تقرير: تكنولوجيا التعليم تجمع بيانات حول الأطفال
في بداية اليوم، يجلس طفل يبلغ من العمر تسع سنوات على مكتبه يحاول تسجيل الدخول إلى منصة تكنولوجيا التعليم التابعة لمدرسته، في غضون لحظات تقوم مجموعة من الشركات بتتبع بياناته بغرض تحقيق مكاسب تجارية.
هذا ما كشف عنه تقرير بحثي صادر عن مؤسسة ( 5Rights ) في لندن بدعم وتمويل جزئي من كلية لندن للاقتصاد.
تكنولوجيا التعليم تهدد سلامة الأطفال
حذرت لويز هوبر أحد الباحثين المشاركين بهذا التقرير من أن جمع البيانات يتم على نطاق واسع يكفي لبناء ملف تعريف كامل لكل طفل على حدة، يشمل هويته وموقعه ومهاراته وتفضيلاته.
وكشف التقرير عن أن درجة تعرض الأطفال للخطر تختلف من مدرسة لأخرى،وخلص البحث إلى أن الفصول الدراسية الرقمية تنتهك قوانين حماية البيانات لاستغلال بيانات الطفل من أجل المكاسب التجارية.
شملت نتائج الدراسة تطبيقين يُستخدمان على نطاق واسع في غالبية المدارس في المملكة المتحدة وهما تابعان لشركتي: جوجل (Google) وكلاس دوجو (ClassDojo).
صرحت وكالة حماية البيانات الدنماركية مؤخرًا عن أن أجهزة (Chromebook) التابعة لشركة جوجل والمستخدمة على نطاق واسع في المدارس الدنماركية تخرق اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا (GDPR).
نتيجة لذلك قامت الوكالة بتضييق الخناق على خدمات (Google) في بعض المدارس.
وكشف التقرير البحثي عن أن هناك بعض التطبيقات تتخللها تكنولوجيا تعمل على طمس الخطوط الفاصلة بين بيانات المدرسة والمنزل، بحيث يمكنها مراقبة بيانات باقي أفراد الأسرة.
وقالت سونيا ليفينغستون، وهي مؤلفة أخرى من المؤلفين المشاركين في التقرير، إن بريطانيا، كما هو الحال في نيوزيلندا، روجت للتعليم التكنولوجي جزئيا للتعويض عن إغلاق المدارس بسبب كوفيد-19.
سابقًا، أجرت الحكومة الهولندية تحقيقًا كبيرًا وطلبت من تطبيق (Google Classroom) العمل بمستوى نزاهة وشفافية أعلى مما هو موجود في المملكة المتحدة.
وأوضح التقرير أن المدارس البريطانية لديها وسائل محدودة لمراقبة الشركات الكبرى على الرغم من العقود التي كانت مبرمة معها.
لذلك من الواضح أن السلطات يمكنها اتخاذ إجراء، لكنها لا تعطي هذا الملف الأولوية التي ينبغي أن تكون عليها، حسب ما قالته الباحثة ليفينغستون.
اقرأ أيضًا:
كيف يعمل نظام التعليم المدرسي في بريطانيا ؟
هل تستحق المدارس الخاصة في بريطانيا رسومها الباهظة؟
الرابط المختصر هنا ⬇