بريطانيا تتجه لقطع الكهرباء عن المنازل في الشتاء بشكل منتظم

فريق التحرير August 10, 2022

تتجه المملكة المتحدة إلى قطع الكهرباء عن المنازل والشركات خلال الشتاء، ما أثار الكثير من المخاوف حول إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة.

إذ يعتقد المسؤولون أن المملكة المتحدة ستشهد انقطاعًا في التيار الكهربائي لعدة أيام في شهر كانون الثاني/يناير القادم بسبب نقص الغاز ومصادر الطاقة، وهو أسوأ سيناريو قد تواجهه حكومة المحافظين.

وتزايدت مخاوف الأسر البريطانية من ارتفاع أسعار فواتير الطاقة التي قد تصل إلى 4200 باوند اعتبارًا من كانون الثاني/يناير، وحذر خبراء اقتصاديون من أن الشعب البريطاني سيواجه صعوبات معيشية جمَّة إذا لم تتدخل الحكومة.

وزادت أزمة الطاقة المتفاقمة الضغط على مرشحي قيادة حزب المحافظين ليز تروس وريشي سوناك اللذين أظهرا اختلافًا في رؤيتهما لدعم الأسر التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة.

وتشير بعض التوقعات، التي تؤكد الحكومة البريطانية عدم صحتها، إلى أن إجمالي النقص في الطاقة قد يصل إلى السُّدس بالتزامن مع ذروة الطلب على الطاقة، حتى لو وُلِّدت الطاقة بواسطة معامل الفحم القديمة، بحسَب ما ورد عن وكالة بلومبرج.

وستضطر الحكومة إلى اتخاذ تدابير طارئة لتقنين استهلاك الغاز مدة أربعة أيام في شهر كانون الثاني/يناير القادم إذا انخفض استيراد الكهرباء من النرويج وفرنسا في ظل زيادة الطلب على الطاقة خلال أيام الشتاء القاسية.

بريطانيا تتجه لقطع الكهرباء خلال الشتاء…مخاوف شعبية وتطمينات حكومية

بريطانيا تتجه لقطع الكهرباء خلال الشتاء ومخاوف من تعتيم عام — *بريطانيا تتجه لقطع الكهرباء ومخاوف من تعتيم عام خلال الشتاء (بيكساباي)*

ووفقًا للخطة الحكومية فقد تضطر شركات الكهرباء إلى تجاوز الاتفاقيات التجارية وتوقف تدفق الغاز، ما يؤدي إلى توقف عمل محطات الطاقة التي تعمل بالغاز، ومن ثَمّ انقطاع التيار الكهربائي عن الشركات والمنازل.

وفي هذا السياق قالت بعض المصادر: إن قطاع القطارات وسكك الحديد سيتضرر تضررًا كبيرًا إذا قُنِّنت الكهرباء لأن القطاع يُعَد من أكبر مستهلكي الطاقة في المملكة المتحدة.

ويخشى المسؤولون من زيادة اعتماد المملكة المتحدة على الغاز المستورد من أوروبا في الوقت الذي تراجعت فيه إمدادات الغاز، وتسعى القارة الأوروبية لإعادة بناء شبكة إمدادات الغاز الخاصة بها.

وقد واجهت بعض الدول الأوروبية صعوبات في تأمين الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث انخفضت كميات الغاز المخزن انخفاضًا ملحوظًا وغير مسبوق.

وبينما خفضت شركة غازبروم الروسية واردات الغاز إلى أوروبا منذ بدء الحرب، تحاول العديد من الدول الأوروبية إلغاء الاعتماد على الغاز الروسي لشل روسيا.

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار الغاز، وأثارت المخاوف من بدء التقنين الكهربائي في العديد من الدول الأوروبية خلال هذا الشتاء.

وقال مصدر في وزارة الأعمال والطاقة: إن الحكومة تستعد لمواجهة جميع الاحتمالات والسيناريوهات المختلفة، ولكن من غير المحتمل أن يحدث أي تقنين كهربائي بسبب التنوع الكبير لمصادر الغاز والكهرباء في المملكة المتحدة.

ولم تنفِ الحكومة البريطانية احتمال تقنين الكهرباء خلال الشتاء، لكن يبدو أن المصادر الحكومية واثقة من أن النرويج لن توقف تصدير الغاز إلى المملكة المتحدة.

وقال إد ميليباند الوزير في حكومة الظل والنائب عن حزب العمال: “بينما يتنازع قادة حزب المحافظين بخصوص التخفيضات الضريبية تستعد بريطانيا لمواجهة انقطاع كارثي في الكهرباء خلال الشتاء القادم، إنها وصمة عار بالنسبة إلى الشعب البريطاني الذي عانى من إهمال الحكومة التي تركت اقتصاد البلاد في حال يُرثى لها”.

الحكومة البريطانية تؤكد التزام النرويج بتصدير الطاقة الكهرومائية

*الحكومة البريطانية استمرار استيراد الطاقة الكهرومائية من النرويج (آنسبلاش)*

“نحن نواجه تبعات 12 عامًا من إخفاق حكومة المحافظين التي لم تكن مستعدة لمواجهة الأزمات، والتي رفضت الاستثمار فأدى ذلك إلى ارتفاع الفواتير”.

هذا وتصاعدت المخاوف بشأن انقطاع التيار الكهربائي في بريطانيا خلال الشتاء بعد أن لوَّحت النرويج باحتمال تقنين صادرات الكهرباء هذا الأسبوع.

هذا وتستورد المملكة المتحدة الطاقة الكهرومائية من النرويج عبر كابل بحري يمتد في قاع بحر الشمال، لكن مستويات المياه في النرويج سجلت انخفاضًا ملحوظًا هذا العام لدرجة أن حكومة البلاد قد تضطر إلى توجيه الطاقة للاستهلاك المحلي بدلًا من تصديرها.

وبهذا الصدد وقعت شركة (Centrica) المالكة لشركة (British Gas) على صفقة بقيمة 7 مليارات باوند لتعزيز إمدادات الغاز في الوقت الذي تسعى فيه شركات الطاقة الأوروبية إلى الاعتماد على مصادر بديلة عن الغاز الروسي.

كما وقعت شركة (Centrica) على اتفاقية مع شركة (Deflin Midstream) الأمريكية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من أول منشأة تصدير عائمة في الولايات المتحدة الأمريكية لكن الصفقة ستبدأ عام 2026.

وحث الخبير الاقتصادي بيتر ماتجيك الحكومة البريطانية على حل مشكلة ارتفاع فواتير الطاقة، وقال: “إن المساعدات التي وعدت بها الحكومة في وقت سابق من العام الحالي ستحل جزءًا من المشكلة، لكنها لم تَعُد كافية بسبب ارتفاع فواتير الطاقة مرة أخرى، ويجب مضاعفة حجم المساعدات لحماية الناس من تبعات ارتفاع الفواتير”.

يدرس المسؤولون الحكوميون إطلاق حملة جديدة لحث المواطنين على تخفيض استهلاك الكهرباء في الشتاء.

وقال المتحدث باسم وزارة الأعمال والطاقة: “لا نتوقع حدوث انقطاع في التيار الكهربائي خلال الشتاء، وعلى عكس الكثير من الدول الأوروبية نحن لا نعتمد على الغاز الروسي”.

“ونؤكد لجميع الأسر البريطانية وقطاعات الصناعة والعمل أننا سنعمل على تأمين احتياجاتهم من الكهرباء والغاز”.