انفصال اسكتلندا .. ستورجن تكشف تفاصيل خطتها الاقتصادية بعد الاستقلال
ارتفعت الأصوات المطالبة بانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة مؤخرًا، ويبدو ذلك جليًّا في التقارير والأخبار التي تتناول نمو النزعة الانفصالية في اسكتلندا.
وكشفت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن عن تفاصيل خطتها الاقتصادية، وآخر المستجدات المتعلقة بقضية انفصال اسكتلندا.
انفصال اسكتلندا…من الحلم إلى اليقين
وكانت الحكومة الاسكتلندية قد بذلت جهودًا مضنية لمحاولة إقناع الشعب الاسكتلندي بالاستقلال في عام 2014، وساقت العديد من الأدلة لدعم حجتها، خصوصًا أن معظم الاسكتلنديين في ذلك الوقت كانوا يميلون للاعتقاد بأن بلادهم غير قادرة على تشكيل أمة مستقلة بذاتها.
وعند المقارنة بين التقارير الصادرة بهذا الصدد عام 2014 وما يجري الآن يبدو أن الكفة ترجح بوضوح لمصلحة الراغبين في انفصال اسكتلندا.
ويبدو أن أصحاب النزعة الانفصالية قد حسموا الجدال لمصلحتهم بعد سنوات طويلة من حكم الحزب الوطني الاسكتلندي الذي عمل على تكريس مفهوم الانفصال في أذهان الناخبين.
وبالنسبة إلى معظم السكان تبدو فكرة انفصال اسكتلندا اليوم أكثر قبولًا، وبخاصة بعد مضي 8 سنوات على البدء بتكريس هذه الفكرة، كما أن تراجع الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة المتحدة، قد يجعل الانفصال حلًّا مقبولًا عند كثير من سكان اسكتلندا.
وركز برنامج الحكومة الاسكتلندية عام 2014 على عدد من المشكلات التي يرى بعض الناس أن الحكومة الاسكتلندية ابتدعتها لطمأنة الناخبين بأن اسكتلندا قادرة على تجاوز هذه المشكلات وحدها.
لكن البرنامج الجديد للحكومة الاسكتلندية يركز اليوم على تفاصيل عملية التنمية التي ستنهض باقتصاد الدولة التي تسعى للحصول على استقلالها.
وتتكون الوثيقة الحكومية التي تناقش استقلال اسكتلندا من 108 صفحات تتضمن 300 تعليق، ونقاشات مكثفة حول العقبات التي تواجه فكرة إنشاء تجارة مستقلة في اسكتلندا، إلى جانب طباعة عملة خاصة بالبلاد.
لكن العديد من الأسئلة بقيت بلا إجابات، ولعل أبرزها: مسألة تعذّر انضمام اسكتلندا إلى الاتحاد الأوروبي نظرًا إلى عدم امتلاكها عملة خاصة بها.
ولعل الحل الوحيد لهذه المعضلة هو طباعة عملة خاصة باسكتلندا، لكن رئيسة الوزراء رفضت الإدلاء بأي تصريحات حول ذلك.
الاتحاد الأوروبي يشترط طباعة عملة خاصة باسكتلندا
وقالت: إنها لا تريد تقديم أي وعود وتعهدات تتعلق بطباعة العملة الجديدة، قبل الانتهاء من الخطوات والاختبارات التي يجب إجراؤها قبل البدء بعملية طباعة العملة.
وقد تبدو تصريحات رئيسة الوزراء منطقية، لكنها تثير شكوك الجمهور المؤيد لانفصال اسكتلندا في مدى قدرة الحكومة الاسكتلندية على الالتزام بتعهداتها، بإيجاد حل لتجنيب البلاد تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المدى القريب على الأقل.
وتزعم رئيسة الوزراء الاسكتلندية ستورجن أن اسكتلندا قادرة على الانضمام للاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تستوفِ جميع المعايير.
لكن ليس لدى رئيسة الوزراء فكرة عن موعد البدء بطباعة عملة خاصة للبلاد أو المدة التي سيستغرقها الاتحاد الأوروبي لدراسة الموافقة على عضوية اسكتلندا، في حين يأمل الانفصاليون ألا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا.
أما بالنسبة إلى مسألة الحدود، فيبدو أنها أصبحت أقل تعقيدًا بعد أن خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ أكدت ستورجن أنه لن تُفرَض أي إجراءات على الناس عند عبورهم إلى الجانب الاسكتلندي أو الإنجليزي، لكن البضائع المتبادلة بين الطرفين ستُفحَص بمجرد انضمام اسكتلندا إلى الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد الوثيقة الحكومية أن اسكتلندا تمتلك جميع المقومات لتصبح دولة مستقلة، بل إن لديها جميع المبررات للاستقلال الذي أصبح حاجة ضرورية بحسَب ما ورد في الوثيقة.
وبحسَب الوثيقة فإن انفصال اسكتلندا سيمكِّن الحكومة الاسكتلندية من فرض ضرائب على شركات إنتاج الوقود؛ للمساهمة في تمويل المشاريع الخضراء، ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار النفط.
ويبدو أن القضية اليوم لم تَعُد تتعلق بإمكانية انفصال اسكتلندا عن الاتحاد البريطاني، بل أصبحت تتعلق بضرورة إقناع الجماهير بأن خيار الاستقلال أصبح أمرًا حتميًّا وليس مجرد احتمال.
وعبّرت ستورجن عن ذلك بقولها: إن النقاش لم يَعُد يدور حول إمكانية الاستقلال من عدمه، بل لا بد من انتزاع حرية البلاد عبر تحقيق الانفصال عن الاتحاد البريطاني.
اقرأ أيضاً :
استطلاع للرأي.. ارتفاع نسبة مؤيدي انفصال اسكتلندا إلى 55 في المئة
ما العقبات التي ستواجه اسكتلندا بعد الانفصال عن بريطانيا؟
التصويت الشعبي على استقلال اسكتلندا قد يتم في أكتوبر القادم!
الرابط المختصر هنا ⬇