الجيش البريطاني يساهم في مساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا
ساهم الجيش البريطاني في مساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا ، عبر نشر ثلاثة فرق طبية، وإنشاء مستشفيات ميدانية بالتعاون مع فرق الإسعاف التركية، في منطقة ترك أوغلو (Turkoglu) القريبة من المناطق المتضررة من الزلزال.
وأرسل المسعفون دوريات طبية بالتعاون مع فرق الإسعاف التابعة للجيش البريطاني إلى القرى النائية في جبال مقطعة كهرمان ماراس (Kahramanmaras)، حيث ساهموا بإسعاف مصابين جراء الزلزال.
الجيش البريطاني ينشر فرق طبية ومستشفيات ميدانية في تركيا
ويضم الفريق الطبي العسكري المكون من عشرة أفراد طبيبًا عامًا وممرض طوارئ ومسعفًا وثلاثة مترجمين فوريين؛ بتمويل من وزارة الخارجية والكومنولث.
هذا وتمكنت الفرق الطبية من معالجة 43 مريضًا في مقاطعة أكباير خلال اليوم الأول من العمل، ثم انتقلت الفرق الطبية إلى قرية سوغوتلو (Sogutlu) حيث تعاني معظم المباني من تصدعات بسبب الزلزال.
وأنشأ الفريق الطبي عيادة ميدانية ضمن أحد المراكز الاجتماعية في القرية.
واستجابت الفرق الطبية لنداءات مسجد القرية الذي طالب بإسعاف المصابين، وسرعان ما بدأوا بإسعاف المصابين بعد ربع ساعة من وصولهم.
وفي غضون ساعات قليلة تلقى حوالي 26 شخصًا الإسعافات الطبية المطلوبة، واتخذت الفرق الطبية الإجراءات المناسبة للعودة إلى نفس المنطقة بعد بضعة أيام.
وكانت معظم مشاكل المرضى ناتجة عن تدهور جهازهم التنفسي بسبب الجلوس في الخيام وسط درجات حرارة دون الصفر، أو كان المرضى يعانون في الأصل من أمراض مزمنة.
وقالت المسعفة في الجيش البريطاني جودي ويب:” لقد تمكنا من الوصول إلى العديد من الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة، إن مستوى الدمار في القرى كبير للغاية، من الصعب أن يتخيل المرء عائلته مكان الضحايا والمنكوبين من الزلزال، وهذا ما دفعنا لتقديم أفضل ما لدينا”.
“لقد رحب بنا الأهالي أينما ذهبنا، وقدر المرضى جهودنا…بالنسبة لي فقد درست مهنة الطب والتحقت بالجيش لمساعدة الناس ،وقد حققت حلمي بمساعدة الناس الذين عانوا من كارثة إنسانية بهذا الحجم”.
وقال مستشار الطب الإسعافي في بريطانيا دارين ديوهورست:” تتمتع تركيا بنظام رعاية صحية جيد، وهو يقدم خدماته للمصابين والمنكوبين بسبب الزلزال، ونحاول مساعدة الناس هنا قدر الإمكان، وفي حين تفتح المستشفيات التركية أبوابها للمرضى، فإن خدمات الرعاية الصحية المجتمعية تحاول أيضًا تقديم المساعدة، ونعمل على سد نقص الخدمات الطبية عبر الوصول إلى الأماكن البعيدة”.
وأضاف ديوهورست:” تربطنا علاقة رائعة بمسعفي الجيش البريطاني”.
فرق الجيش البريطاني أسعفت حوالي 5000 شخص بعد زلزال تركيا
وقال أيضاً:” يتمتع الجنود بمهارات طبية عالية وهم محترفون في التعامل مع المرضى والتعاطف معهم، لكن المهارات التنظيمية وتماسك الفرق الطبية العسكرية كانت أهم ميزة في العمل الطبي الميداني”.
وأضاف:” إن الجنود دائمًا على أهبة الاستعداد للتحرك عند الضرورة، وهم معتادون على العمل في ظروف استثنائية ودون الحصول على ما يكفي من الراحة، حيث يعتبر ذلك مهمًا للغاية عند العمل في المناطق المنكوبة”.
وشدّدت المسعفة في الجيش البريطاني جودي ويب على أهمية وجود نساء مسعفات ضمن الفرق الطبية في بلد مسلم كتركيا.
