لا مخطط بريطاني للاجئين السودانيين على غرار أوكرانيا وأفغانستان
يتعرض اللاجئون السودانيون في المملكة المتحدة للتهميش والترحيل القسري بسبب عدم توفر طرق آمنة وقانونية لمعظم الأشخاص الهاربين من الصراع الحالي في البلاد.
ولم تعتزم الحكومة البريطانية وضع خطة مفصلة لاستقبال هؤلاء اللاجئين على غرار الخطط التي طُبقت لدعم اللاجئين من أوكرانيا وأفغانستان، وفق ما ذكرته صحيفة “اندبندنت”. إذ تكتفي المملكة المتحدة باجلاء مواطنيها وموظفي السفارة من السودان فقط دون اتخاذ إجراءات مشابهة لمن هربوا من الصراع.
مطالبات بالنظر في ملف اللاجئين السودانيين
عبر ما يقرب من 4 آلاف مهاجر سوداني القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة منذ عام 2020، ما يجعلهم ثامن أعلى الجنسيات طلبا للجوء في بريطانيا.
توقع وزير الهجرة روبرت جينريك لندن يوم الثلاثاء الماضي زيادة في أعداد القوارب الصغيرة القادمة من السودان قائلا إنه “من المرجح أن تكون هناك آثار للهجرة”. وأصر جينريك أن الحكومة “لديها طرق آمنة وقانونية، على نطاق أوسع”، لكنه حافظ على موقفه بأن “أولئك المعرضين للخطر يجب أن يبحثوا عن ملاذ آمن في أول بلد آمن يصلون إليه”.
الحرب في الخرطوم
بعد اندلاع الصراع في الخرطوم يستعد النواب لمناقشة قانون الهجرة غير الشرعية، والذي من شأنه أن يبرر احتجاز طالبي اللجوء على متن قوارب صغيرة وترحيلهم بغض النظر عن جدارة طلباتهم. وقد تحدى النائب عن المحافظين تيم لوتون، الذي يقدم تعديلا يجبر الحكومة على إنشاء طرق آمنة وقانونية جديدة، الحكومة مرارا وتكرارا بشأن عدم وجود بدائل للقوارب الصغيرة للاجئين الأفارقة.
سأل لوتون في حوار له مع وزيرة الداخلية سويلا برافرمان في لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان، عما سيحدث “لطفل يتيم يبلغ من العمر 16 عاما من دولة في شرق إفريقيا يهرب من منطقة حرب ويريد الانضمام إلى أقاربه في المملكة المتحدة. كيف له المجيء إلى المملكة المتحدة بطريقة آمنة وقانونية؟”
أجابت السيدة برافرمان: “إذا كان قادرا على الوصول إلى المملكة المتحدة، فيمكنه حينها تقديم طلب لجوء”.
انتقادات حول تعامل حكومة المحافظين مع اللاجئين السودانيين
ولم يكن لدى وزيرة الداخلية أي إجابة عندما سأل لوتون كيف يمكن للمراهق الأفريقي الافتراضي الحصول على تأشيرة أو السفر، واختتم: “لن يستطيع دخول المملكة المتحدة إلا بشكل غير قانوني، أليس كذلك؟” لا توجد تأشيرة لجوء للأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني، ومن غير الواضح كيف يمكن للناس التقدم بطلب للحصول على أنواع أخرى من التأشيرات والسفر إلى بريطانيا وسط الفوضى في الخرطوم.
وعلمت الإندبندنت أن بعض أقارب السودانيين لمواطنين بريطانيين حرموا من الحصول على تأشيرات مؤقتة واستبعدوا من رحلات الإجلاء، بما في ذلك جدة طبيب بريطاني تبلغ من العمر 87 عاما.
“اتصلت وزارة الخارجية للتو بوالدي وأخبرته أنه يمكنهم فقط إجلاءه هو وأخته، ورفضوا جدتي لأنها ليست مواطنة بريطانية” ، قالت الطبيبة التي رفضت كشف هويتها لأسباب أمنية لصحيفة الإندبندنت يوم الثلاثاء. “لا يمكن للمملكة المتحدة أن تتوقع منه ترك والدته البالغة من العمر 87 عاما بمفردها في خضم الحرب في الخرطوم. يقع المنزل بالقرب من مواقع القتال في المطار. “إنه أمر غير إنساني. هذا غير مقبول. والدي لن يترك والدته وراءه، ولن يغادر”.
في حين نصحت الحكومة البريطانيين في البداية بالبقاء في السودان ما لم يتم اختيارهم للإجلاء، فإنها تطلب منهم الآن الوصول إلى مطار خارج الخرطوم لركوب رحلات الإجلاء التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أقرب وقت ممكن. لكن السير نيكولاس كاي، السفير البريطاني السابق في السودان، حذر من أن التنقل “صعب للغاية”.
مفوضية الأمم المتحدة
وقالت مفوضية الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي إنها تتوقع أن يسفر القتال عن “مزيد من الهجرة” وإنها توسع المخيمات في الدول المجاورة للسودان. وقال مجلس اللاجئين إن معظم الناس في السودان “ليس لديهم طريق آمن وصولا إلى المملكة المتحدة” وأن على الحكومة أن تتقاسم المسؤولية عن الفارين مع الدول التي تفتقر إلى القدرات.
وأضاف الرئيس التنفيذي أنور سولومون: “من الخطأ أن يشير الوزراء إلى “طرق إعادة التوطين السخية” التي ليست خيارا متاحا بالنسبة لمعظم الناس – وبالتالي فإن الأفغان يشكلون أكبر عدد من الأشخاص الذين أجبروا على القيام برحلات خطيرة على متن قوارب صغيرة”.
وأدى تغيير قانوني العام الماضي إلى جعل الوصول إلى المياه البريطانية دون إذن جريمة قانونية، حيث سجن عدد من الأشخاص لقيادتهم زوارق بينما تكثف الحكومة جهودها لترحيل مهاجري القوارب الصغيرة دون النظر في طلباتهم.
وتعهد ريشي سوناك باحتجاز مهاجري القوارب الصغيرة وترحيلهم بموجب مشروع قانون الهجرة الجديد، وتعرض الآلاف من طالبي اللجوء بالفعل للتهديد بنقلهم إلى رواندا لأنهم سافروا عبر دول آمنة في طريقهم إلى بريطانيا.
اقرأ أيضا
الملك تشارلز يقابل لاجئين من السودان في الذكرى الـ20 لحرب دارفور
الملك تشارلز يقابل لاجئين من السودان في الذكرى الـ20 لحرب دارفور
الرابط المختصر هنا ⬇