كيف تغيرت أعداد المهاجرين في بريطانيا خلال ولاية 5 رؤساء وزراء محافظين؟

فريق التحرير May 26, 2023

هيمن ملف الهجرة على الصحف والرأي العام البريطاني، ولا سيما بعد الكشف عن أرقام جديدة تُظهِر زيادة أعداد المهاجرين في بريطانيا العام الماضي إلى معدل قياسي يربو على 600 ألف مهاجر، في ظل تعهدات حزب المحافظين الفاشلة في منطقة يتعرض فيها رؤساء الوزراء لضغوط يمينية لا هوادة فيها.

كم كانت أعداد المهاجرين في بريطانيا في عهد ديفيد كاميرون؟

مع اقتراب الانتخابات العامة لعام 2010، وعد زعيم المعارضة ديفيد كاميرون بالحد من صافي الهجرة إلى عشرات الآلاف “سنويًّا”. وقال لبي بي سي: لا أعتقد أن تحقيق ذلك صعب؛ فهذا هو الرقم الذي كان موجودًا في التسعينيات، وأعتقد أننا يجب أن نراه مرة أخرى.

إلا أن تحقيق ذلك كان صعبًا؛ نظرًا إلى أن كاميرون كان ملتزمًا أيضًا بالبقاء في الاتحاد الأوروبي.

تعهدات ديفيد كاميرون في إبريل 2011 وإبريل 2015!

جامعة نيويورك أبو ظبي — *كيف تغيرت أعداد المهاجرين في بريطانيا؟*

بعد عام من فوز كاميرون برئاسة الوزراء، أكد تعهده بتخفيض عدد المهاجرين في بريطانيا بعشرات الآلاف، ومع ذلك فقد وصل عددهم إلى 379 ألف مهاجر بالتزامن مع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وفي إبريل 2015 كرر كاميرون تعهده السابق في بيان حزب المحافظين، وأشار إلى أنه لا يزال هدفًا قائمًا ولا يسَعُه إلا تحقيقه.

حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء يونيو 2016

كان لوعود النواب والوزراء المحافظين المؤيدين للبريكست، بأن المملكة المتحدة ستكون قادرة على “استعادة السيطرة” على مجموعة من الملفات ويشمل ذلك الهجرة، دور حاسم في استفتاء عام 2016.

تيريزا ماي: من يوليو 2016 إلى يوليو 2019

بعد أن تسلَّمت ماي منصب رئاسة الوزراء، أصبحت المهمة الرئيسة لزعيمة حزب المحافظين الجديدة هي التفاوض على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسرعان ما أوضحت ماي أنها لا تريد أن تظل بريطانيا في السوق الموحدة، ما يعني حرية التنقل، وقالت في بيانها الانتخابي العام: نريد خفض صافي الهجرة إلى معدلات ثابتة.

بوريس جونسون: من يوليو 2019 إلى سبتمبر 2022

بعد الإطاحة بماي ووعدها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يكن جونسون أكثر حرصًا من ماي على استعادة حرية التنقل. وبينما كان يستغني عن وعود تخفيض صافي الهجرة إلى عشرات الآلاف، تمحور تعهد رئيس الوزراء الجديد حول خفض الأعداد الإجمالية للمهاجرين إلى معدل يقارب 245 ألف مهاجر. ووعد في بيان 2019 قائلًا:

“سيكون هناك عدد أقل من المهاجرين ذوي المهارات المحدودة، وستنخفض أعداد المهاجرين الإجمالية، ما يضمن أن يبقى الشعب البريطاني هو المهيمن دائمًا”.

ومع ذلك فقد ركز خطاب جونسون على “قمع” الهجرة غير الشرعية.

ليز تراس: من سبتمبر 2022 إلى أكتوبر 2022

مع أن الوقت الذي قضته تراس في المنصب كان قصيرًا جدًّا، فإنها لم تكن بمنأى عن الصراع بين نواب حزب المحافظين بشأن ملف الهجرة، وقد فضَّلت -على ضوء ذلك- تخفيف قواعد الهجرة؛ لمساعدة بعض القطاعات -مثل قطاع الزراعة- على معالجة أزمة نقص العمالة، وذلك من خلال مخطط استقطاب المزارعين الموسميين الأجانب، إضافة إلى معالجة النقص في المهارات على المدى الطويل.

وعندما أُجبرت وزيرة الداخلية آنذاك -سوالا برافرمان- على الاستقالة، قال بعض أتباعها: إن السبب الحقيقي وراء ذلك هو الخلاف على تأشيرات العمل.

ريشي سوناك: منذ أكتوبر 2022

سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة تُغذّي التطرف! — *كيف تغيرت أعداد المهاجرين في بريطانيا؟*

منذ تولي سوناك رئاسة الوزراء، وجّه -وهو من عائلة مهاجرة- تركيزه على الهجرة الشرعية وغير الشرعية وأكد إسهام المهاجرين في الخدمات العامة.

لكن هذه الرؤية لم تتضح ملامحها كثيرًا في ظل تسليط الخطابات الضوء على ارتفاع عدد الوافدين غير المرحب بهم في بريطانيا، حيث قال سوناك: إنني أركز دون شك على منع وصول القوارب، وهذه إحدى أولوياتي الخمس، وإننا نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك.

جاءت هذه التعليقات في مقابلة هذا الشهر خلال رحلة حددت هدفًا يتمثل بإيصال صافي الهجرة إلى أقل من الأرقام التي كانت عليها عندما تسلَّم زمام الأمور من ليز تراس، والتي بلغت 500 ألف وافد سنويًّا.

تراجع سوناك قبل أيام عن وعد بيان 2019 المتمثل في تقليل صافي المهاجرين إلى أقل من 220 ألف مهاجر.

ومن الأسئلة التي شاعت بين المتابعين مؤخرًا: هل يتفق النواب المحافظون على صرف النظر عن ملف الهجرة حاليًّا. واقترح التحليل الذي أجرته بريطانيا هذا الأسبوع في مركز أبحاث (Changing Europe)، أن مزيدًا من الناس في البلاد الآن يرون أن إيجابيات الهجرة أكثر من سلبياتها، لكن الناخبين المحافظين بصفة خاصة يرون أن الحكومة يجب أن تأخذ مسألة عبور القوارب الصغيرة على محمل الجد.

تجدر الإشارة إلى أن الإحصاءات لا تشمل الأشخاص الذين وصلوا على متن سفن كبيرة (مثل العبّارات) أو الذين اعترضتهم السلطات الفرنسية وعادوا إلى فرنسا.