لماذا ترتفع أسعار الغذاء في العالم ومن الأكثر تضررا من ذلك؟
بدأت أسعار الغذاء في العالم بالارتفاع منذ منتصف عام 2020 عندما أغلقت الشركات بسبب جائحة كوفيد – 19، مما أدى إلى إجهاد سلاسل التوريد.
فقد عمل المزارعون على إلقاء الحليب، وتركوا الفواكه والخضراوات تتعفن بسبب نقص سائقي الشاحنات المتاحين لنقل البضائع إلى محلات السوبر ماركت، حيث ارتفعت الأسعار، ثم عمل المستهلكون على تخزين الطعام إثر النقص في العمالة المهاجرة؛ بسبب الإغلاق الذي قيد الحركة في جميع أنحاء العالم.
ومنذ ذلك الحين ظهرت مشكلات مع المحاصيل الرئيسة في أجزاء كثيرة من العالم؛ إذ عانت البرازيل – أكبر مصدر لفول الصويا في العالم – من جفاف حاد في عام 2021.
وكانت جودة محصول القمح في الصين من بين الأسوأ على الإطلاق هذا العام؛ حيث أدت المخاوف بشأن الأمن الغذائي – التي ازدادت أثناء الوباء – إلى تخزين بعض البلدان المواد الغذائية الأساسية، مما حدَّ من الإمدادات في السوق العالمية.
كذلك أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/ فبراير إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
وفي هذا الصدد قالت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة: إن الأسعار سجلت رقمًا قياسيًّا في شباط/ فبراير، ومرة أخرى في آذار/ مارس.
تمثل كلٌ من روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إنتاج القمح والشعير في العالم، وثلثي صادرات العالم من زيت عباد الشمس المستخدم في الطهو، كما تُعد أوكرانيا هي المصدِّر الرابع للذرة في العالم.
وقد ألحق الصراع أضرارًا بالموانئ والبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا، ومن المُتوقع أن يحد ذلك من الإنتاج الزراعي في البلاد لسنوات طويلة.
يتجنب بعض المشترين شراء الحبوب من روسيا بسبب العقوبات الغربية.
وحظرت إندونيسيا معظم صادرات زيت النخيل في أواخر نيسان/ إبريل؛ لضمان كفاية الإمدادات المحلية من زيت الطهو.
ما هي أسعار المواد الغذائية التي ترتفع أكثر؟
طوال فترة الوباء ساهمت أسعار الزيوت النباتية المرتفعة في زيادة تكاليف المواد الغذائية على نطاق واسع.
كما سجلت أسعار الحبوب رقمًا قياسيًّا في آذار/ مارس، نتيجة محدودية شحنات الذرة والقمح خلال حرب أوكرانيا.
وفي ذات السياق وصلت أسعار منتجات الألبان واللحوم إلى مستوى قياسي في نيسان/ إبريل، وفقًا لوكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، مما يعكس الطلب العالمي المتزايد باستمرار على البروتين، وارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية بشكل أساسي.
إضافةً إلى ذلك أثرت إنفلونزا الطيور داخل أوروبا وأمريكا الشمالية في أسعار البيض والدواجن.
ففي بيانات التضخم الأمريكية لشهر آذار/ مارس ارتفع مؤشر اللحوم والدواجن والأسماك والبيض 14 في المئة عن العام الماضي 2021، في حين ارتفعت أسعار لحوم البقر 16 في المئة.
متى تنخفض أسعار المواد الغذائية؟
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: إن مشكلة الأمن الغذائي العالمي لا يمكن حلها دون إعادة الإنتاج الزراعي الأوكراني وإنتاج الأغذية والأسمدة الروسية إلى السوق العالمية.
وفي هذا السياق يتوقع البنك الدولي أن ترتفع أسعار القمح بأكثر من 40 في المئة في عام 2022.
كما يتوقع أن تنخفض أسعار المنتجات الزراعية في عام 2023 مقابل 2022. على أن ذلك يعتمد على زيادة إمدادات المحاصيل من الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة، وهو أمر غير مضمون بأي حال من الأحوال، حسَب وصف البنك.
إن الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة – حيث تتجنب البلدان الشراء من المنتجَين الأساسيَّين روسيا وحليفتها بيلاروسيا – يمكن أن يَثني المزارعين عن استخدام مغذيات المحاصيل الكافية في حقولهم.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض العائدات، وانخفاض الإنتاج، ومن ثَمّ يؤدي إلى إطالة أمد الأزمة.
وللطقس أيضًا دور مهم في التأثير على المحاصيل؛ فمع ارتفاع درجة حرارة المناخ، أصبح الطقس المتطرف أكثر شيوعًا، مما يشكل خطرًا آخر على إنتاج المحاصيل.
من هو الأكثر تضررا؟
شكلت أسعار المواد الغذائية في آذار/ مارس أكبر حصة من التضخم في الولايات المتحدة منذ عام 1981، وفقًا لتصنيفات فيتش، في حين ارتفعت أسعار المتاجر في بريطانيا في نيسان/ إبريل بأسرع معدل منذ أكثر من عقد.
لكن الأشخاص الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار المواد الغذائية هم قاطنو دول العالم النامي؛ حيث تُنفَق نسبة أكبر من الدخل على الغذاء.
هذا وقالت الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء – التي أنشأتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي – في تقرير سنوي: إن غزو روسيا لأوكرانيا يشكل مخاطر جسيمة على الأمن الغذائي العالمي، وبخاصة في البلدان التي تواجه أزمة غذائية، كأفغانستان وإثيوبيا وهايتي والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن.
اقرأ أيضًا:
%50 على الأقل نسبة ارتفاع أسعار الخبز والمعكرونة في بريطانيا
نقص الغذاء قد يتسبب في إغلاق ثلث مطاعم السمك والبطاطس
بريطانيا تواجه اضطرابات نقص الموظفين وارتفاع الأسعار في ظل محاولاتها للتعايش مع كورونا
الرابط المختصر هنا ⬇