شركات الحج البريطانية معرضة للخروج من القطاع بسبب المنصة الإلكترونية
تواجه شركات الحج البريطانية مشكلة الإفلاس، ما قد يؤدي إلى خسارة الحجاج آلاف الباوندات؛ وذلك بعد اعتماد المملكة العربية السعودية على نظام الحج عن طريق الاقتراع.
وأعلنت الحكومة السعودية أن الحجاج القادمين من أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا وأستراليا لم يعد باستطاعتهم الحجز عبر وكالات السفر، ومن ثَمّ فعليهم اعتماد نظام اليانصيب بدلًا من ذلك.
ووفقًا للنظام الجديد الذي أقرته المملكة العربية السعودية سيسمح لبضعة آلاف من المسلمين البريطانيين بأداء فريضة الحج لكن ليس عن طريق شركات الحج البريطانية، فيما حثّت وزارة الحج والعمرة أولئك الذين حجزوا سلفًا على استعادة أموالهم من وكالات ومكاتب السفر.
وقالت شركات السفر: إن التغيير المفاجئ الذي أعلنته المملكة العربية السعودية في إجراءات الحج يأتي في سياق منع عمليات الاحتيال، حيث تتيح بعض شركات السفر الحجز قبل أسابيع من الحجز.
ويقدر مجلس الحجيج في المملكة المتحدة أن قيمة قطاع الحج وعائداته المالية تقدر بـ 200 مليون باوند.
وكانت شركات السفر هي الجهات الوحيدة المخولة بحجز رحلات الحجيج، وهو قرار إلزامي صدر عام 2006.
ولكن الأمر اختلف اليوم، إذ يمكن للراغبين في أداء فريضة الحج تسجيل طلباتهم عبر البوابة الإلكترونية “مطوف” (Motawif)، وسيُختار بعضهم عشوائيًّا وفق نظام القرعة.
ويستطيع أولئك الذي اختيروا استئناف حجز مكان الإقامة وشركة النقل عبر الموقع الإلكتروني مباشرة، ويشترط ألا يتجاوزوا 65 عامًا، وأن يكونوا ملقحين ضد فيروس كورونا.
وفي هذا الصدد قال إلياس ماستر الذي يدير مكتبًا للسفر مختصًّا بحجوزات الحجيج: “لقد حُجِزت جميع الأماكن لدينا، لكننا أعدنا النقود إلى جميع الزبائن. لقد خسرنا على الأقل 35.000 باوند في المملكة العربية السعودية ومن الصعب استعادة المبلغ”.
وقال ماستر: إنه يبحث الآن عن مصادر دخل بديلة، كالعمل في مكاتب أذون السفر. وأضاف قائلًا: “إذا لم نتمكن من الاستمرار فليس أمامنا سوى الإغلاق!”.
وقالت إحدى المسافرات لأداء فريضة الحج: يوجد بعض الخلل في الموقع الإلكتروني الجديد الذي أتاحته المملكة العربية السعودية، وأضافت قائلة: “لقد تقدمت بطلب الحج لجميع أفراد أسرتي عبر موقع مطوف، وحجزت رحلات بقيمة 40.000 باوند بعد اختيار أسمائنا عبر نظام القرعة، لكن المنصة الإلكترونية تشير إلى أن عملية الحجز قد أخفقت، لذا أعتقد وجود خلل فيها”.
وشارك العديد من المتقدمين بطلبات على المنصة استياءهم من سوء عمل المنصة.
وقالت منصة مطوف في حسابها على تويتر: إن أسعار باقة رحلات الحج التي تقدمها أرخص بنسبة 35 في المئة من تلك التي كانت تقدمها المكاتب السياحية.
لكن إحدى المسافرات لأداء فريضة الحج أكدت أن الرحلة كلفت كل فرد من أفراد أسرتها نحو 10.000 باوند رغم أن الفندق الذي حجزوا فيه يقع على بعد ميلين فقط من الأماكن المقدسة.
وانخفض عدد الحجيج انخفاضًا غير مسبوق عام 2020؛ فقد وصل إلى نحو 1000 حاج فقط بسبب كورونا، في حين اقتصر عدد الحجيج على 60 ألف شخص العام الماضي كانوا ملقحين جميعًا، وتراوحت أعمارهم بين 18 و65 عامًا، علمًا بأن القادمين من خارج البلاد مُنِعوا من الحج.
هذا ويبلغ عدد الحجاج البريطانيين سنويًّا نحو 25000 حاج.
ويجب على جميع شركات السفر إعادة الأموال إلى أولئك الذين حجزوا رحلات الحج، وقد وقعت شركات السفر المسلمة في مشكلة مالية حقيقية لأن العديد منها منح حجوزات للعام الحالي بدلًا من عام 2020 نظرًا إلى انتشار الجائحة آنذاك.
وقال شون ماكلوغين الأستاذ في جامعة ليدز الذي أجرى مقابلات مع شركات رحلات الحج والعمرة في المملكة المتحدة: “تواجه هذه الشركات خسائر كبير، وقد يكون لديها ملايين الباوندات المجمدة في المملكة العربية السعودية”.
هذا وقالت الحكومة السعودية: إن الإجراءات الجديدة تستهدف مكافحة عمليات الاحتيال التي تنفذها بعض شركت السفر، وستُبسَّط عملية التقدم بطلبات الحج عبر الأذونات الإلكترونية، وقد يُطبَّق هذا النظام في العام المقبل.
اقرأ أيضاً :
حجاج بريطانيا عالقون في المطارات بسبب مشاكل في منصة الحج الإلكترونية
طريقة تسجيل حجاج بريطانيا عبر البوابة الإلكترونية لموسم الحج 2022
مسلمو بريطانيا في صدمة من إقرار السعودية نظام الحج بالقرعة لعام 2022!
الرابط المختصر هنا ⬇