القواعد الجديدة الخاصة ببطاقة هوية الناخبين في الانتخابات المحلية في بريطانيا

فريق التحرير May 1, 2023

كشفت الحكومة البريطانية عن القواعد الجديدة الخاصة ببطاقة هُوية الناخبين في الانتخابات المحلية في بريطانيا، حيث خضعت قواعد الانتخابات في بريطانيا لبعض التعديلات التي ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من الانتخابات المحلية القادمة في شهر أيار/مايو الجاري 2023.

وبموجب هذه القواعد سيُطلَب من المشاركين في الانتخابات إبراز البطاقة الانتخابية المزودة بصورة شخصية بعد الوصول إلى مراكز الاقتراع، وكانت التعديلات الجديدة قد أضيفت إلى قانون الانتخابات عام 2022، بعد ورودها في خطاب الملكة الراحلة إليزابيث في أيار/مايو عام 2021، ثم أقرها البرلمان في نيسان/إبريل الماضي؛ من أجل الحفاظ على سرية الانتخابات.

اعتماد قواعد جديدة في الانتخابات المحلية في بريطانيا

وحددت الحكومة البريطانية 21 شكلًا مختلفًا من البطاقات الانتخابية، لكن كثيرًا من الناخبين أعربوا عن مخاوفهم من أن اعتماد وثائق معينة للسماح بالانتخاب من شأنه أن يحرمهم من التصويت، علمًا أن هذه القواعد لن تُطبَّق على الذين يُدلُون بأصواتهم عبر البريد.

ووجدت الأبحاث التي أجراها مكتب مجلس الوزراء البريطاني عام 2021 أن 9 في المئة من الناخبين في بريطانيا لا يمتلكون أي شكل من أشكال البطاقات الانتخابية المزودة بصورة شخصية.

وبعد النظر في القوانين الناظمة، أصدرت وزارة التطوير والإسكان شهادة خاصة بالناخبين، يُطلَق عليها (Voter Authority Certificate)، بدلًا من بطاقات هوية الناخبين، ويمكن طلب هذه الشهادة عن طريق الإنترنت وهي مجانية، لكنها تتطلب أن يكون اسم الشخص مسجلًا سلفًا في قائمة الناخبين، إضافة إلى تقديم صورة رقمية للشخص، وذكر تاريخ ميلاده ورقم التأمين الوطني الخاص به.

ويمكن للناخبين طلب الحصول على هذه الشهادة عن طريق زيارة الموقع هنا. ويقدم الموقع الحكومي مزيدًا من المعلومات عن كيفية التسجيل والحصول عليها عبر البريد الإلكتروني.

هذا وسيُطلَب من المشاركين في الانتخابات إبراز إحدى الوثائق الآتية ابتداء من شهر أيار/مايو الجاري، وهي:

رخصة قيادة صادرة عن المملكة المتحدة، أو جزر القنال أو جزيرة مان أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية.
شارة صف السيارات الزرقاء (Blue Parking Badge).
تذاكر حافلات لكبار السن.
تذاكر حافلات لذوي الاحتياجات الخاصة.
بطاقات المواصلات أويستر (Oyster) لمن هم أكبر من 60 عامًا.
بطاقة (Freedom).
بطاقة الاستحقاق الوطنية الاسكتلندية (Scottish National Entitlement Card)
بطاقة السفر الويلزية (Welsh Concessionary Travel Card) لمن هم في الستين من عمرهم أو أكثر.
بطاقة السفر الويلزية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
بطاقة سمارت باس (SmartPass) الصادرة في أيرلندا الشمالية.
بطاقة سمارت باس الخاصة بالمكفوفين، الصادرة في أيرلندا الشمالية.
بطاقة سمارت باس الخاصة بمصابي الحروب والصادرة في أيرلندا الشمالية.
بطاقة سمارت باس لمن هم في الستين من عمرهم أو أكثر والصادرة في أيرلندا الشمالية.
بطاقة سمارت باس ذات نصف الأجر والصادرة في أيرلندا الشمالية.
بطاقة هوية تحمل صورة شخصية.
وثيقة الهجرة البيومترية (Biometric Immigration Document).
استمارة وزارة الدفاع ذات الرقم 90.
بطاقة هوية وطنية صادرة عن إحدى دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA).
بطاقة انتخابية صادرة في أيرلندا الشمالية.
وثيقة ناخب مجهول (An Anonymous Elector’s Document).

وستجري الانتخابات المحلية القادمة في إنجلترا يوم الخميس الرابع من أيار/مايو الجاري عام 2023، ولن يتمكن الناخبون من المشاركة في الانتخابات إلا إذا أبرزوا إحدى الوثائق المذكورة أعلاه.

وستُفرَض القواعد الخاصة بهُوية الناخبين على جميع المشاركين في الانتخابات المحلية القادمة في بريطانيا ابتداء من تشرين الأول/أكتوبر 2023، على أن تُجرَى الانتخابات العامة في موعد أقصاه 25 كانون الثاني/يناير 2025.

ووفقًا للدكتور بن ستانفورد أستاذ القانون في جامعة ليفربول، فإن إدخال القواعد الجديدة هذه أثار جدلًا واسع النطاق، ولا سيما بعد الحجج التي قدمتها الحكومة البريطانية، وهي أن اعتماد بطاقة هُوية الناخب من شأنه أن يعزز نزاهة الانتخابات ويمنع التزوير.

