الحكومة البريطانية تؤكد اختفاء 200 طفل لاجئ معظمهم من ألبانيا

فريق التحرير January 24, 2023

ارتفعت حوادث اختطاف الأطفال اللاجئين في بريطانيا على نحو يدق ناقوس الخطر؛ إذ أكدت الإحصائيات الأخيرة اختفاء 200 طفل لاجئ بعد نقلهم إلى فنادق تديرها وزارة الداخلية.

وفي هذا السياق قال وزير الدولة في وزارة الداخلية المعني بشؤون الهجرة سيمون موراي لمجلس اللوردات يوم الإثنين: إن من بين الأطفال اللاجئين الذي اختفوا فتاة و13 طفلًا على الأقل دون سن الـ16.

قصص مريبة لاختفاء 200 طفل لاجئ في بريطانيا!

اختفاء عشرات اللاجئين القاصرين من فنادق بريطانيا يثير المخاوف — *اختفاء 200 طفل لاجئ في بريطانيا*

تأتي هذه الإحصائيات المثيرة للقلق بعد أن ذكرت صحيفة الأوبزرفر أن أحد المبلغين عن المخالفات من أحد مراكز الإيواء التابعة لوزارة الداخلية في برايتون قال: إن بعض الأطفال قد اختُطفوا من الشارع بالقرب من المركز، وأدخلهم الخاطفون في السيارات عنوة!

هذا وقد حذرت الشرطة من استهداف الشبكات الإجرامية لنزلاء مركز الإيواء الصغار الذين وصلوا مؤخرًا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة دون ذويهم.

وقد كشف اللورد موراي عن الأرقام التي جُمعت منذ يوليو 2021 في رده على سؤال نظيره من حزب الديمقراطيين الأحرار بول سكريفن حيث قال: “لا تملك وزارة الداخلية سلطة احتجاز طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم في هذه الفنادق، ونحن نعلم أن بعضهم اختفى، وتعمل السلطات على تعقب كثير من المفقودين”.

^{الحكومة البريطانية تؤكد اختفاء 200 طفل لاجئ (يوتيوب: الغارديان)}

وأوضح أن 88 في المئة من 200 طفل -176 طفلًا- من أصل ألباني، وأضاف أن الحكومة تتطلع إلى التخلي تدريجيًّا عن استخدام الفنادق في إيواء الأطفال، علمًا أنه يوجد ستة فنادق تابعة لوزارة الداخلية ومخصصة لطالبي اللجوء من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، ويشمل ذلك الفندق الموجود في برايتون.

ومن جهة أخرى أعربت المنظمات غير الحكومية مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها بشأن اختفاء الأطفال اللاجئين من الفنادق، وعرضت على وزارة الداخلية تقديم المساعدة للحفاظ على سلامتهم، لكن الحكومة رفضت تلك العروض.

وبهذا الصدد قال فيليب إيشولا الرئيس التنفيذي لـ(Love146) منظمة مكافحة الاتجار بالأطفال: إن وزارة الداخلية رفضت عرضها لتقييم فندق الإيواء في برايتون منذ أكثر من عام، مع أن أعداد الأطفال اللاجئين المفقودين في ارتفاع.

في حين قالت بيلا سانكي عضوة مجلس العمال في برايتون وهوف: يجب العثور على هؤلاء الأطفال. ونحتاج إلى تحقيق مكثف؛ لتحديد من يتحمل المسؤولية السياسية والمؤسسية عن هذا الخطأ الفادح. ودعا إنفر سولومون الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين إلى وضع آليات تمكن السلطات المحلية من رعاية طالبي اللجوء من الأطفال.

هذا وقد كشفت شرطة ساسكس أنها ألقت القبض على رجلين للاشتباه بتورطهما في الاتجار بالبشر، بعد أن شوهد أطفال ممن يقيمون في مركز الإيواء يستقلون سيارتهم، علمًا أنها لم تتلقَّ أي مزاعم بالاختطاف. وقال متحدث باسم الشرطة: إنه منذ أن بدأت وزارة الداخلية إيواء طالبي اللجوء الأطفال في فنادق برايتون وهوف في يوليو 2021، أبلغ عن اختفاء 137 طفلًا غير مصحوبين بذويهم. ومن بين هذه الحالات عُثِر على 60 طفلًا ولا يزال 76 طفلًا مفقودًا.

من يعمل في فنادق إيواء الأطفال اللاجئين في بريطانيا؟

13 ألف لاجئ في بريطانيا ينتظرون البت بطلبات لجوئهم منذ 10 سنوات — *اختفاء 200 طفل لاجئ في بريطانيا يثير الجدل*

وجدت هيئة مراقبة الهجرة في أكتوبر الماضي أن الفنادق المخصصة لإيواء طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم كانت توظف موظفين لم تتأكد منهم خدمة الإفصاح والحظر (DBS) كما هو مطلوب بموجب اللوائح الحكومية. وقد تمكن الموظفون من الوصول إلى المفاتيح الرئيسة، في حين بقي اللاجئون الأطفال في المبنى.

ووفقًا لتقرير صادر عن كبير مفتشي الحدود والهجرة المستقل ديفيد نيل، فقد فحص فريق التفتيش أربعة فنادق مخصصة لإيواء الأطفال، وعُثر على موظفَين يعملان في الفندق دون ترخيص من (DBS).

واتهم نواب من حزب العمال ومستشارون من برايتون وهوف الحزب الخضر ووزارة الداخلية برفض تحمل مسؤولية طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم.

وفي خطوة أخرى، كتبت مفوضة الأطفال راشيل دي سوزا إلى وزيرة الداخلية سوالا برافرمان؛ تحثها على اتباع جميع الاجراءات الضرورية للعثور على الأطفال المفقودين والمعرضين حتمًا لخطر الاستغلال. وأكدت دي سوزا أيضًا ضرورة التعامل مع سلامة طالبي اللجوء الأطفال على محمل الجد والمسؤولية الكاملة حتى يبلغوا السن القانونية.

من جهة أخرى فنَّدت مصادر من وزارة الداخلية الادعاءات القائلة: إن الأطفال غير المصحوبين بذويهم يتعرضون للاختطاف من الفنادق، مشيرة إلى أنهم أحرار في مغادرتها.

ومع ذلك قال أحد المبلغين عن المخالفات: إنه شهد عملية اختطاف حقيقية للأطفال من فندق آخر تديره وزارة الداخلية في هايث بكنت، ويقدر اختفاء 10 في المئة من الأطفال المقيمين كل أسبوع.