العرب في بريطانيا | تدهور خطير في صحة ناشطة بال أكشن بعد إضراب مفتو...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

تدهور خطير في صحة ناشطة ” بال أكشن ” زهرة قصر بعد إضراب مفتوح عن الطعام

تدهور خطير في صحة ناشطة " بال أكشن " زهرة قصر بعد إضراب مفتوح عن الطعام
محمد سعد December 20, 2025

تدخل قضية الناشطة الشابة زُهرة قصر مرحلة بالغة الخطورة داخل السجون البريطانية، مع استمرار إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم الثامن والأربعين على التوالي. ويعكس هذا التطور تدهورًا خطيرًا في الحالة الصحية لناشطة «بال أكشن»، في ظل تحذيرات طبية متصاعدة من مخاطر وشيكة قد تصل إلى أضرار جسدية دائمة أو الوفاة، وسط مطالب متزايدة بتدخل عاجل لإنقاذ حياتها.

إضراب يدخل مرحلة حرجة

معتقلو “بال أكشن” يواصلون إضراباً جماعياً عن الطعام
معتقلو “بال أكشن” يواصلون إضراباً جماعياً عن الطعام

تبلغ زُهرة قصر من العمر 20 عامًا، وهي محتجزة على ذمة التحقيق في سجن برونزفيلد (HMP Bronzefield) في مقاطعة سَري، على خلفية قضايا مرتبطة بنشاطها ضمن حركة «بال أكشن» (Palestine Action).

وأفادت تقارير طبية بأن إضرابها عن الطعام دخل «مرحلة حرجة»، بعدما فقدت نحو سُبع وزنها، محذّرة من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى أضرار لا يمكن تلافيها في وظائف الجسم، وقد يصل إلى خطر الموت.

تحذيرات طبية من ضرر لا يمكن تداركه

قال الدكتور جيمس سميث، وهو طبيب في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، في تصريح لقناة (ITV News): إن التعقيد المتزايد للحالة الصحية للمضربين عن الطعام يتطلب إشرافًا طبيًّا متخصصًا ومنتظمًا، وقد يستدعي مراقبة مستمرة داخل المستشفى.

وأضاف أن الرعاية الطبية التقليدية لم تعد كافية في هذه المرحلة، في ظل طول مدة الإضراب والتدهور الواضح في المؤشرات الحيوية.

مخاوف من «موت مفاجئ»

ونقلت قناة (Channel 4) عن صديقة لزُهرة قصر، وهي طالبة في السنة الثانية بتخصص العلوم الاجتماعية في كلية لندن الجامعية (UCL)، أن جسمها دخل ما وصفته بـ«المرحلة القاتلة»، مشيرة إلى أنه لم يعد يمتلك الطاقة الكافية للحفاظ على وظائفه الحيوية، مع احتمال حدوث وفاة مفاجئة.

نقل إلى المستشفى بعد احتجاجات

ناشطة بال أكشن
تم نقل قصر إلى المستشفى  بعد احتجاجات استمرت 12 ساعة أمام السجن

نُقِلت الناشطة إلى المستشفى يوم الأربعاء، عقب احتجاج استمر أكثر من 12 ساعة أمام سجن برونزفيلد، شاركت فيه النائبة البرلمانية زارة سلطانة؛ للمطالبة بتوفير رعاية طبية عاجلة لها.

ووجّه المشاركون في الاحتجاج انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ونائبه ديفيد لامي، متهمين الحكومة بالتقاعس عن التدخل في ملف مضربي «بال أكشن» عن الطعام.

اتهامات بإهمال طبي

قالت مجموعة «سجناء من أجل فلسطين»: إن إدارة السجن رفضت في البداية السماح بدخول سيارة إسعاف إلى المنشأة.

