بريتيش بتروليوم تحقق أرباحا ضخمة مع وصول فواتير الطاقة إلى 3600 باوند
كشفت شركة بريتيش بتروليوم عن تحقيقها أعلى نسبة أرباح منذ 14 عامًا خلال الربع الأول من العام الحالي وسط ارتفاع فواتير الطاقة وأسعار النفط والغاز.
إذ حقَّقت شركة الطاقة العملاقة أرباحًا بقيمة 6.8 مليارات باوند بين نيسان/إبريل وحَزيران/يونيو، أي أكثر بثلاثة أضعاف من الأرباح التي جنتها الشركة في نفس الفترة من العام الماضي.
يأتي ذلك في الوقت الذي قد تتجاوز فيه فواتير الطاقة في المملكة المتحدة 3600 باوند سنويًّا.
وفرضت الحكومة البريطانية مزيدًا من الضرائب على شركات الطاقة لمساعدة العائلات على تغطية الفواتير، ولا سيما بعد الأرباح الطائلة التي حقَّقتها هذه الشركات.
أحزاب المعارضة البريطانية تطالب بفرض المزيد من الضرائب على شركات الطاقة
⏰We need urgent action NOW⏰
The BILLIONS that oil & gas companies are sat on have been taken straight from our pockets.
The govt has stop subsidising the fossil fuel industry and support the millions struggling with energy bills#CostOfLivingCrisis #EnergyCrisis #FuelPrices pic.twitter.com/P8bw8KbkN9
— Paid to Pollute (@PaidToPollute) August 2, 2022
واعتُبِرت نسبة الأرباح التي حقَّقتها شركة بريتيش بتروليوم للربع الثاني من العام الحالي ثاني أعلى نسبة أرباح في تاريخ الشركة.
كما حقَّقت شركات أخرى للطاقة أرباحًا كبيرة، ومنها: شركة (Shell) و(Equinor) و(TotalEnergies) و(British Gas) والمالكة لشركة (Centrica)، حيث جنت جميع هذه الشركات فوائد وعائدات ارتفاع أسعار النفط والغاز.
وفي هذا السياق قال ديل فينس مؤسس شركة إيكوتريسيتي للطاقة: “إن شركة بريتيش بتروليوم تحقِّق أرباحًا طائلة يأتي بعضها على حساب الأُسَر التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وضغوط المعيشة، ولا بد من زيادة الضرائب المفروضة على أرباح شركات النفط والغاز”.
وأضاف لقناة بي بي سي: “من الواضح أن بعض الشركات حقَّقت أرباحًا استثنائية وغير متوقعة في قطاع النفط والغاز، كما أن هناك مشكلة في سوق الطاقة، ولا بد من إيجاد حل لتلك المشكلة”.
دعت مجموعة (Greenprace) و(friends of eath) إلى جانب حزب العمال والديمقراطيين الأحرار إلى فرض ضرائب صارمة على أرباح شركات النفط والغاز.
وبهذا الصدد قال البروفيسور نيك باتلر نائب رئيس شركة بريتيش بتروليوم: “إن شركة بريتيش بتروليوم تخشى على سمعتها بعد أن كشفت عن جنيها أرباحًا هائلة، ويبدو أن الحكومة تعمل عملًا جديًّا من أجل إمداد جميع الناس بالطاقة خلال فصل الشتاء”.
وأضاف: “لقد خفضت أوروبا استهلاك الغاز بنسبة 15 في المئة، لكننا لم نضطر إلى فعل ذلك في المملكة المتحدة، والأوربيون يحاولون البحث عن مصادر خارجية للطاقة من أجل تأمين حاجة الناس خلال الشتاء”.
هذا وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت مجموعة من الإجراءات لمساعدة الأُسَر في تغطية فواتير الطاقة ومنها تخفيض بقيمة 400 باوند على الفواتير، ونتيجة الضغط السياسي والبرلماني، ألزمت الحكومة شركات النفط والغاز بدفع 25 في المئة بوصفها ضريبة على الأرباح.
وستُقتطَع هذه الضريبة اعتبارًا من 26 أيار/مايو، ولن تشكِّل نسبة الضريبة مشكلة بالنسبة إلى معظم شركات النفط والغاز، أما بالنسبة إلى شركة بريتيش بتروليوم فهي تمثِّل عُشْر إجمالي إنتاج النفط والغاز.
كما أن الشركة ليست مطالبة بدفع ضريبة على غالبية الأرباح التي حقَّقتها بين نيسان/إبريل وحَزيران/ يونيو.
ما الذي يقود إلى الزيادة الهائلة في أرباح شركات الطاقة؟
وتوقعت وزارة الخزانة أن تجني 5 مليارات باوند من الضريبة المفروضة على شركات الطاقة، في حين ينتقد البعض هذه الضريبة معتبرين أنها ستُلحِق خسارة بأموال المتقاعدين التي تستثمرها الحكومة في شركات الطاقة.
