الهيئة تدحض مبررات التكاليف: هوامش الأرباح التشغيلية في تصاعد لا في تراجع

1447 رجب 6 | 26 ديسمبر 2025
حذّرت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية (CMA) من أن ملايين السائقين في بريطانيا يتعرضون لدفع أسعار أعلى من اللازم عند محطات الوقود في كل مرة يملؤون فيها خزاناتهم، وذلك بعدما كشف تقرير رقابي “مُدين” أن هوامش بيع الوقود ما تزال مرتفعة بشكل “مستمر”.
وأوضح التقرير أن هوامش الوقود، أي الفارق بين السعر الذي تشتري به محطات الوقود، الوقود من الموردين والسعر الذي تبيعه به للمستهلكين، بقيت عند مستويات أعلى من المعتاد تاريخيًا، ما يعني أن انخفاض الأسعار بالجملة لم ينعكس بالكامل على ما يدفعه السائقون على المضخة.

وتأتي النتائج في توقيت شديد الحساسية، مع خروج ملايين السائقين إلى الطرقات خلال موسم عيد الميلاد، وهو ما يزيد من أهمية أي فروقات في الأسعار وتأثيرها على ميزانيات الأسر.
ورغم أن أسعار الوقود شهدت تراجعًا خلال العام الماضي بفعل تغيّرات في أسعار النفط وأسعار الصرف وتكاليف التكرير، فإن هيئة المنافسة والأسواق قالت إن استفادة السائقين بقيت محدودة بسبب ارتفاع هوامش البيع لدى تجار الوقود.
وبحسب التقرير، خلال الفترة بين نوفمبر 2024 وأكتوبر 2025:
رصدت الهيئة تباينًا واضحًا بين المحطات التابعة لمتاجر السوبرماركت والمحطات الأخرى:
وأكدت الهيئة أن هذه الأرقام تظل أعلى بكثير من المستويات التاريخية، ما يعكس ضعف المنافسة في سوق الوقود.
وتوقفت هيئة المنافسة والأسواق عند حجج تجار الوقود التي تُرجع ارتفاع الهوامش إلى زيادة الأجور والطاقة وتكاليف أخرى، لكنها خلصت إلى نتيجة معاكسة: هوامش الأرباح التشغيلية لدى كبار تجار الوقود في ارتفاع، وليس في تراجع، ما يقوض الادعاء بأن تضخم التكاليف هو ما يبرر زيادة الأسعار على المضخة.
وقال Dan Turnbull، Senior Director of Markets في هيئة المنافسة والأسواق: إن بقاء هوامش الوقود عند مستويات مرتفعة بصورة مستمرة، مع عدم وجود تفسير مقنع من جانب تكاليف التشغيل، يشير إلى أن المنافسة لا تعمل بالشكل المطلوب، ولو كانت الأسواق أكثر تنافسية لكانت الأسعار أقل بالنسبة للسائقين، خصوصًا في هذه الفترة التي تشهد كثافة في السفر عبر البلاد.
وتزامنت هذه النتائج مع اقتراب إطلاق مخطط حكومي جديد باسم Fuel Finder يهدف إلى تمكين السائقين من مقارنة الأسعار بسهولة، ورفع مستوى المنافسة بين محطات الوقود.
وبحسب ما ورد، سيُلزم المخطط كل محطة وقود في بريطانيا بنشر أسعار المضخات بشكل مباشر، بحيث يمكن للسائقين معرفة أرخص المواقع عبر أجهزة الملاحة (sat-nav) وتطبيقات مقارنة الأسعار.
وسيتعين على المحطات تحديث الأسعار خلال 30 دقيقة من أي تغيير، على أن يبدأ الإبلاغ الإلزامي بالأسعار في الوقت الحقيقي في فبراير. وستتولى هيئة المنافسة والأسواق مراقبة الالتزام، مع صلاحية فرض غرامات على الشركات التي لا تمتثل.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن ما كشفه تقرير هيئة المنافسة والأسواق يضع قضية شفافية التسعير في صميم النقاش العام، لا سيما في أوقات الضغط الموسمي على الأسر مع ارتفاع تكاليف المعيشة. وتؤكد AUK أهمية الاعتماد على بيانات الجهات الرقابية الرسمية، وفي الوقت ذاته تدعو إلى رقابة فعّالة تضمن التزام جميع محطات الوقود بقواعد النشر الفوري للأسعار، بما يحمي المستهلك ويعزز المنافسة العادلة. كما تشير المنصة إلى أن نجاح “Fuel Finder” سيُقاس بمدى انعكاسه المباشر على الأسعار التي يدفعها السائقون على أرض الواقع، وليس بمجرد إطلاقه كإجراء تنظيمي.
المصدر: express
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