الميرور: تضاعف معدلات الانتحار في سوريا 3 مرات خلال أشهر
بعد مرور ما يقرب من 12 عامًا على بداية الصراع السوري، تضاعفت حالات الانتحار في سوريا البلاد بأكثر من ثلاثة أضعاف في النصف الأول من عام 2022 مع انتشار حالات الانتحار باستخدام “حبوب الغاز”.
ارتفاع معدلات الانتحار في سوريا
يتذكر هاني القطيني من مدينة خان شيخون جنوب إدلب -وهو يحدق في المدينة- أحد أقاربه الذي فقده بسبب الانتحار بسبب تناول ما يُعرف بحبوب الغاز.
يقول القطيني: “اعتاد قريبي عبد الحميد على توجيه العديد من التهديدات الانتحارية، وقال إنه لا يستطيع مواصلة حياته في هذا العالم”.
حيث انتحرت خطيبة عبد الحميد أيضًا لأنّ والدها رفض السماح لهما بالزواج، كان الشاب هو الأكبر بين إخوته والمعيل الوحيد لأسرته، وفقًا لما رواه القطيني.
اُعتقل والدي حميد من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري، أطلق سراح والده بعد فترة من الوساطة المالية التي دفعت رواتب ضباط في المخابرات السورية، في حين أن والدته لمّا يطلق سراحها بعد من السجن.
يُظهر بحث جديد من منظمة وورلد فيجن (World Vision) كيف أنّ وفاة حميد وخطيبته هي جزء من ارتفاع مقلق في الانتحار في الجزء الذي يسيطر عليه المتمردون في محافظة إدلب والبلدات والقرى المحيطة بها.
وتكشف السجلات أنّ حالات الانتحار المبلغ عنها زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف من ثمانية إلى 26 بين الربعين الأول والثاني من عام 2022، على الرغم من أنه يعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
كما زاد عدد محاولات الانتحار المسجلة بأكثر من الضعف بين الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021 والأشهر الستة الأولى من عام 2022، حيث ارتفع من 106 إلى 213.
الصحة العقلية
بعد أكثر من عقد من الحرب، أصبحت مشاكل الصحة العقلية منتشرة، لكن منظمة وورلد فيجن (World Vision) وجدت أنّ معدلات الانتحار مثلت نسبة كبيرة بين النساء والفتيات بسبب الانتهاكات التي يواجهنها.
مثلت النساء ما يقرب من نصف الحالات المبلغ عنها بين الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021 والأشهر الستة الأولى من عام 2022، وما يثير القلق أنّ الفتيات دون سن 18 عامًا شكلن أكبر مجموعة من إجمالي حالات الانتحار المسجلة.
أصبحت إدلب موطنًا لحوالي أربعة ملايين شخص، نصفهم على الأقل من النازحين داخليًا، الذين يعيشون في المنطقة المكتظة بالسكان والتي وصفت ذات يوم بأنها سجن كبير.
حيث طُرد السوريون من منازلهم في أجزاء أخرى من البلاد في أعقاب حملات القصف الوحشية المتتالية المدعومة من روسيا والتي أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص.
وتفيد تقارير أنّه في ظل وصول درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وفي حالة اليأس من دون طعام أو تدفئة، تقوم العائلات السورية بنقل سخانات الغاز داخل خيامهم مما يتسبب في وفيات مأساوية.
في هذا السياق، قُدر نحو 82 ألف شخص يعيشون في الهواء الطلق وسط الطقس المتجمد ويستقرون تحت الأشجار أو في الحقول، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
الانتحار في سوريا
في مدينة الدانا شمال إدلب، يقول الطبيب النفسي محمد العلي، الذي يعمل في مركز نفسي، إنّ أبرز طرق الانتحار هي ما يعرف محليًا بـ”حبوب الغاز”، لأنها تعتبر من الطرق الأسهل.
يباع ما يسمّى بحبوب الغاز على نطاق واسع لأنها تستخدم للحفاظ على تخزين الطعام ويستخدمها العديد من المزارعين أيضًا للحفاظ على محاصيلهم.
في بحث أجرته مؤسسة (World Vision)، لم تُناقش طرق الانتحار مع المشاركين في الاستطلاع لأغراض السلامة، لكن المناقشات مع العاملين في الخطوط الأمامية كشفت أنّ حبوب الغاز كانت الأكثر استخدامًا.
تتكون هذه الحبوب من مبيدات حشرية سامة، وهي متوفرة على نطاق واسع في المتاجر المحلية في جميع أنحاء شمال غرب سوريا، حيث تُستخدم كمبيدات حشرية للمنازل والأراضي الزراعية.
الطب النفسي
وفقا للدكتور النفسي محمد العلي، هناك وصمة عار واسعة النطاق في المجتمع تجاه الذهاب إلى عيادة الطب النفسي وزيارة طبيب.
حيث تنتشر وجهة نظر خاطئة في المجتمع مفادها أنّ كل من يزور طبيبًا نفسيًّا مجنون أو فقد عقله.
تدفع وصمة العار هذه المرضى النفسيين إلى إخفاء مرضهم وعدم الكشف عنه لمن حولهم، ما قد يؤدي للأسف إلى الانتحار.
اقرأ أيضًا:
إدارات السجون في بريطانيا تتجاهل تقارير تؤكد ارتفاع الوفيات بين الأقليات
طالب لجوء سوري يصدم لتلقيه إشعارًا بالترحيل إلى رواندا ويخطط للهروب!
لاجئ سوريّ مهدد بالترحيل إلى رواندا والافتراق عن أخيه الأصغر!
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C
