عشرات آلاف المرضى في ويلز ينتظرون عامين للحصول على الرعاية الطبية

آلاف المرضى في ويلز ما زالوا ينتظرون الرعاية الطبية

فريق التحرير May 19, 2023

اضطر عشرات الآلاف من المرضى في ويلز إلى الانتظار عامين قبل تلقي العلاج، بعد أن أخفقت خطط القطاع الطبي في تقديم الرعاية لأكبر عدد ممكن من المرضى.

وبحلول شهر آذار/مارس الماضي اتضح أن قُرابة 30 ألف مريض اضطروا إلى الانتظار أكثر من عامين للحصول على الرعاية الطبية، ولم يتوقع الأطباء أن يطول انتظار المرضى إلى هذا الحد، ولا سيما بعد الخطط التي أعلنتها هيئة خدمات الصحة في ويلز لحل مشكلة القوائم الطويلة للمرضى.

لكن الأرقام الرسمية أظهرت إخفاق القطاع الطبي في ويلز بتقديم الخدمات الطبية لـ31.406 مرضى آخرين، وبذلك يصبح إجمالي عدد المرضى ممن أُدرِجت أسماؤهم ضمن قوائم الانتظار 57 ألف مريض، بزيادة قدرها 2000 مريض بعد أن شهدت الأشهر السابقة تراجع عدد المرضى في قوائم الانتظار.

آلاف المرضى في ويلز يعانون من تأخر المواعيد الطبية

رعاية مرضى السرطان — تأخر في رعاية الآلاف من المرضى في ويلز (*بيكساباي*)

وحاول القطاع الطبي في ويلز خفض المدة الزمنية التي ينتظرها المرضى بما يحاكي المستشفيات في إنجلترا، لكن المرضى في ويلز ما زالوا يعانون من فترات الانتظار الطويلة.

وفي هذا السياق أكدت وزيرة الصحة الويلزية ألونيد مورغان ضروروة بذل مزيد من الجهود لتقليص فترات انتظار المرضى.

وقالت ألونيد: “تعمل الفِرَق الطبية يوميًّا، وتتقاضى المجالس البلدية الصحية أجورًا عالية من أجل تحقيق الهدف المتمثل بتقليص فترات الانتظار”.

“إنني أتحمل جزءًا من مسؤولية هذه المشكلة، لكن يجب أن يفهم مسؤولو القطاع الصحي أنهم يتحملون هم كذلك جزءًا من المسؤولية، ومن الواضح أن المجالس الطبية تبذل جهودًا مضاعفة لحل مشكلة قوائم الانتظار الطويلة”.

في حين قال اتحاد هيئة خدمات الصحة في ويلز الذي يمثل المؤسسات الصحية: “إن الفِرَق الطبية استطاعت تقليص فترات انتظار كثير من المرضى”.

وأضاف الاتحاد: “مع أن الوضع ما يزال متأزمًا، فإن فترات انتظار المرضى وصلت إلى أدنى حدودها قبل عامين، ويُعَد ذلك ثمرة الجهود التي بذلها موظفو هيئة خدمات الصحة”.

وبهذا الشأن قالت المريضة كارول ودوغ ويليامز: إنها اضطرت إلى الانتظار ثلاث سنوات لتلقي العلاج بعد أن عانت من كسر في الركبة. وأشارت كارول إلى أنها كانت بحاجة إلى عملية جراحية طارئة لجَبر الكسر في ركبتها، لكن موعد الجراحة تأخر قُرابة ثلاث سنوات.

وقد حالت إصابة كارول دون قدرتها على الوقوف بشكل متوازن، ما انتهى بسقوطها مرة أخرى وكسر إحدى فقراتها إضافة إلى حوضها، ومن ثَمّ ستحتاج إلى جراحة أخرى أيضًا!

وتعتمد كارول البالغة من العمر 79 عامًا على الكرسي المتحرك، وبالكاد تستطيع مغادرة منزلها.

وقالت كارول: “أتمنى لو كان بإمكاني قضاء يوم واحد دون ألم!”.

في حين قال زوج كارول: “إن انتظار زوجته العملية الجراحية مدة طويلة وتدهور صحتها، خلَّف آثارًا سيئة على صحته النفسية”.
اعتذار إلى المرضى عن فترات الانتظار!

