الغارديان: أثرياء بريطانيا يحتفظون بممتلكاتهم عبر شركات خارجية!

توصل تحقيق أجرته صحيفة الغارديان إلى أن أثرياء بريطانيا أمثال رئيس هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ريتشارد شارب، ونواب من حزب المحافظين يحتفظون بممتلكاتهم البريطانية عبر شركات خارجية.

وشملت قائمة أغنياء بريطانيا هذه عددًا من رجال الأعمال البارزين، وسائق الفورمولا وان لويس هاميلتون و20 متبرعًا من حزب المحافظين.

هذا وقد أدرجت ممتلكات أثرياء بريطانيا المسجلة في الشركات الخارجية في سجل الشركات الجديد الذي أعلنته الحكومة لزيادة الشفافية ومساعدة السلطات الضريبية على القيام بمهامها من خلال إعلان المالكين الحقيقيين لهذه الممتلكات.

أثرياء بريطانيا يحتفظون بممتلكاتهم عبر شركات خارجية

يسلط تقرير الغارديان الضوء على كيفية شراء رجال الأعمال البريطانيين وأفراد العائلات المالكة الخليجية ودول مثل الصين ممتلكات في لندن بمليارات الجنيهات، غالبًا عن طريق شركات خارجية تابعة لنطاق جزر فيرجن البريطانية (BVI) وجزر القنال التي تتمتع بالحكم الذاتي ولها نظامها الضريبي الخاص.

ريتشارد شارب الذي يتعرض لضغوط بسبب قرض حصل عليه بوريس جونسون، هو أحد هؤلاء الأثرياء الذي استفاد من شقة بقيمة 4 ملايين باوند في لندن تابعة لشركة في جيرسي. ومع ذلك قال متحدث باسمه: شارب مواطن بريطاني ومقيم في بريطانيا ولطالما كان حريصًا على دفع كامل الضرائب، والشقة المعنية تعود لوالدته المسنة.

وأضاف أيضًا: مثل العديد من الآباء فقد فكّر شارب في كيفية تأمين أبنائه بعد وفاته. ولا تتعلق هذه التسوية بمزايا ضريبية شخصية لأنه يدفع ضرائب مرتفعة بموجب هذه الملكية، بل يتعلق بتخطيطه لتوفير مخصصات لأبنائه.

من جهة أخرى يملك هاميلتون عقارًا بقيمة 16.5 مليون باوند في كنسينغتون من خلال شركة مقرها في جزر فيرجن البريطانية، إلا أن متحدثًا باسمه قال إنه لم يحصل على مزايا ضريبية من هذه التسوية.

إدراج ممتلكات أثرياء بريطانيا في سجل الشركات الجديد

اعتبارًا من ظهر يوم الجمعة، أدرج سجل (Companies House) الجديد 17.457 من الممتلكات البريطانية المسجلة في شركات خارجية، ومن المتوقع أن يدرج آلاف الممتلكات الأخرى قبل 31 يناير. ومع إعلان 55 في المئة من جميع المُلاّك الأجانب حتى الآن، يُظهر السجل أن العائلات المالكة السعودية والإماراتية والقطرية تملك نحو مليار باوند من الممتلكات البريطانية مسجلة في شركات في جيرسي وجزر فيرجن البريطانية المعروفة بانخفاض ضريبة الدخل.

كما يُظهر السجل أن شركة الاستثمار الصينية، وهي الذراع الأيمن للحكومة الصينية، تملك ما لا يقل عن 580 مليون باوند من العقارات من خلال كيانات خارجية، بما في ذلك مراكز توزيع السلع البريطانية التي تشمل المواد الغذائية.

كان الاستثمار الصيني في بريطانيا مصدر قلق وسبب انقسام داخل الحكومة، حيث رحّب بعض النواب بتدفق السيولة إلى البلاد، بينما أثار آخرون مخاوف أمنية بشأن الدور الذي تلعبه الصين والشركات الصينية في الأصول الاستراتيجية.

ومن بين متبرعي حزب المحافظين في السجل: إيرفين ليدلو الذي تبرع بنحو 3.2 مليون باوند، وستانلي فينك، أمين صندوق الحزب السابق، الذي قدم نحو 3.7 مليون باوند على مدار 20 عامًا، ويملك جزءًا من مبنى فندق (St Pancras Renaissance). في حين لدى ليدلو، المتقاعد من مجلس اللوردات، مجموعة من المكاتب والمنازل التي تحتفظ بها تسع شركات على الأقل مقرها جزيرة  Isle of Man. (Ambien)

وفيما يخص رجال الأعمال، فقد أُدرج وفيق سعيد، الملياردير السعودي الذي يعود له الفضل في مساعدة المملكة العربية السعودية في شراء أسلحة بريطانية في عام 1985 في أكبر صفقة أسلحة في التاريخ المعروفة باسم اليمامة، في قائمة المُلّاك النهائيين لشركة برمودا التي لها ملكية تجارية في العاصمة لندن.

قال الملياردير على ضوء ذلك: كما هو الحال مع العديد من المستثمرين الأجانب، تملك عائلتي بعض الاستثمارات البريطانية من خلال الشركات الخارجية، وإنني متأكد من أن هذا قانونيّ تمامًا.

هذا ويقع ثلاثة أرباع الشركات الخارجية المسجلة في خمس ولايات مستقلة: جزيرة Isle of Man، جزر فيرجن البريطانية، غورنسي Guernsey، لوكسمبورغ وسيشيل Seychelles.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفاظ بالممتلكات من خلال الشركات الخارجية يُعدّ أمرًا قانونيًّا، وقد يكون لدى بعض الأفراد مخاوف بشأن الخصوصية أو الأمن أو الأسباب التجارية لاستخدام تلك الممتلكات، ما يجعل الاحتفاظ بها في شركات خارجية يقلل المسؤولية الضريبية للفرد بصفته مالكًا أو مشتريًا، أو حتى للسماح بحيازة عقار دون الكشف عن هوية مالكه. ويشير بعض المستثمرين أيضًا إلى استقرار النظام الضريبي في ولايات مثل جيرسي وغورنسي كان وراء  إنشاء شركاتهم هناك، علاوة على أن بعضهم لا يعيش في بريطانيا.

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

ما علاقة الأثرياء العرب بأغلى منازل بريطانيا ثمنا؟ 

زعيم المعارضة كير ستارمر يتعهد بإلغاء التخفيضات الضريبية للأثرياء إذا فاز في الانتخابات المقبلة 

بريطانيا تتطلع لعشرات المليارات من الاستثمارات الإماراتية