الداخلية البريطانية ترفض طلبات لجوء لسودانيين لسبب عجيب!
كشفت صحيفة الآي أن وزارة الداخلية البريطانية استخدمت معلومات قديمة تعود لعام 2021 عن السودان عند تقييم طلبات سودانيين لجأوا إلى بريطانيا؛ هربًا من الاشتباكات المتواصلة في العاصمة الخرطوم!
وقد اطلعت الصحيفة على خطاب رفض مؤرّخٍ في منتصف يونيو أرسلته الداخلية البريطانية إلى أحد طالبي اللجوء، وقالت فيه: إن المواطن السوداني غير مؤهل للحماية الإنسانية؛ بسبب “عدم وجود خطر حقيقي” عليه من “العنف العشوائي في حالات النزاع المسلح الدولي أو الداخلي” في بلده.
رفض طلبات لجوء بعد الاستناد إلى معلومات قديمة!
وعلّقت الصحيفة على الخطاب قائلة: إن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدأت في إبريل الماضي، وتسببت بوفاة مئات الأشخاص وفرار أكثر من 600 ألف شخص، وأزمة غذائية حادة يعاني منها المواطنون المحاصرون في السودان، ومع ذلك رأت وزارة الداخلية أن إعادة طالبي اللجوء إلى السودان لا تُشكِّل خطرًا حقيقيًّا على حياتهم!
وأضافت الصحيفة: إن وزارة الداخلية استندت في خطاب الرفض إلى معلومات قديمة تُفيد بأن السلطات السودانية “تسمح لأحزاب المعارضة بالعمل ضمن حدود ضيقة نسبيًّا في السودان”، وأنها “لا تضطهد خصومها السياسيين بصفة عامة”، رغم أن الاشتباكات التي اندلعت بين فصيلين سياسيين في إبريل الماضي تشير إلى عكس ذلك!
وقد أثار تقييم وزارة الداخلية لطلبات اللجوء مخاوف طالب اللجوء الذي يُدعى عبدول (اسمه المستعار)، ولا سيما بعد ورود تقارير في الأسابيع الأخيرة عن عمليات تطهير عرقي في السودان ضد قبائل الأقليات التي ينتمي إليها.
أخبر عبدول وزارة الداخلية عند وصوله إلى بريطانيا في عام 2020 أن قوات الدعم السريع اعتقلته في عام 2019 بعد “اتهامه ظُلمًا بدعم حركة تحرير السودان”.
وقال عبدول: إنه احتُجِز وتعرّض للتعذيب لأكثر من أسبوعين، ثم أُفرِج عنه بشرط تقديم تقارير منتظمة إلى قوات الدعم السريع، التي اعتقلت قريبه للحصول على معلومات عن مكانه بعد هروبه من السودان.
وبهذا الصدد قالت هيئة تقييم طلبات اللجوء في تقريرها: إن إعادة عبدول إلى السودان لا تُشكِّل خطرًا على حياته؛ بسبب مرور الوقت على قضية احتجازه من قبل قوات الدعم السريع، إضافة إلى أن إطلاق سراحه بعد أكثر من عشرة أيام من الاحتجاز يُثبت “عدم وجود أدلة ضده”، وأن التهديد الذي تتعرض له أسرته لا يُعَدّ خطيرًا؛ لأن قريبه “اعتقل ليومين فقط”!
يُشار إلى أن قوات الدعم السريع هي مجموعات عسكرية تشكلت من مليشيا الجنجويد واعترفت بها الدولة رسميًّا عام 2013، وقد أوكلت إليها مهمات مختلفة تتعلق بالقضاء على “حركات التمرد في دارفور غربي السودان وحراسة الحدود والقضاء على عمليات التهريب”. وهي تُقاتل حاليًّا في السودان للسيطرة على البلاد.
الداخلية البريطانية في مرمى الانتقادات مجددًا!
وتعليقًا على الموضوع وصفت جمعية (Care4Calais) -وهي جمعية خيرية للاجئين كانت تدعم عبدول- تقييم الداخلية البريطانية بـ”الفضيحة”، وطالبت الحكومة بالاستناد إلى معلومات مُحدّثة عند البت بطلبات اللجوء.
وقالت مديرة الشؤون القانونية في الجمعية الخيرية هانا ماروود: “إن رفض الداخلية البريطانية لطلبات اللجوء يُعَدّ جريمة بحق اللاجئين السودانيين الذين فرّوا من أهوال الحرب أو من اضطهاد سابق، فالجميع يعلم أن الوضع في السودان قد ساء كثيرًا في الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد ورود تقارير تتحدث عن التطهير العرقي لسكان دارفور من غير العرب”.
أما مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية في بريطانيا ستيف فالديز سيموندز فقال: “إن الوضع في السودان مخيف وخطير. يجب أن توفر الحكومة طرقًا آمنة للأشخاص الفارين من الصراع للحصول على حياة آمنة في بريطانيا، وأن تمنع المهربين من استغلالهم وتحث البلدان الأخرى على فعل الشيء نفسه”.
جدير بالإشارة أن وزارة الداخلية لم تستطع تفسير سبب عدم استخدام المعلومات المحدثة عند تقييم حالة عبدول، ولكنها أكدت لصحيفة الآي أن معلومات الدولة تخضع للمراجعة المستمرة والتحديث بصفة دورية، وأنها ستتواصل مع عبدول؛ “لمراجعة طلب لجوئه”.
المصدر: الآي
اقرأ أيضًا:
الداخلية البريطانية تتراجع عن قواعد تتعلق بضحايا الاتجار بالبشر
الداخلية البريطانية تترك طفلا يبلغ 9 أعوام وحيدا في فندق لطالبي اللجوء
الداخلية البريطانية تتوقف عن البت في طلبات اللجوء رغم الانتقادات
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C