تُشكِّل نسبة المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عظمية نحو ثلث عدد المرضى في قوائم الانتظار، وقالت إدارنا مركزي (Cwm Taf Morgannwg) و(Cardiff and Vale): “إن فترات الانتظار الخاصة بمرضاهم المحتاجين إلى عمليات جراحية عظمية كانت الأقصر مقارنة بغيرها في بقية المجالس الصحية والمستشفيات في ويلز”.

لكن إدارة المركز الصحي أكدت أن المرضى ما زالوا يعانون من فترات انتظار طويلة بسبب تبعات انتشار وباء كورونا، وقال إدارة المركز: “نعتذر إلى كارول وأسرتها وجميع المرضى الذين يواجهون فترات انتظار طويلة قبل إجراء الجراحة”.

وأشارت إدارة المستشفى إلى مواصلة اتخاذ مزيد من الإجراءات لتقليص فترات الانتظار.

إخفاق الخطة الإسعافية للقطاع الصحي في ويلز

الصحة البريطانية تدفع المرضى نحو العلاج في المستشفيات الخاصة — *مستشفيات ويلز تفشل في تخفيف الضغط على الخدمات الطبية*

وعلى الرغم من انخفاض عدد المرضى الذين انتظروا مواعيدهم الطبية لأكثر من عامين في مستشفيات ويلز، فإن هؤلاء المرضى ما زالوا يُشكِّلون 4.8 في المئة من الأسماء المدرجة في قوائم الانتظار.

هذا ولا يزال ثمة 31406 مرضى تقريبًا ينتظرون منذ عامين لمراجعة العيادات الطبية المتخصصة في ويلز، مقارنة بـ559 مريضًا فقط انتظروا عامين للحصول على الرعاية الطبية في إنجلترا.

وشهدت مستشفيات إنجلترا قبل 14 شهرًا أعلى ارتفاع في عدد المرضى الذين ينتظرون المعاينة الطبية عامين، حيث بلغ عددهم 24424 مريضًا، لكن الرقم ما زال أدنى من عدد المرضى في مستشفيات ويلز.

وبهذا الخصوص قالت الحكومة الويلزية: “إذا استثنينا المرضى الذين ينتظرون المعاينة في العيادات العظمية والجلدية والعينية ومرضى الأنف والأذن والحنجرة والمنتظرين إجراء الجراحة العامة، سيبقى 4300 مريض فقط في قوائم المرضى الذين ينتظرون عامين”.

وكان قطاع الصحة في ويلز قد وضع خطة للتخفيف من ضغط المرضى بعد تراجع انتشار وباء كورونا قبل عام، لكنه لم يُدرِج جميع العيادات الطبية ضمن هذه الخطة مع أن المرضى المقبلين على تلك العيادات يُشكِّلون 86 في المئة من نسبة المرضى الذين ينتظرون عامين.

وشهدت أعداد المرضى الذين أُحِيلوا إلى المستشفيات في ويلز ارتفاعًا ملحوظًا بعد انخفاض عددهم خلال الأشهر الخمسة الماضية.

وعند إضافة المرضى الذين لم تُدرَج أسماؤهم ضمن قوائم الانتظار، يصبح العدد الجمالي للمرضى 734.721 مريضًا.

وبإضافة عدد المرضى الذين يحتاجون إلى استشارة طبية فقط بعيدًا عن المعالجة أو التشخيص، فإن العدد ينخفض إلى 653504 مرضى.

في حين انخفض عدد المرضى الذين انتظروا تلقي العلاج لأكثر من عام بمعدل 11000 مريض شهريًّا، ليصبح عددهم 133.218 مريًضا، وهو الأقل منذ عامين.

يُذكَر أن خطة التعافي من تبعات وباء كورونا في ويلز أخفقت في تحقيق أحد أهدافها الرئيسة المتمثلة بمعالجة جميع المرضى الذين قضوا أكثر من عام بانتظار مواعيدهم لزيارة العيادات الطبية الخارجية، على الرغم من انخفاض أعدادهم للشهر السابع على التوالي.