وأفادت عائلة زُهرة قصر بأنها تُركت على الأرض نحو 20 ساعة قبل وصول الإسعاف، رغم معاناتها من آلام في الصدر، وضيق في التنفس، وآلام في البطن، إضافة إلى فقدان متكرر للوعي.

وسبق أن نُقلت الناشطة إلى المستشفى مرتين خلال فترة الإضراب.

استمرار الإضراب رغم الخطر

أكدت النائبة زارة سلطانة عبر منصة «إكس» أن عائلة زهرة قصر أبلغتها بأنها «آمنة حاليًّا»، لكنها لا تزال مستمرة في إضرابها عن الطعام.

وبدأت زُهرة إضرابها في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، إلى جانب السجينة آمي غاردينر-غيبسون، المعروفة باسم «آمو».

كما يشارك في الإضراب ناشطون آخرون هم: هبة المريسي، وكمران أحمد، وتيوتا هوكشا.

ووصف محاموهم هذا الإضراب بأنه الأكبر في بريطانيا منذ إضراب «إتش بلوك» عام 1981 في أيرلندا الشمالية.

خلفية القضية والتهم الموجهة

الشرطة البريطانية تعتقل محتجين في لندن ضد حظر "بال أكشن"
تلطيخ شركات متعاونة مع إسرائيل بالطلاء الأحمر من قبل ناشطي حركة بال أكشن

تُحتجز زُهرة قصر منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على خلفية اتهامها باقتحام مصنع تابع لشركة «إلبيت سيستمز» (Elbit Systems)، وهي شركة إسرائيلية لتصنيع الأسلحة.

وتواجه -إلى جانب ناشطين آخرين من «بال أكشن»- تهمًا تشمل السطو المشدد، والاضطراب العنيف، وإتلاف الممتلكات.

ومن المقرر أن تبدأ محاكمتها في نيسان/إبريل 2026، رغم أن الحد الأقصى للحبس الاحتياطي قبل المحاكمة في بريطانيا هو ستة أشهر.

وقد نفت زهرة قصر جميع التهم المنسوبة إليها.

تضامن نقابي وضغوط سياسية

أعرب اتحاد الجامعات والكليات (UCU) عن قلقه البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية للناشطة، داعيًا الحكومة إلى التحرك.

وقال الاتحاد في بيان: «نؤمن بالعدالة وبالحق في الاحتجاج، ونضم صوتنا إلى المطالبين بالإفراج عن هؤلاء السجناء بكفالة، وتمكينهم من قضاء أول عيد ميلاد لهم منذ عامين مع عائلاتهم».

كما طالب الاتحاد الحكومة بالاجتماع مع محامي السجناء؛ لمعالجة المخاوف القانونية والإنسانية المرتبطة باحتجازهم.

مطالب مضربي «بال أكشن»

يطالب المضربون عن الطعام بالإفراج عنهم بكفالة، ووقف تصنيف «بال أكشن» منظمةً إرهابية، وضمان تواصلهم المفتوح مع عائلاتهم ومحاميهم خارج السجن.

وكان تصنيف الحركة منظمةً إرهابية في تموز/يوليو الماضي قد فجّر موجة احتجاجات واسعة في أنحاء بريطانيا، تخللتها اعتقالات جماعية.

ورفع مئات المتظاهرين لافتات داعمة لفلسطين، ومنددة بالإبادة الجماعية في غزة، حيث استشهد أكثر من 70 ألف فلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

دلالات إنسانية وسياسية

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تدهور الحالة الصحية لناشطة «بال أكشن» يعيد طرح أسئلة عميقة عن حدود استخدام الحبس الاحتياطي، والتعامل مع الاحتجاج السياسي في القضايا المرتبطة بفلسطين. ومع دخول الإضراب عن الطعام مرحلة تهدد الحياة، تتحول القضية من ملف أمني إلى اختبار أخلاقي وقانوني لطريقة تعامل الدولة مع حرية التعبير والاحتجاج السلمي.

المصدر: نيو آراب


اقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة