أفادت بيانات حديثة بأن شركات في بريطانيا خفّضت نشاط التوظيف في الأسابيع التي سبقت إقرار الموازنة الشهر الماضي، على خلفية ضبابية المشهد بشأن احتمالات زيادة الضرائب. وبحسب مسح نُشر يوم الاثنين، شهدت الإعلانات الوظيفية تراجعًا واضحًا على مستوى الاقتصاد، في إشارة إلى تنامي حذر الشركات عند اتخاذ قرارات التوسع واستقطاب موظفين جدد.
تراجع الوظائف الشاغرة في بريطانيا للشهر الخامس وسط تباطؤ سوق العمل
اية محمد
December 23, 2025
أرقام «أدزونا»: تراجع شهري وسنوي هو الأكبر في 2025

وبحسب «أدزونا» (Adzuna)، وهي منصة لنشر الوظائف، انخفض عدد الوظائف الشاغرة في بريطانيا بنسبة 6.4% خلال الشهر المنتهي في نوفمبر ليصل إلى 745,448 وظيفة، مسجلًا الشهر الخامس على التوالي من التراجع. وعلى أساس سنوي، أظهرت البيانات انخفاضًا بنسبة 15% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو أكبر هبوط سنوي في عدد الوظائف المتاحة خلال عام 2025.
وقال أندرو هنتر، الشريك المؤسس لـ«أدزونا»، إن شهر نوفمبر يُعد تاريخيًا من الأشهر القوية للتوظيف، معتبرًا أن الانكماش الأخير يؤكد أن أصحاب العمل «يميلون إلى جانب الحذر»، وأن «موازنة الخريف» أضافت مزيدًا من الضبابية مع دخول موسم الأعياد. وأضاف أن هذه الظروف ساهمت في جعل عام 2025 من أصعب الأعوام على الباحثين عن عمل في معظم قطاعات السوق، ولا سيما من يدخلون سوق العمل للمرة الأولى.
تراجع حاد في وظائف المستوى المبتدئ وبطالة الشباب تتسارع

وسجلت «أدزونا» انخفاضًا بنسبة 24% في وظائف المستوى المبتدئ، لتصل إلى أدنى مستوى منذ 2021. كما أشارت إلى أن بطالة الشباب في بريطانيا ترتفع بأسرع وتيرة بين دول مجموعة السبع.
وفي سياق متصل، أظهرت أرقام نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية هذا الشهر أن معدل البطالة ارتفع إلى 5.1%، وهو الأعلى منذ جائحة كوفيد-19. كذلك انكمش الاقتصاد بنسبة 0.1% في أكتوبر، وهو ما كان من العوامل التي دفعت بنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة إلى 3.75% من 4% في محاولة لتحفيز النمو.
منافسة أشد على الوظائف: أكثر من متقدمين لكل فرصة

ورصدت «أدزونا» ارتفاع حدة المنافسة في سوق العمل خلال الشهر الماضي، حيث قُدِّر وجود أكثر من مرشحين اثنين لكل وظيفة شاغرة في بريطانيا، ما يعكس زيادة الضغط على المتقدمين في ظل تقلّص الفرص.
وفي ما يخص الأجور، قالت «أدزونا» إن نمو الأجور ظل مرتفعًا عند أكثر من 7%، إلا أن ذلك يختلف عن بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية التي تُظهر أن أجور القطاع الخاص ترتفع بنحو 3% تقريبًا.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تراجع الوظائف الشاغرة للشهر الخامس على التوالي، بالتزامن مع ارتفاع البطالة وتشدد المنافسة على الفرص المتاحة، يعكس مزيجًا من الضغوط الاقتصادية وعدم اليقين السياسي-المالي الذي ينعكس مباشرة على قرارات التوظيف والاستثمار.
كما أن المؤشرات الخاصة بتراجع وظائف المستوى المبتدئ وتسارع بطالة الشباب تستدعي اهتمامًا خاصًا، لأن أثرها يمتد إلى الاستقرار الاجتماعي وفرص الصعود الاقتصادي للأجيال الجديدة. وفي الوقت نفسه، تشير المنصة إلى أهمية قراءة التباين بين تقديرات نمو الأجور لدى منصات التوظيف والبيانات الرسمية بحذر، لأن فهم الاتجاه الحقيقي للأجور والقوة الشرائية يبقى عنصرًا حاسمًا في تقييم قدرة الأسر على مواجهة تكاليف المعيشة خلال الفترة المقبلة.
المصدر: التايمز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
نسخ إلى الحافظة