وما زال 52.925 مريضًا ينتظرون دورهم لزيارة العيادات الخارجية رغم مرور أكثر من عام، وقد انخفضت أعدادهم بمقدار 10.000 مريض كل شهر.

وبالمقابل تحسنت سرعة استجابة سيارات الإسعاف، حيث استجابت خدمات الإسعاف لـ53 في المئة من الحالات الطارئة خلال ثماني دقائق من الاتصال في شهر نيسان/إبريل الماضي.

وكان معدل الاستجابة في شهر نيسان/إبريل للحالات الطارئة أسرع بسبع دقائق و36 ثانية مقارنة بالشهر الذي سبقه.

وشهدت أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ والإسعاف تحسنًا ملحوظا خلال شهر نيسان/إبريل، ونجحت الفِرَق الطبية في تطبيق خطة نقل المرضى إلى المستشفيات وإخراج المرضى المتعافين خلال أربع ساعات فقط، وقد طُبِّقت هذه الخطة على 70.2 في المئة من زوار المستشفيات.

من جهة أخرى اضطر 8949 مريضًا إلى انتظار أكثر من 12 ساعة قبل معاينتهم في قسم الطوارئ والإسعاف. ومع أن انتظار هذه المدة كلها يشير إلى فشل الخطة التي وضعها القطاع الطبي، فإن فترات الانتظار هذه تقلصت مقارنة بما كانت عليه سابقًا.

هذا وسجلت المراكز الصحية في مدينة (Besti Cadwaladr) ازديادًا في عدد المرضى الذين انتظروا الحصول على المعاينة الطبية لأكثر من 12 ساعة.

وصرحت الكلية الملكية لأطباء الطوارئ في ويلز بأنه على الرغم من انتهاء فصل الشتاء فإن القطاع لا يزال يشهد توافدًا كبيرًا للمرضى.

هذا وبدأ قُرابة 55.3 في المئة من مرضى السرطان بتلقي العلاج في الأول من آذار/مارس، أي بعد 62 يومًا فقط من الاشتباه بإصابتهم بالسرطان، في تحسن ملحوظ عن الأرقام السابقة منذ أن أعلن القطاع الطبي في ويلز خطته لتقديم العلاج لأكبر عدد ممكن من مرضى السرطان.

لكن نسبة مرضى السرطان الذين تلقوا العلاج في مركز (Hywel Dda) انخفضت بنسبة 44.5 في المئة.

خيبة أمل حكومية

المعارضة في بريطانيا تثير معاناة مرضى السرطان على قوائم الانتظار — *وزيرة الصحة الويلزية تعرب عن خيبة أملها بعد فشل القطاع الطبي في تقليص فترات انتظار المرضى (آنسبلاش)*

قالت وزيرة الصحة الويلزية: إنها أعربت للمجالس الصحية والمراكز الطبية في ويلز عن خيبة أملها بعد الإخفاق في تحقيق أهداف خطة القطاع الطبي، الرامية إلى خفض عدد المرضى الذين انتظروا أكثر من عام.

وأضافت مورغان: “آمل أن نرى في القريب العاجل مزيدًا من الحلول المبتكرة للأزمة الطبية كما حصل في مستشفى (Ysbyty Gwynedd)، حيث أُجرِي في المستشفى أكثر من 90 في المئة من جراحات سرطان الثدي بشكل يومي، ما منح المرضى فرصة قضاء فترة النقاهة في المنزل للتعافي من تبعات العملية بشكل أسرع”.

وقال المتحدث باسم حزب المحافظين في ويلز راسل جورج: إن عدد المرضى الذين انتطروا عامين لتلقي العلاج في مستشفيات ويلز يبلغ زُهاء ثلاثة أضعاف الذين انتظروا 18 شهرًا للحصول على الطبابة في مستشفيات إنجلترا.

في حين قالت الدكتورة إيونا كولينز رئيسة الجمعية الطبية البريطانية في ويلز: “إن هذه الأرقام دليل واضح على إخفاق الخطط التي وضعتها هيئة خدمات الصحة في ويلز، والتي تحتاج إلى مزيد من الموارد والموظفين”.

المصدر: بي بي سي