وقالت المسعفة البالغة من العمر 21 عامًا: “قد لا تفضل العديد من النساء في تركيا تلقى العلاج والإسعافات على أيدي المسعفين الذكور، وهو أمر يتعلق بثقافة البلد، وبالتالي فإن وجود نساء مسعفات ضمن الطواقم الإسعافية يعني أنه بإمكاننا تقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية للمزيد من المصابين، على سبيل المثال، أجريت فحصت طبيًا لإحدى المريضات وقد أبلغت الطبيب الأساسي بحالتها الطبية ليقرر بنفسة آلية العلاج”.
وانتشرت فرقة الإسعاف الطبي رقم 16 في الجيش البريطاني بدعم من الجناح الطبي التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وتمكنت الفرقة الطبية من إنشاء عيادات ميدانية في منطقة ترك أوغلو (Turkoglu) خلال فترة زمنية قصيرة بالقرب من المواقع المتضررة من الزلزال. وذلك بالتعاون مع فرق الإسعاف التركية وفرق بريطانية حيث نسقت الجهات الثلاث معًا لتقديم الخدمات الطبية ضمن مركز اجتماعي بعد تضرر المستشفى الموجود في المنطقة بسبب الزلزال.
وتوفر الفرق الطبية والإسعافية خدمات الإسعاف للأطفال بالإضافة لتطبيب النساء والإصابات الطفيفة، والتصوير بالأشعة السينية.
وقد تعاون الأطباء العسكريون لتقديم الإسعافات الضرورية في الجناح الطبي الأول، وإحالة المرضى إلى الجناح الطبي الثاني لإجراء العمليات الجراحية البسيطة.
وقال الكولونيل سي بيرن قائد الفرقة الطبية رقم 16:” إن حشد جهود الأطباء الأتراك والبريطانيين إلى جانب جهود العسكريين والمدنيين مكننا من تقديم الإسعافات الضرورية للشعب التركي، لقد حققنا إنجازًا في علاج أكثر من 5000 مريض في منشأة طبية منذ أن وصلت قواتنا في 13 شباط/ فبراير لدعم الفرق الطبية التركي والبريطانية التي تعمل على إسعاف المتضررين من الزلزال في تركيا.
كما أتاح المترجمون الفوريون ضمن كوادر الإسعاف البريطانية إمكانية التواصل مع المرضى والمصابين الأتراك، خاصة أن العديد من المترجمين هم طلاب في الجامعات المحلية التركية، وقد أثبتوا مهاراتهم الطبية التي مارسوها على أرض الواقع، عبر إسعاف المتضررين من الزلزال.
طواقم الإسعاف البريطانية توحد جهودها مع القطاع الطبي في تركيا
وقالت قائدة السرب والمسؤولة الطبية في سلاح الجو الملكي البريطانية:” إنها طورت علاقة عمل وثيقة مع وسام خوشنو وهو طالب طب في السنة الخامسة في جامعة غازي عنتاب التركية.
وقالت باثاك:” في البداية اعتقدت أن وسام مجرد مترجم، لكننا أثناء العمل معًا أدركت إلمامه بالمجال الطبي، وتحدثنا عن كيفية الاستفادة من خبراته الطبية، كنا نسأل المرضى ونفحصهم سويًا، ونناقش النتائج التي توصلنا إليها عند التشخيص وتقديم العلاج المناسب”.
“لقد ساهم وسام في مساعدتنا، خاصة أنه على دراية بالثقافة التركية، ويشرح له الناس مشاكلهم الطبية، وفي نفس الوقت كان يكتسب المزيد من الخبرة ويطور مهاراته في الطب”.
وقال وسام:” لقد استفدت من خبرة الدكتورة كيت والمسعفين البريطانيين الآخرين، ولعل أكثر ما تعلمته منهم هو التحلي بالصبر والدقة والنظر في التفاصيل، لابد أن يركز الأطباء على احتياجات المرضى، لأن النهج الذي يتبعه غالبية الأطباء في الشرق الأوسط يقوم على سرعة تشخيص المرضى، بحيث يمكن تقديم الخدمات الطبية لأكبر عدد ممكن منهم”.
وأضاف:” لقد ساعدني ذلك في اكتساب المزيد من الخبرة عندما أستأنف دراستي للطب”.
هذا وعقدت المجموعات الطبية الثلاث اجتماعًا لتبادل الخبرات والمهارات الطبية المختلفة”.
اقرأ أيضاً :
الجيش البريطاني في أضعف حالاته منذ الحرب العالمية الثانية
تقارير: الجيش البريطاني تجسس على مواطنين بطريقة غير قانونية
الجيش البريطاني يدير المنافذ الحدودية بسبب إضراب موظفي الجوازات
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
4°C
