استمرار فوضى السفر و الطوابير الطويلة في مطارات بريطانيا
أثارت الفوضى العارمة و الطوابير الطويلة في مطارات بريطانيا سخطاً كبيراً بين المسافرين الذين حجزوا رحلاتهم خلال فصل الصيف.
فقد أظهرت الصور الواردة من مطار ستانستيد هذا الصباح بعض المسافرين الذين اضطروا إلى النوم في المطار خلال الليل، بعدما تأخرت رحلتهم أكثر من ست ساعات.
وانتقد المسافرون إدارة المطار بسبب اضطرارهم للوقوف في طوابير طويلة إلى جانب تأخير بعض الرحلات وإلغاء بعضها الآخر؛ فلا يبدو أن هناك بوادر تحسن لأزمة المطارات إذ يتوقع بعض الناس أن تزداد موجة السخط بين البريطانيين بسبب سوء خدمة المطارات، ولا سيما خلال الصيف الحالي في حين يستعد العديد منهم للسفر.
وسلط الوزير في حكومة الظل والنائب في حزب العمال ديفيد لامي الضوء على أزمة المطارات، ونشر تغريدات على تويتر يُعرب فيها عن سوء الوضع بعدما علِق هو الآخر في مطار ستانستيد.
فقد قال الوزير معلِّقًا: “صباح سيء آخر! طوابير طويلة في المطار
وسخر الوزير من أداء حكومة جونسون فيما يتعلق بالمطارات قائلًا: “أحسنت صنعًا يا رئيس الوزراء! انظر إلى الأداء الجيد لوزيرة الداخلية بريتي باتيل. أهلًا بكم في بريطانيا المتخلفة!”.
وقال مطار ستانستيد لموقع (MailOnline): إن بعض الركاب اختاروا النوم في المطار طوال الليل بعدما تأخرت رحلاتهم، وأكد المسافرون أن التأخير ناجم عن وجود نقص كبير في الموظفين ما أدى إلى إلغاء المطار بعض خدماته.
وفي هذا الصدد دعا وزير النقل غرانت شابس إلى توقيع عقود جديدة مع موظفي حمل الحقائب حيث سيتقدم مزيد من الأشخاص بطلبات للعمل في المطارات، وسيحصلون على حوافز.
وقال وزير النقل: “لا أعتقد أن رواتب موظفي حمل الحقائب كانت كافية لهم إذ كان يجب أن تُصرَف لهم مزيد من الحوافز”.
“يجب أن تكون هذه الوظائف مجزية، ومن ثَمّ يجب أن تُصرَف رواتب أعلى للموظفين، وتوفَّر لهم بيئة مريحة للعمل”.
وإلى جانب طوابير الانتظار الطويلة عند بوابات الدخول، اشتكى العديد من المسافرين من تأخر رحلاتهم الليلية، ويبدو أن المئات منهم انتظروا طوال الليل في المطار.
وأكد المسافرون عبر الخطوط الجوية لشركة (Ryanair) أن وضع الخدمات التي يقدمها مطار ستانستيد سيء جدًّا؛ فقد اضطروا إلى الانتظار فترات طويلة قبل ركوب الطائرة.
وشارك أحد المسافرين على متن الخطوط الجوية لشركة (Ryanair) تجربته على فيسبوك، فقال: إنه ظل عالقًا في الطائرة مدة ست ساعات! وكان من المقرر أن تقلع رحلته في الساعة الخامسة مساءً.
ازدحام كبير في حرم مطار ستانستيد وسخط واسع بين المسافرين
وأظهرت مقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي طوابير المسافرين الطويلة على جانبي الطريق، وكان المسافرون ينتظرون الحافلة الخاصة بالمطار.
وقال أحد المسافرين لموقع (Mail Online): إن تجربته كانت مخيبة للآمال؛ فقد كانت خدمة الحافلات مروعة وسيئة للغاية، وبعدما قاد المسافر سيارته 90 ميلًا وصل إلى مطار ستانستيد، ودفع مبلغًا قدره 70 باوندًا لركن سيارته، وانتظر الحافلة التي كان من المفترض أن تصل بعد 15 دقيقة.
