيني”، وكيف أرسم وأكتب قصصي. وإذا نجحت في التواصل مع طفل واحد فقط، وطورت من شغفه بالرسم والكتابة فإنني أشعر بأنني قد أنجزت عملي على أتمّ وجه،  وهو دفع الموهبة إلى الأمام قدر الإمكان، ورؤية ما سينتج عنها”.
 
 

نادين قعدان تعزز تمثيل الأعراق و الأقليات في الكتب المدرسية 

 

السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت
السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت (Nadine Kaadan)
 
 
و أصبحت نادين قعدان البالغة من العمر 37 سنة بطلة التمثيل الشامل؛ فقد صممت وركزت على حق الأطفال جميعًا برؤية أنفسهم من خلال القصة، وقالت: “عندما بدأت كان تمثيل الأقليات والأعراق في كتب الأطفال لا يتعدى 3 في المئة فقط، والآن وصل إلى 12 في المئة، وذلك في خلال 10 سنوات”.
 
 
و تُشير نادين أيضًا إلى أنْ ليس كل الناشرين يرحبون بهذه الفكرة بطريقة جيدة؛ حيث إن بعضهم يضع تعليقات نمطية وسلبية أمام عبارات التنوع.
 
 
كما أعربت نادين عن رغبتها في تأليف كتاب حول طفل سوري يأتي إلى المملكة المتحدة بسبب الحرب، ولكنه لا يواجه مشاكلَ لكونه لاجئًا أو لكونه أجنبيًّا أو لكونه من عرق مختلف، وذلك في حديثها عن لقائها بأطفال مماثلين كثر يحظون بشعبية، ويتعلمون الإنجليزية بسرعة، وهم سعداء”.
 
 
كذلك تحتفظ المعلمة الملهمة بين صفحات كتبها بذكريات سوريا “الساحرة” التي  نشأت وترعرعت فيها، ومنها: ذكريات القصص الشعبية، والعمارة الدمشقية، والنوافير، وسماء الليالي الصيفية، والشمس المُحْمَرّة وغير الاعتيادية، وقالت: إن”دمشق حكاية خرافية بحد ذاتها!”.
 
 
وقد أنهت نادين عملها في كتاب الأنشطة الذي ألّفته   أليسون جرين والرسّام الشهير أكسل شيفلر في عام 2019 لدعم العمل الخيري لـمتجر “Three Peas” في مخيمات المهاجرين في اليونان. وتقول قعدان في هذا الصدد: “بمجرد أن أكون في نفس الكتاب مع شخصية بريطانية محبوبة للغاية مثل أكسل شيفلر فإنني أشعر بأن ذلك كأنه اعتراف بعملي”.
 
 
وتتميز رسومات قعدان العشرة “بأجزاء من قطع” شرق أوسطية، مثل: زخرفة دمشقية، وفتاة ترتدي لباسًا فلسطينيًّا تقليديًّا؛ لإضفاء شعور بأنها جزء من الاتجاه الجديد.
 
 
نشأت نادين في جو يشجع على القراءة؛ لأن والدتها “عواطف” كانت تُدرّس الأدب الفرنسي، وبعد ولادتها في باريس عام 1985 عاد والدها غسان – الذي كان يعمل جرّاحًا – وعائلته إلى دمشق.
 
 
وكثيرًا ما اعتمدت نادين على الكتب المصوّرة؛ لقلة كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية، وهذا ما أثّر على مسارها بوصفها مؤلفة ورسّامة في نفس الوقت، وخلق لديها عقدة الشعور بالنقص، وهذا الأمر هو الذي جعلها تغير اسمها لإسم غربي عندما كانت تؤدي دور الأميرة أو البطلة الخارقة.
 
 
السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت (Paula Holmes)
 
طبعت نادين قعدان كتابها الأول في الأردن عندما كانت تبلغ من العمر 21 عاماً، وعملت منذ ذلك الحين مع دُور نشر في سوريا والإمارات ولبنان والسعودية وأمريكا وبريطانيا. و صوّر كتابها الثاني “الغد” المكتوب بالعربية عام 2012، والذي نُشِر لاحقًا باللغة الإنجليزية حياة الطفل يزن، وهو طفل سوري لا يستطيع الذهاب إلى الحديقة؛ بسبب القصف المتكرر. 
 
 
لقد أثّرت الحرب في سوريا على رسومات قعدان، وجعلها رسومات أكثر واقعية ممزوجة ببعض السريالية، وأوضحت ذلك بقولها: “لا يزال هناك مزيد من النضج”. “أنا لست خائفة من استخدام ألوان داكنة جدًّا، وقد أثبتت لي التجربة أن الأطفال بحاجة إلى ذلك”.
 
 
هذا وقد أضافت نادين قائلة: “في بعض الأحيان تحتاج إلى تذكير الناس بأهمية كتب الأطفال، وما الذي ينبغي لك أن تفعله لجيل كامل. نعم، يمكن لمؤلف كتاب للأطفال أن يكون في نفس القائمة بوصفه عالمًا، وسياسيًّا عظيمًا، وناشطًا مشهورًا”.
 
 
 
 
 
اقرأ أيضًا: