كيف يؤثر العمل من المنزل في شكل جسم الإنسان على المدى البعيد؟
كشفت دراسة بريطانية عن التأثيرات المستقبلية المحتملة للعمل من المنزل على جسم الإنسان، وقدمت الدراسة بعض التوقعات التي من شأنها أن تغير رؤيتنا الإيجابية للعمل عن بعد!
زيادة الوزن وتدهور الصحة النفسية
وشارك في الدراسة بعض خبراء الصحة الذين أشاروا إلى احتمال معاناة كثير من الناس من تحدُّب الظهر نتيجة وضعية الجلوس غير الملائمة، وأن العمل من المنزل سيُسبّب لهم احمرار العينين لاستخدام الحاسوب أوقاتًا طويلة، وسيعانون من ازدياد الوزن وتدهور الصحة النفسية.
وعلى الرغم من إلزام الموظفين بالعمل من منازلهم أثناء انتشار الوباء، فإن بعض الشركات استمرت على هذا النهج، ومنحت الموظفين حق العمل عن بعد في أيام معينة.
وقدمت شركة (Furniture at work) الدراسة التي أجرتها إلى عدد من خبراء الصحة، ودعتهم إلى إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يحاكي التغير الذي سيطرأ على أجسام البشر في المستقبل بسبب قضائهم ساعات طويلة في العمل من المنزل.
ويرى خبراء الصحة أن العمل ساعات طويلة من المنزل دون استخدام الكراسي والمكاتب المريحة يمكن أن يسرع من ظهور بعض الأعراض الصحية السيئة، وأشار الدكتور إل إس واند المختص في جراحة العظام، إلى أن قلة الحركة والجلوس بوضعية غير مريحة، يمكن أن يُسبِّب مشكلات في العضلات والعظام.
وقال أيضًا: “إن الآلام المزمنة والحالات المرضية، يمكن أن تتطور أيضًا بسبب الجلوس أوقاتًا طويلة بأوضاع غير ملائمة لصحة الجسم”.
ما هي ظاهرة (Text Claw)؟
وسيواجه الموظفون في المستقبل ما يسمى (Text Claw)، وهو مصطلح غير طبي يرمز إلى التشنجات والأوجاع الناتجة عن الاستمرار في أداء الأنشطة غير الحركية مدة طويلة مثل حمل الهاتف واستخدام الماوس.
أضف إلى ذلك أن النظر إلى شاشة الحاسوب لساعات طويلة، ولا سيما في الأماكن التي تفتقر إلى الضوء الطبيعي، من شأنه أن يسبب إجهادًا للعين، وسيصبح محيطها داكن اللون، إضافة إلى انتفاخها نظرًا إلى إجهادها.
وبهذا الشأن توصي خبيرة الصحة سارة جيبسون باستخدام قاعدة “20 دقيقة و20 ثانية و20 قدمًا”، حيث تقول سارة: لا بد من إبعاد أعيننا عن الشاشة كل عشرين دقيقة، وإراحتها 20 ثانية، وتركيز النظر إلى أشياء تقع على بعد 20 قدمًا.
“إنها طريقة جيدة لتجنب إجهاد العين عند العمل من المنزل”. يُذكَر أن تقليل عدد الاستراحات أثناء العمل والبقاء في المكتب سيؤديان حتمًا إلى زيادة الوزن، إلى جانب مشكلات صحية ناتجة عن مرض السكر وأمراض القلب.
هذا ويقترن نمط الحياة الذي يفتقر إلى الحركة بميل كثير من الناس إلى تناول الوجبات الخفيفة والجاهزة، وبهذا الخصوص قال الدكتور جبي بي كيربي المختص في خدمات التمريض: “يقع كثير من الناس تحت تأثير الخمول إذا كان عملهم لا يتضمن تحريك الجسم، ما يؤدي إلى زيادة وزنهم ويزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والقلب”.
التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية
وقالت الدكتورة سوني شيربا: “إن معظم الموظفين الذين يعملون من المنزل يعانون من أعراض الخمول، ما يزيد احتمال إصابتهم بالسمنة”.
وحذر الخبراء من أن العمل من المنزل وقتًا طويلًا قد يسبب ضررًا كبيرًا للصحة النفسية، حيث قال جوني أوجل مدير شركة (The Height Treatment): “إن عدم إيجاد توازن دقيق بين العمل والحياة الاجتماعية، سيُبقي الموظفين في حالة من القلق والتفكير الدائم بموعد بداية العمل ونهايته، وسيُلحق ذلك أضرارًا نفسية كبيرة بهم”.
“إن التفكير المستمر بالعمل يؤدي عادة إلى الشعور بالإرهاق”.
وقال بايان كلارك رئيس جميعة (Unite medical Education): “إن التبعات الصحية المزمنة للعمل من المنزل تتضمن الشعور بالإجهاد والإرهاق، ولتجنب ذلك يجب على الموظفين منح الأولوية لأنشطة أخرى، مثل: التواصل الاجتماعي والرعاية الذاتية ورسم حدود واضحة بين العمل والوقت الشخصي”.
اقرأ أيضاً :
الصحة البريطانية تعلن توقف كلية رجل عن العمل بعد تناوله جرعة زائدة من فيتامين دال
الرابط المختصر هنا ⬇