وقال الدكتور بن: “إن أولئك الذين ينتقدون القواعد الجديدة يتخوفون من أن معظم الناخبين المعارضين لحزب المحافظين لا يمتلكون الوثائق المطلوبة للمشاركة في الانتخابات”.

“نظام انتخابي يخدم دوافع سياسية!“

متى تقام الانتخابات البريطانية المحلية 2023 ومن له حق التصويت؟ — *هل تعمدت حكومة المحافظين تعديل نظام الانتخابات بما يخدم مصالحها؟ (آنسبلاش)*

ويشير الدكتور بن إلى أن استبعاد بطاقة الهُوية الجامعية من قائمة البطاقات المعتمدة للانتخاب، يدعم الحجة القائلة: إن الحكومة البريطانية وضعت هذه الشروط بناء على دوافع سياسية، بحيث قلصت قائمة الأوراق الرسمية التي تُمكِّن حامليها من المشاركة في الانتخابات بشكل متعمّد؛ لحرمان الشباب والأقليات من المشاركة في الانتخابات!

وحذر الدكتور بن من التأخير في عمليات إصدار شهادات الناخب (Voter Authority Certificate)، واستشهد في ذلك بتأخر النظر في طلبات إعداد جوازات السفر منذ انتشار الوباء، بسبب تضاؤل الميزانية المخصصة للاستجابة للأزمات التي تواجه الدوائر الحكومية. وأشار الدكتور بن إلى أن التقدم للحصول على هذه الشهادات سيزيد من الضغط على الإدارات الحكومية.

وأردف الدكتور بن قائلًا: إن تجربة اعتماد بطاقات معينة للانتخاب انتهت بمنع عدد كبير من الناخبين من المشاركة في الانتخابات خلال عامي 2018 و2019.

وأضاف: “إن اعتماد أوراق معينة للانتخاب في بريطانيا يُعَد إجراء في غاية التشدد، وهو أكثر من المطلوب للحفاظ على نزاهة الانتخابات”.

“أعتقد أن هذه القواعد تشبه القوانين الصارمة الخاصة بالانتخابات في بعض الولايات الأمريكية، أضف إلى ذلك أن استعجال السلطات البريطانية في إقرار قانون قواعد الانتخابات، أثار قلق كثير من الناخبين؛ بسبب سرعة إنفاذ القواعد الجديدة”.

“كان يمكن إدراج شروط أخرى من شأنها أن تخفف قلق الناخبين الذين قد يُحرَمون من المشاركة في الانتخابات الحالية، ومن بين هذه الإجراءات: السماح للأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقات انتخابية بالتصويت، على أن يُتحقَّق لاحقًا من حقهم في المشاركة في الانتخابات، أو اعتماد نظام التصويت بضمان شخص آخر”.

انتقادات لنظام إبراز هوية الناخب

التسجيل لانتخابات مايو — *نظام الانتخابات الجديد قد يحرم العديد من الناخبين من الإدلاء بأصواتهم (بيكساباي)*

وتابع: “أنا قلق من أن الإقبال على الانتخابات سيتراجع بشكل كبير في المناطق التي تعاني من الفقر والحرمان، والتي عادةً ما تكون فيها المشاركة السياسية أقل من بقية المناطق”.

“إن التغيير في قانون الانتخابات والقواعد الجديدة المتبعة سيُطبَّق في أنحاء البلاد كافة، وكان يجب بناء الوعي السياسي المطلوب لمعرفة القواعد الجديدة، في وقت يعاني فيه المجتمع من تراجع الوعي السياسي”.

وأضاف: “من وجهة نظري فإن إقرار القواعد الجديدة الخاصة بهُوية الناخبين بحجة منع تزوير الانتخابات، لا يبرر حرمان كثير من الناخبين من حق التصويت، ولا يبرر إلزام الناخبين بدفع رسوم مالية للحصول على بطاقات هُوية الناخب”.

في حين قال الأكاديمي والقانوني المتقاعد بوب وات: “إن اشتراط أوراق شخصية للمشاركة في الانتخابات هو أمر في غاية الخطورة، حتى لو لم يؤثر في النتيجة”.

“أرى وجوب إنشاء سجلّ للناخبين، تُدرَج فيه أسماؤهم بمجرد بلوغهم السن القانونية للمشاركة في الانتخابات”.

“لكن القانون الذي تعتمده الحكومة هنا أُقِرّ دون بناء الوعي السياسي الكافي بتطبيقه، ولم يُخصَّص له ما يكفي من الأموال، حيث لا بد من الاتصال بجميع الأسر؛ لضمان دعوة الجميع -ومن بينهم المشردون- للمشاركة في الانتخابات وإخبارهم بشأن بطاقات هُوية الناخب التي أعلنتها الحكومة”.

“ومن هنا أرى أن القرار كان متسرعًا للغاية، وكان يجب تمويل السلطات المسؤولة عن الانتخابات؛ من أجل إصدار مزيد من البطاقات الخاصة بالناخبين قبل عام على الأقل من بدء الانتخابات”.

المصدر: الإندبندنت

جورج جبور.. سوري يفوز بالانتخابات المحلية في بريطانيا ممثلًا لحزب المحافظين

ثلاثة بريطانيين من أصل مغربي فازوا بمقاعد في الانتخابات المحلية في بريطانيا لعام 2022