لكن الحافلة تأخرت 20 دقيقة، وكانت ممتلئة بالركاب، فلم يصعد بها سوى 10 ركاب إضافيين.
وأفاد المسافر بوجود نحو 100 شخص كانوا ينتظرون الحافلة في المحطة.
ولم يعرف ما إذا كانت الرحلة قد أقلعت أم أن المسافرين اضطروا إلى حجز أماكن في رحلة بديلة.
وقال مسافر آخر: “اضطررت إلى الانتظار 30 دقيقة لكي أعبر البوابة ذات الرقم 83 إلى داخل المطار. ألم يكن من الأفضل لو انتظرنا في قسم المغادرين؟”.
وورد في إحدى النشرات الإعلانية أن “إنجلترا بأكملها تنتظر الإجراءات الأمنية للمطارات”.
واستمر الازدحام ليلة كاملة، وشبَّه أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فوضى المطار بالاشتباك وتبادل إطلاق النار!
وعلَّق قائلًا: “إن مطار ستانستيد في الثالثة صباحًا يبدو كأنه أكثر الأماكن الخارجة عن القانون والغارقة في الفوضى”.
“لقد كان الناس نائمون على أرض المطار كأنهم جثث متناثرة! في حين كانت الشرطة تحذِّر أحدهم، فكان المشهد يوحي بحدوث عملية إطلاق نار في المطار.
ولا تقتصر المشكلة على الانتظار والطوابير إذ إن أحد المسافرين اشتكى من عدم وجود طعام وشراب كافيَين، ومن ثَمّ اضطر المسافرون إلى الانتظار مدة أربع ساعات ليحصل كل منهم على عبوة مشروب واحدة فقط!
وكذلك العديد من المشروبات مثل الشاي والقهوة لم تكن متوفرة مع أن إعلانات المقاهي في المطار كانت تشير إلى عكس ذلك.
نقص الموظفين سبب رئيسي في أزمة المطارات
وقال المتحدث باسم مطار ستانستيد :”كان هناك عدد كبير من المسافرين الذين وصلوا خلال الليلة الماضية، وكان من المقرر أن يسافروا على متن أولى الرحلات”.
“نتوقع أن يغادر 38 ألف شخص المطار، وقد عالجنا أوراق أكثر من 9000 مسافر مغادر بين الساعة الرابعة والسابعة بمتوسط وقت انتظار بلغ 12 دقيقة، لكن إلغاء رحلة القطار الذي سيجلب المسافرين إلى المطار أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المسافرين الذين اضطروا إلى الانتظار”.
“تضاعف عدد المسافرين المنتظرين بسبب النقص الكبير في عدد الموظفين، مما اضطر المسافرين إلى الانتظار على البوابات الخاصة بإكمال الإجراءات الأمنية”.
“لكننا حللنا المشكلة، وفي الوقت الحالي يعمل المطار بشكل طبيعي، ولا توجد مشكلات تشغيلية على الإطلاق”.
ويأتي ذلك في ظل أسابيع من الفوضى والازدحام الذي تشهده المطارات البريطانية خلال هذا الصيف؛ فقد أُلغِيت مئات الرحلات الجوية، وأُرجِئت بعضها، في حين اضطر بعض المسافرين إلى النوم في المطار بسبب التأخير الناجم عن نقص الموظفين.
ويعود سبب المشكلة الأساسي إلى تسريح الآلاف من العاملين في قطاع السفر خلال فترة انتشار الوباء.
وفي هذا السياق حذر هولاند كاي المدير التنفيذي لمطار هيثرو من أن الفوضى ستستمر في المطارات من 12 إلى 18 شهرًا قبل أن تستطيع المطارات استيعاب النقص الحاصل في الموظفين وتحسين أدائها إلى المستوى المطلوب.
هذا وتتجه بعض المطارات إلى إلغاء مزيد من الرحلات الجوية المقررة خلال الصيف.
اقرأ أيضاً :
8 طرق لتجنب طوابير الانتظار بالمطارات واضطرابات السفر
المطارات البريطانية تنصح المسافرين بتقليل الحقائب لتجنب الازدحام
شركات طيران بريطانية تطلق حملات توظيف ضخمة لإنهاء إضطرابات السفر
الرابط المختصر هنا ⬇