العرب في بريطانيا | مكونات طبيعية فعالة لمكافحة نزلات البرد والإنفل...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

مكونات طبيعية فعالة لمكافحة نزلات البرد والإنفلونزا

مكونات طبيعية فعالة لمكافحة نزلات البرد والإنفلونزا
محمد سعد December 21, 2025

مع دخول فصل الشتاء، تعود نزلات البرد والإنفلونزا لتفرض نفسها على الحياة اليومية في بريطانيا، لكن هذا العام يبدو أكثر قسوة من سابقه. إذ تشير بيانات حديثة إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الحالات التي تستدعي دخول المستشفيات، في وقت يلجأ فيه كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن نصائح سريعة للتعامل مع الأعراض. وبين هذا الزحام من الوصفات المتداولة، يبرز سؤال أساسي: ما الذي تقوله الخبرة الطبية فعلًا؟

ارتفاع حالات «الإنفلونزا الشديدة»

تُظهر أرقام هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أن عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفيات في إنجلترا بسبب ما يُوصف بـ«الإنفلونزا الشديدة» لا يزال عند مستويات قياسية مقارنة بهذا الوقت من العام.

وفي هذا السياق، قدّمت اختصاصية التغذية كاتي ساندرز، المعتمدة عبر منصة مراجعة الرعاية الصحية «دوكتي فاي» (Doctify)، خلاصة خبرتها حول مكونات طبيعية ترى أنها الأكثر فاعلية في التخفيف من أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، مع التأكيد على أن دورها داعم لا علاجي.

فيتامين سي

orange fruit slices on yellow surface
فيتامين سي لا يمنع الإصابة بنزلات البرد بشكل موثوق، لكنه قد يساهم في تقصير مدة المرض وتخفيف حدة الأعراض (Unsplash)

توضح ساندرز أن فيتامين سي لا يمنع الإصابة بنزلات البرد بشكل موثوق، لكنه قد يساهم في تقصير مدة المرض وتخفيف حدة الأعراض، خاصة لدى الأطفال أو الأشخاص الذين يتعرضون لإجهاد بدني مرتفع.

وتشير إلى أن الفائدة تكون محدودة، وغالبًا ما تظهر عند تناول الفيتامين بانتظام قبل بدء الأعراض، لا عند استخدام جرعات عالية بعد الإصابة. وتضيف أن معظم الأشخاص يمكنهم تلبية احتياجاتهم اليومية من خلال نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات، مثل التوت، والحمضيات، والكيوي، والطماطم، والفلفل.

الزنك

بحسب ساندرز، يُعد الزنك، وخصوصًا عند تناوله على شكل أقراص مص، من أكثر العناصر التي تدعمها الأدلة العلمية في تقليل مدة نزلات البرد وحدّة أعراضها، شرط البدء باستخدامه خلال أول 24 إلى 48 ساعة من ظهور الأعراض.

وتوضح أن الزنك يعمل على إعاقة تكاثر الفيروسات في الجهاز التنفسي العلوي، مشيرة إلى أن أكثر الأنواع دراسة هي تلك التي تحتوي على أسيتات الزنك أو غلوكونات الزنك بجرعات تتراوح بين 13 و25 ملغ.

ومع ذلك، تؤكد أن الزنك لا يمنع الإصابة، وأن الأقراص العادية أو المكملات المتعددة لا تقدم الفائدة نفسها، مشددة على أن الشكل وطريقة الاستخدام عاملان حاسمين.

البيلسان (Elderberry)

A bunch of berries hanging from a tree
مستخلص البيلسان أظهر قدرة على تقليل مدة وشدة أعراض تشبه الإنفلونزا. (Unsplash)

تلفت ساندرز إلى أن مستخلص البيلسان، وهو مستخلص نباتي يُستخرج من ثمار شجرة تُعرف بالبيلسان أو الخمان، أظهر في عدد من الدراسات السريرية قدرة على تقليل مدة وشدة أعراض تشبه الإنفلونزا، خاصة عند تناوله خلال أول 48 ساعة من المرض.

وتوضح أن المركبات النشطة في البيلسان تمتلك خصائص مضادة للفيروسات والالتهاب، وقد تعيق قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلايا والدخول إليها. ويتوافر هذا المستخلص عادة في صورة شراب، أو مستخلص سائل، أو كبسولات، أو حلوى مطاطية.

وتحذر من تناول ثمار البيلسان النيئة أو غير الناضجة بسبب سميتها، داعية إلى الاكتفاء بالمنتجات التجارية المجهزة.

الزنجبيل

تشير ساندرز إلى أن الزنجبيل قد يساعد في تخفيف الغثيان، وتهيج الحلق، واحتقان الأنف، والالتهابات العامة المصاحبة للعدوى الفيروسية.

وتوضح أن مركباته النشطة، مثل الجينجيرولات والشوغولات، تمتلك خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة، وقد تساعد في تهدئة السعال وتوسيع المجاري التنفسية. كما أن المشروبات الدافئة المصنوعة من الزنجبيل الطازج قد تسهم في تحسين الترطيب وتخفيف الاحتقان.

ومع ذلك، تؤكد أن الزنجبيل ليس وسيلة وقائية ولا علاجًا بحد ذاته، بل عامل مساعد لتحسين الراحة خلال فترة المرض.

مكونات أخرى أقل شهرة

a bunch of black berries sitting on top of a wooden table
الكشمش الأسود يتميّز بغناه بفيتامين سي ومركبات البوليفينولات التي تدعم الاستجابة المناعية وتخفف الالتهاب. (Unsplash)

إلى جانب هذه العناصر الأساسية، أشارت ساندرز إلى ثلاثة مكونات أقل تداولًا لكنها قد تُحدث فرقًا ملموسًا:

الكشمش الأسود: وهو نوع من التوت الداكن المعروف بالإنجليزية باسم Blackcurrant، ويتميّز بغناه بفيتامين سي ومركبات البوليفينولات التي تدعم الاستجابة المناعية وتخفف الالتهاب.

الزعتر: قد يساعد في تهدئة السعال، خاصة ليلًا، كما أن أطعمة غنية بالكيرسيتين مثل التفاح والبصل تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والفيروسات، في حين قد يساعد الفلفل الحار على تخفيف انسداد الأنف.

الأناناس: يحتوي على إنزيم البروميلين، الذي قد يكون مهدئًا لالتهاب الحلق واحتقان الجيوب الأنفية.

دعم لا بديل

تنبه منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن هذه المكونات لا تمثل علاجات شافية، بل وسائل دعم قد تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الشعور العام خلال فترة المرض. ومع ذلك، تظل الراحة الجسدية، والترطيب الجيد، والدفء عوامل أساسية لا غنى عنها، خاصة في مواسم تنتشر فيها العدوى بوتيرة أعلى من المعتاد.

المصدر: ميرور


اقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة