الخارجية البريطانية في مرمى النار لتجاهلها معلومات مبكرة بشأن النزاع في السودان
واجهت وزارة الخارجية البريطانية في السودان انتقادات لاذعة بسبب تجاهل مسؤوليها التحذيرات التي وردتهم بشأن قرب اندلاع حرب وشيكة قبل أسابيع من بدء الصراع في السودان.
الخارجية البريطانية لم تتوقع اندلاع الحرب في السودان
وقال مسؤولو الخارجية: إنهم كانوا متفائلين على مضض بأنه لن يحصل أي اشتباكات في السودان.
وفي هذا السياق قالت مادي كروثر مديرة جمعية (Waging Peace): إنها التقت أشخاصًا في السودان فقدوا ما لا يقل عن عشرة أشخاص من أفراد أسرتهم في الصراع الدموي، الذي حصد أرواح أكثر من 3000 شخص على أقل تقدير.
وقالت كروثر لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية: “أخبرَنا بعض الأشخاص في الأسابيع التي سبقت 15 نيسان/إبريل أنهم كانوا يستعدون لمغادرة الخرطوم بعد أن استشعروا خطر اندلاع حرب في الأفق”.
“لا أفهم سبب تجاهل وزارة الخارجية والسفارة مع أن كل ما يجري كان يُنذر ببدء الصراع في السودان!”.
وأضافت: لقد نظمنا ملتقى اجتماعيًّا يوم الأحد شارك فيه 100 شخص من أفراد الجالية السودانية والجالية البريطانية الذين كانوا في السودان.
وتابعت: “لقد تحدث بعض الأشخاص عن فقدان 10 أفراد من أسرتهم، ومن ثَمّ فإن الأمر يبدو مشابهًا لما جرى في إقليم دارفور، وبعد أقل من 5000 كيلومتر عن إقليم دارفور تدور حرب دموية في الخرطوم”.
وأشارت كروثر إلى أن طالبي اللجوء السودانيين هم ثامن أكبر مجموعة لطالبي اللجوء في بريطانيا، ودعت كروثر السلطات البريطانية لإبقاء كثير من طالبي اللجوء هؤلاء والسماح لهم بالعيش وبناء مستقبلهم.
5000 سوداني ينتظرون البت بطلبات اللجوء
وأظهرت آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية أن أكثر من 5000 سوداني ينتظرون البت بطلبات لجوئهم.
وقالت: “علينا أن نكون واقعيين، لا يمكن إعادة طالبي اللجوء إلى السودان، فلماذا نتركهم في حيرة من أمرهم، لماذا لا نسمح لهم بالعيش هنا وبناء مستقبلهم؟!”.
من جانب آخر، قالت الدكتورة كيت فيرجسون المديرة في جمعية (Protection Approach) الخيرية: إن وزارة الخارجية البريطانية لم تأخذ تدهور الوضع في السودان على محمل الجد.
الخارجية البريطانية لم تقدر خطورة الموقف في السودان
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية ترددت في تقدير خطورة أعمال العنف الدائرة، حيث أشار أعضاء الوزارة إلى أنهم أظهروا نوعًا من التفاؤل الحذر قبل 10 أيام من اندلاع الصراع في 15 نيسان/إبريل رغم وضوح مؤشرات الحرب.
وقالت فيرجسون: “أعتذر إذا بدا عليَّ الغضب، لكنني غاضبة حقًّا لأننا حذرناهم!”.
وأضافت: “أعتقد أن السفارة لم تكن تمتلك الموارد الكافية للتعامل مع حالة كهذه، إذ لم يكن هناك أي بروتوكول للاتصال، ولم تتلقَّ السفارة البريطانية في السودان إرشادات أو توجيهات من الحكومة البريطانية، لذلك كانت تفتقر للاستعداد، ما صعّب الأمور للغاية”.
هذا وقالت النائبة عن حزب المحافظين إليسيا كينز التي تترأس لجنة الأحزاب: “أنا أوافق تمامًا على الفرض القائل إن السفارة البريطانية في السودان تفاجأت باندلاع الصراع، حيث كان معظم الناس في إجازة خلال العيد!”.
اقرأ أيضاً :
الخارجية البريطانية تنفق على الأثاث في عام واحد نصف مليون باوند
وزارة الخارجية البريطانية تتعرض لهجوم إلكتروني من قراصنة مجهولين
وزيرة الخارجية البريطانية تتوقع استمرار الحرب في أوكرانيا عشر سنوات
الرابط المختصر هنا ⬇