ماذا يحتاج مسلمو بريطانيا من محلات السوبر ماركت؟
يحتفل مسلمو بريطانيا برمضان في شهر مارس الحالي، وسيكون الطعام -كما كان دائمًا- شكل الاحتفال الأبرز. وفي هذا السياق إليك ما يحتاج إليه المسلمون من متاجر السوبر ماركت في الشهر الكريم.
مثل كثير من المسلمين البريطانيين هذا الأسبوع، كانت إيمان لازرام -من جنوب شرق لندن- مشغولة بالتحضير لبداية الشهر الفضيل. وبهذا الصدد تقول إيمان: إن مسلمي بريطانيا ينفقون 200 باوند على أطباق رمضان الشهية حسَب تقديرات مؤسسة (Ogilvy Islamic Marketing).
تجدر الإشارة إلى أن الجالية المسلمة في بريطانيا تُفضِّل التسوق من متاجر الأطعمة المستقلة خلال شهر رمضان؛ لأنها توفر المنتجات والسلع الحلال من الوطن. وهذا ما يثير قلق متاجر السوبر ماركت في بريطانيا؛ فبالرغم من أن هذا الشهر يتسوق فيه المسلمون بكثرة فإنها لا تشهد إقبالًا كبيرًا منهم عليها.
لماذا لا يقصد مسلمو بريطانيا محلات السوبر ماركت خلال رمضان؟
تكمن مشكلة متاجر السوبر ماركت في أن كثيرًا من المسلمين يشعرون بأن عروضها دائمًا بسيطة للغاية وليس في شهر رمضان الفضيل فقط. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته (Mud Orange) فإن 63 في المئة من مسلمي بريطانيا يرون أن هذه المتاجر لا تجدد عروضها، في حين يرى 69 في المئة منهم أنها لا تفهم احتياجاتهم ورغباتهم.
وكانت نتائج الاستطلاع كالآتي:
- 80 في المئة من مسلمي بريطانيا يرون أن متاجر السوبر ماركت لا تقدم أسعارًا جيدة
- 90 في المئة من مسلمي بريطانيا يرون أن متاجر السوبر ماركت لا تقدم عروضًا مغرية
- 85 في المئة من مسلمي بريطانيا يريدون مزيدًا من الأطعمة الغربية المناسبة للمسلمين
- 63 في المئة من مسلمي بريطانيا يرون أن متاجر السوبر ماركت تستخدم رسائل قديمة
- 69 في المئة من مسلمي بريطانيا يرون أن العلامات التجارية لا تفهم احتياجاتهم.
تبدأ مشكلات السوبر ماركت مع أسماء المنتجات، حيث يقترح ويل والتر، العضو المنتدب للعلامة التجارية الحلال تيكول، أنه يجب تغيير أسماء “الأطعمة العالمية” إلى أسماء لها ارتباط بالدين؛ لتصبح أكثر صلة بالمتسوق المسلم البريطاني.
وتتمثل المشكلة الكبرى في أنه مع تنوع الأطعمة العالمية ووفرتها خصوصًا في السنوات الأخيرة، فلا يزال كثير من المسلمين البريطانيين يشعرون بأن منتجات الحلال لا تزال تحت سيطرة المطبخ التقليدي جنوب الآسيوي. فعلى سبيل المثال: لا يجد المسلمون العرب ما يناسب مطبخهم في متاجر السوبر ماركت، وحتى إن وجدت المكونات فتكون بكميات محدودة، فضلًا عن الأسعار المرتفعة مقارنة بأسعار المتاجر المستقلة.
ومع ذلك تعمل متاجر السوبر ماركت على تلبية متطلبات المتسوقين المسلمين، مثلما حدث في آزدا التي أضافت 150 ممرًّا رمضانيًّا جديدًا هذا العام. بالمقابل قد تعرض المتاجر الكبرى -في كثير من الحالات- منتجات ليست واضحة المكونات، حيث شعر مصري مقيم في بريطانيا بالفزع وخيبة الأمل بعد أن اكتشف أن التيراميسو يحتوي على نسبة كحول، ومن ثَمّ فهو ليس حلالًا.
هذا ويقول كليم أحمد، مدير المبيعات في (Dina Foods)، وهي علامة تجارية للأطعمة المجمدة الحلال: “لقد ولَّت أيام الكباب والسمبوسة!”، في إشارة إلى التغييرات الكبيرة التي ستطرأ على الطعام الحلال في البلاد، مع صفقة محتملة مع عملاق الأطعمة المجمدة لبدء إنتاج البيتزا الحلال.
اللحوم
رغم التركيز المتزايد على المنتجات ذات القيمة المضافة، لا تزال اللحوم عنصرًا أساسيًّا في سلة المتسوق المسلم في بريطانيا، حيث تشير الأرقام إلى إنفاق نحو 28.50 باوند على اللحوم في الأسبوع في عام 2020، مقارنة بـ12.50 باوند فقط ببقية المستهلكين، وفقًا لبيانات من (AHDB).
ويبقى شراء اللحوم بالنسبة إلى المسلمين البريطانيين من متاجر السوبر ماركت مشكلة؛ لنقص ثقتهم بها، ولعدم وجود مخطط وطني موحد لضمان توفير المنتجات الحلال وعلى رأسها اللحوم.
وبدلًا من ذلك تشتري الجالية المسلمة اللحوم من الجزار المستقل أو ما يسمى “جزار اللحوم الحلال”، حيث تعتمد جودة اللحوم على مصدرها، علمًا أن 60 في المئة من المسلمين البريطانيين يستهلكون لحم الضأن مرة واحدة في الأسبوع.
من جهة أخرى توجد علامات تجارية للحوم الحلال، مثل لحوم نجمة التابعة لعلامة الخضيري، والتي تحظى بثقة المسلمين في بريطانيا.
وفي ظل سياسة الترحيب بالمتسوقين المسلمين في مواسم رمضان والأعياد، يجد المتوسطون والكبار في العمر أن الأمر لا يقتصر على ابتسامة ودودة من البائعين لفهم القيمة الحقيقية لهذه المناسبات، ولا تكفي لجعلهم يُحجِمون عن الشراء من المتاجر والجزارين المستقلين.
ولهذا السبب تعمل العلامات التجارية وكبار تجار التجزئة على جذب المتسوقين الأصغر سنًّا.
وفي النهاية يعتمد جذب المتسوق المسلم في بريطانيا على فهم احتياجاته بناء على خلفيته الدينية والعرقية، في إطار توفير مجموعة شاملة من المنتجات والخدمات. ويتمثل ذلك في توفير أطعمة حلال لذيذة وعالية الجودة، ويمكن أن تكون جاهزة في دقائق. كما يتطلع المتسوقون المسلمون في بريطانيا إلى توفير منتجات جديدة تتناسب مع متطلباتهم.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