الجارديان: كيف يتعافى البطل السوري أحمد الأحمد بعد إصابته بخمس رصاصات؟
تتواصل موجة الإشادة بالشجاعة الاستثنائية التي أظهرها السوري أحمد الأحمد، بعدما أكدت مصادر من الجالية السورية في أستراليا أنه يتعافى من إصابته بخمس طلقات نارية خلال تصديه لمطلقي النار في هجوم مدينة سيدني، وقد يغادر المستشفى خلال الفترة القريبة المقبلة.
الأحمد، البالغ من العمر 44 عامًا، خضع لثلاث عمليات جراحية في أحد مستشفيات سيدني، إثر إصابته خلال هجوم استهدف فعالية دينية قرب شاطئ بوندي. ووفقًا لمقربين منه، فإن حالته الصحية تشهد تحسنًا مستمرًا بعد تنظيف الجروح وإزالة الشظايا، مع بدء التئام الإصابات بشكل إيجابي.
وقال تامر كحيل، وهو أحد أبناء الجالية السورية في سيدني وقد زار أحمد خلال فترة علاجه، إن المؤشرات الطبية مطمئنة، مرجّحًا أن يُسمح له بمغادرة المستشفى قريبًا. وأضاف: “يبدو أكثر راحة وسعادة… هو شخص متواضع وخجول بطبيعته”.
بطولة السوري أحمد الأحمد
وكان أحمد، وهو صاحب متجر لبيع التبغ في جنوب سيدني، يتواجد مع ابن عمه في منطقة بوندي عندما أطلق ساجد أكرم وابنه نويد النار، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا. وتُظهر تسجيلات مصوّرة أحمد وهو يقترب بحذر من أحد المهاجمين خلف السيارات، قبل أن ينقضّ عليه وينتزع السلاح من يده، ثم يضعه بعيدًا، في محاولة لمنع استمرار إطلاق النار.
غير أن تلك المواجهة انتهت بإصابته بخمس رصاصات استقرت في ذراعه وكتفه الأيسر.
وقالت مديرة الإعلام في “رابطة الأستراليين من أجل سوريا”، لبابة الحميدي الكحيل، إن ذراع أحمد اليسرى لن تستعيد كامل وظائفها قبل ستة أشهر على الأقل، بسبب إصابة الأعصاب. وأوضحت أنه من غير المتوقع أن يعاود فتح متجره في منطقة ساذرلاند قريبًا، مفضّلًا التفرغ للراحة والتعافي وقضاء الوقت مع أسرته.
وأضافت: “هو بحاجة إلى الراحة وإلى تعويض الوقت الذي قضاه بعيدًا عن زوجته وبناته”.
وخلال فترة علاجه، لم ينقطع توافد الزوار عليه، من مسؤولين حكوميين وشخصيات عامة ومواطنين من خلفيات دينية وعرقية مختلفة. وبحسَب الكحيل، عبّر أحمد عن سعادته العميقة بهذا التضامن الواسع، قائلًا إنه يشعر براحة نفسية وسلام داخلي كبيرين.
تكريم رسمي ومطالب بالجنسية
وشملت زيارات التضامن رئيس الوزراء الأسترالي، ورئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، والحاكم العام لأستراليا، الذين نقلوا له شكرًا شخصيًّا من الملك تشارلز الثالث، إضافة إلى رئيس مجلس نواب اليهود في الولاية، ديفيد أوسيب، الذي أشاد بـ”شجاعة أحمد التي لا تُصدَّق”.
وخلال وقفة تأبينية لضحايا الهجوم، حظي والد أحمد، محمد فتحي الأحمد، بتصفيق حار وقوفًا، بعد أن تبادل العناق مع أفراد من الجالية اليهودية، في مشهد عكس وحدة إنسانية نادرة في وجه العنف.
كما تبرع أستراليون ومتضامنون من مختلف أنحاء العالم بمبلغ 2.5 مليون دولار عبر منصة “غو فند مي” لدعم أحمد خلال فترة تعافيه. وعند تسلّمه شيكًا رمزيًّا، علّق بتواضع قائلًا: “هل أستحق هذا”؟
في السياق ذاته، دعا محامي الهجرة السابق له، سام عيسى، إلى منح والدَي أحمد الجنسية الأسترالية، لتمكينهما من البقاء إلى جانب ابنهما، إلا أن الحكومة لم تحسم موقفها من هذا المقترح حتى الآن.
ومن المنتظر، بحسَب مصادر مطلعة، أن يُدرج اسم أحمد ضمن قائمة تكريم رسمية أعلن عنها رئيس الوزراء للأبطال الذين واجهوا هجوم بوندي.
تُجسّد قصة أحمد الأحمد شجاعة إنسانية استثنائية تتجاوز الهويات والانتماءات، وتعكس القيم المشتركة التي تجمع البشر عند مواجهة العنف وحماية الأرواح. نؤكد أهمية تناول مثل هذه القصص بعيدًا عن اللغة الأمنية أو الأحكام المسبقة، مع التركيز على البعد الإنساني، وما يقدّمه أفراد من خلفيات مهاجرة من إسهامات إيجابية في مجتمعاتهم. كما نشدد على ضرورة تكريم الأفعال التي تحمي المدنيين وتعزز التضامن والتعايش، من دون توظيف سياسي أو وصم جماعي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
