الأوبزرفر: نحو ألف حالة اغتصاب حدثت في سجون إنجلترا وويلز منذ عام 2010

فريق التحرير May 15, 2023

ألف جريمة اغتصاب ارتُكِبت في سجون إنجلترا وويلز منذ عام 2010، حسَب ما أفاد به تقرير صحيفة الأوبزرفر التي حصلت على معلومات حصرية من وحدات الشرطة.

وعلى ضوء ذلك، أُبلغت الشرطة عن 2336 اعتداء جنسيًّا آخر في الفترة نفسها، وقد حذر الخبراء من أن الرقم الحقيقي لكلتا الجريمتين قد يكون أعلى بكثير.

وردًّا على النتائج التي توصلت إليها الأوبزرفر، قال أندرو نيلسون، مدير الحملات في رابطة هوارد لإصلاح القانون الجنائي (Howard League For Penal Reform): ثمة نقص كبير في البحوث والسياسات المتسقة والمطبقة باستمرار بشأن الممارسات الجنسية بالتراضي أو عن طريق الإجبار خلف القضبان.

الإبلاغ عن ألف حالة اغتصاب في سجون إنجلترا وويلز!

stainless steel spiral bulb wire — *ألف حالة اغتصاب حدثت في سجون إنجلترا وويلز منذ عام 2010 (آنسبلاش)*

يأتي التحقيق في ظل قلق متزايد بشأن السلامة في السجون، سواء بالنسبة إلى السجناء أو موظفي السجن، حيث تواجه السجون مشكلات مستمرة مع الاكتظاظ وخفض عدد الموظفين وتخفيضات الميزانية المدفوعة بإجراءات التقشف من حكومات حزب المحافظين لِمَا يربو على 10 سنوات.

وأدى تأثير التقشف -وبخاصة بعد عام 2016- إلى الحد من قدرة سجون إنجلترا على توفير بيئة آمنة للنزلاء الذين يتزايد عددهم يومًا بعد يوم وفقًا لبحث أجراه نصرول إسماعيل، المحاضر في علم الجريمة بجامعة بريستول.

وابتداء من سبتمبر 2022، كان ما يزيد قليلًا على نصف السجون (52 في المئة) في إنجلترا وويلز مكتظة وفقًا لتقرير حكومي. هذا وقد أعلنت الحكومة العام الماضي عن تمويل بقيمة 500 مليون باوند لبناء سجون جديدة للرجال والنساء، في الوقت الذي يقبع فيه أقل من 90 ألف شخص خلف القضبان في بريطانيا.

وفي الوقت ذاته، تجد السجون صعوبة في التوظيف والاحتفاظ بالموظفين. وقد أطلقت الحكومة تحقيقًا في مشكلات التوظيف في نظام السجون بعد أن انخفض عدد ضباط السجون ومديري السجون بمعدل 600 ضابط في عام 2021-2022. كما بلغ إجمالي التخفيضات في ميزانيات وزارة العدل 2.4 مليار باوند بحلول عام 2015-2016، وفقًا لتحليل معاصر أجراه صندوق إصلاح السجون.

إبلاغ الشرطة عن حوادث الاعتداء الجنسي

shadow of woman by the metal bar window — *ألف حالة اغتصاب حدثت في سجون إنجلترا وويلز منذ عام 2010 (آنسبلاش)*

تلقت شرطة دورهام ثلاثة بلاغات عن اعتداء جنسي في عام 2010. زاد هذا الرقم 11 ضعفًا ليصل إلى 33 بلاغًا في عام 2018. وشهدت شرطة هامبرسايد تضاعف عدد بلاغات العنف الجنسي من 5 قضايا إلى 10 قضايا بين عامي 2015 و2018. كما سجلت شرطة كمبريا ارتفاعًا مماثلًا، حيث قفز عدد الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها من اعتداء واحد في عام 2014 إلى ثمانية اعتداءات في عام 2016.

وترتبط زيادة هذا النوع من القضايا أيضًا باندلاع أعمال العنف في السجون، ويشمل ذلك أعمال الشغب في سجن برمنغهام عام 2016، التي شملت أكثر من 500 سجين.

أضف إلى ذلك أن وحدات أخرى من الشرطة شهدت ارتفاعًا في حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية المبلغ عنها خلال عامي 2020 و2021، أي خلال وباء كورونا، وتلقت شرطة مانشستر الكبرى 18 بلاغًا عن جرائم اغتصاب في عام 2020، وتلقت شرطة ويلتشير تقاريرَ عن أربع حالات اغتصاب في عام 2022 وثلاث حالات في عام 2020 بعد أن تلقت بلاغات عن ثلاث حالات فقط خلال السنوات السبع السابقة مجتمعة.

وتُظهِر مصادر أخرى أن معدلات العنف والاعتداء في جميع السجون لا تزال مرتفعة. وقد سجلت أحدث إحصاءات السلامة في الحجز التي نشرتها وزارة العدل 20.993 اعتداء في 12 شهرًا حتى ديسمبر 2022، صُنف 12 في المئة منها ضمن “الاعتداءات الخطيرة” التي تشمل العنف الجنسي.

هذا وقد شهد عدد الاعتداءات الخطيرة زيادة بنسبة 19 في المئة عن العام السابق بتسجيل 195 اعتداء جنسيًّا على سجناء في الحجز، أي أقل بنسبة 26 في المئة من 265 اعتداء مسجلًّا في عام 2019.

ولا يختلف الوضع كثيرًا في سجون النساء، حيث قال اللورد كين لمجلس اللوردات في عام 2020: ارتُكِب 122 اعتداء جنسيًّا في سجون النساء خلال السنوات العشر الماضية.

بالمقابل، أكدت وزارة العدل أن عدد الاعتداءات على السجناء، ويشمل ذلك الاعتداءات الجنسية، انخفض بأكثر من الربع منذ العام السابق للوباء.

وقال متحدث باسم مصلحة السجون: إننا نتعامل مع مزاعم الاعتداء الجنسي على محمل الجد، ونحيل جميع الحوادث إلى الشرطة للتحقيق فيها. إن استثمارنا المقدر بـ125 مليون باوند في الإجراءات الأمنية يجعل السجون أكثر أمانًا. وقد قدمنا المساعدة للسجناء على مدار الساعة، ومنحنا جميع موظفي الخطوط الأمامية كاميرات ليضعوها بين ملابسهم.