مع العلم أن استثمار رواتب المتقاعدين لا يتوقف على قطاع واحد فقط، وإنما تُستثمَر هذه الأموال في عدة مجالات، لذلك فمن غير المرجح أن تُحدِث الضريبة المفروضة على شركات الطاقة فرقًا ملحوظًا في رواتب المتقاعدين.
لقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ارتفاع حادٍّ في أسعار النفط والغاز، ما انعكس بدوره على زيادة أرباح شركات الطاقة.
وخلال الأشهر الأخيرة خفّضت روسيا إمدادات الطاقة إلى أوروبا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، وتزايدت المخاوف من أنها قد توقف تصدير الطاقة إيقافًا كاملًا.
وأدت المشكلات السياسية إلى ارتفاع أسعار إمدادات الغاز، وانعكس هذه الارتفاع على الزبائن، ما قاد إلى زيادة غير مسبوقة في فواتير الطاقة المنزلية.
كما أدى ارتفاع أسعار النفط إلى وصول أسعار البنزين والديزل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة، لكن أسعار المحروقات حقَّقت انخفاضًا طفيفًا في الآونة الأخيرة.
وقال الخبير الاقتصادي كريج لوري: “يبدو أن فواتير الطاقة ستحافظ على ارتفاعها خلال عام 2023 وحتى عام 2034، وحذر من أن ذلك سيشكِّل مشكلة طويلة الأمد بالنسبة إلى الأسر”.
وأشار إلى أن المساعدات الحكومية ستساعد العائلات المتضررة بعض الشيء، لكنها لن تعوضها تعويضًا كاملًا.
“مطبعة للأموال”… شركات الوقود تجني أرباحاً هائلة في ظل ارتفاع فواتير الطاقة!
قالت شركة بريتيش بتروليوم: إن أرباحها الهائلة جاءت نتيجة تجارة النفط وتكرير مشتقاته، وأعلنت أنها ستزيد أرباح المساهمين بنسبة 10 في المئة، وستشتري جميع الأسهم نتيجة أرباحها المرتفعة.
وفي العام الماضي وصف مدير شركة بريتيش بتروليوم برنارد لوني سوق الطاقة بأنها مطبعة للأموال!
وقال يوم الثلاثاء الماضي: إن موظفي شركته ساهموا في تقديم حل ثلاثي لسوق الطاقة عبر إنتاج طاقة آمنة بأسعار معقولة ونسبة كربون منخفضة.
وأضاف: “لقد أصبحت الأوضاع صعبة جدًّا فيما يتعلق بتكاليف المعيشة بالنسبة إلى الكثيرين، وذلك ليس فقط في المملكة المتحدة بل في جميع أنحاء العالم”.
“نحن ندرك مدى صعوبة الوضع ونعمل على إيجاد الحلول”.
وقال أيضًا: “إن شركة بريتيش بتروليوم دعمت الاقتصاد البريطاني عبر استثمار 18 مليار باوند خلال هذا العقد”.
وقالت الشركة: إنها تعرضت لخسائر بلغت 19.9 مليار باوند بعد أن تخلت عن حصتها البالغة 20 في المئة في شركة إنتاج النفط الروسية روسنفت ردًّا على شن روسيا للحرب.
وقال رتشارد هانتر رئيس قسم الأسواق في شركة الاستثمارات التفاعلية عبر الإنترنت: “لقد نجحت شركة بريتيش بتروليوم إلى حد كبير في تعويض الخسارة الناتجة عن خروجها من روسيا، كما أن الأرباح التي حقَّقتها الشركة مؤخرًا تُعَد مؤشرًا قويًّا على قدرتها فيما يتعلق بإصلاح الضرر”.
في المقابل أثارت الأرباح الهائلة للشركة امتعاض الكثيرين ممن رأوا أن شركات الغاز والنفط تفرغ جيوب المستهلكين في جيوبها الخاصة.
وقالت شركة بريتيش بتروليوم: إنها ستزيد أرباح المساهمين فيها بمقدار 3.6 مليارات باوند خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ومن بين المساهمين صناديق رواتب التقاعد، لكن هذه الأرباح لن تكون كافية بالنسبة إلى المساهمين في ظل الحديث عن ارتفاع فواتير الطاقة لتبلغ 3600 باوند سنويًّا.
وأشارت مصادر في كل من شركتي بريتيش بتروليوم و(Shell) إلى أن كِلتا الشركتين خسرتا مليارات الباوندات، ولم تتلقيا أي دعم أو تعويض في السابق.
هذا واستفادت الشركتان من ارتفاع أسعار النفط والغاز دوليًّا بعد تفاقم الطلب العالمي على الطاقة في أعقاب انتشار كورونا بسبب محاولات عزل روسيا من سوق الطاقة الدولية.
اقرأ أيضاً :
مع ارتفاع فواتير الطاقة.. مدير شركة BP البريطانية يجني 11 مليون باوند في السنة
أمور يجب فعلها في الصيف لتفادي ارتفاع فواتير الطاقة في الشتاء
فواتير الطاقة المنزلية تصل إلى نحو 3000 جنيه إسترليني سنويًا!
الرابط المختصر هنا ⬇