العرب في بريطانيا | ناشطو بال أكشن المضربون عن الطعام يطالبون بلقاء...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

ناشطو بال أكشن المضربون عن الطعام يطالبون بلقاء عاجل مع السلطات البريطانية

بال أكشن
فريق التحرير December 19, 2025

دخل إضراب ناشطي حركة «بال أكشن» عن الطعام داخل السجون البريطانية مرحلة بالغة الخطورة، في ظل تحذيرات أطلقها أقاربهم من أن بعض المضربين باتوا يواجهون «خطرًا وشيكًا» على حياتهم، مطالبين السلطات البريطانية بعقد لقاء عاجل؛ لبحث الأزمة المتصاعدة.

ويأتي ذلك بعد أسابيع من انطلاق ما وُصف بأنه أكبر إضراب منسّق عن الطعام داخل السجون البريطانية منذ عقود.

مخاوف متصاعدة من خطر الموت داخل السجون

وبحسَب المعطيات المتاحة، فإن ثمانية من معتقلي حركة «بال أكشن»، المحتجزين على ذمة المحاكمة، بدؤوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ احتجاجًا على ما يقولون إنها معاملة قاسية، وللمطالبة بالإفراج عنهم بكفالة.

وقد أضرب بعضهم عن الطعام لنحو 47 يومًا، في تطور أثار قلقًا كبيرًا لدى عائلاتهم والأوساط الحقوقية والطبية.

وتتراوح أعمار المضربين بين 20 و31 عامًا، ويواجهون محاكمات على خلفية قضايا تتعلق بمزاعم “اقتحام مواقع أو إلحاق أضرار جنائية”، في إطار احتجاجات حركة «بال أكشن»، التي أقدمت الحكومة البريطانية على حظرها تحت ذريعة “قوانين مكافحة الإرهاب”.

ووفق مؤيدي الحركة، بدأ اثنان من المحتجين إضرابهما عن الطعام في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن ينضم إليهما آخرون خلال الأسابيع التالية.

وفي تطور لاحق، أوقف اثنان من المعتقلين إضرابهما مؤقتًا، فيما اضطر أحدهم إلى المشاركة في الإضراب يومًا بعد يوم؛ بسبب معاناته من مرض السكري، الأمر الذي ترك خمسة مضربين في وضع صحي بالغ الخطورة.

47 يومًا بلا طعام… تدهور صحي وتحذيرات طبية عاجلة

وفي شهادة مؤثرة، قالت إيلا مولسديل، أقرب الأقارب لإحدى المضربات عن الطعام، قيسر زهره، خلال حديثها للصحفيين في لندن: «إن اليوم هو اليوم السابع والأربعون، وأي يوم بعد اليوم الخامس والثلاثين يُعد مرحلة حرجة وشديدة من التجويع».

وأضافت الشابة البالغة من العمر 21 عامًا، وهي تذرف الدموع، أن هذه المرحلة «مميتة للغاية»، موضحة أن زهره فقدت 13 في المئة من وزنها خلال إضراب استمر قرابة سبعة أسابيع، ونُقلت إلى المستشفى مرتين؛ بسبب تدهور حالتها الصحية.

من جانبه أكد جيمس سميث -وهو طبيب طوارئ- أنه كان على تواصل مباشر مع بعض المضربين عن الطعام ومع أفراد من عائلاتهم. وخلال مؤتمر صحفي، أطلق تحذيرًا شديد اللهجة من «الخطر الوشيك على الصحة وخطر الموت الذي يواجهه جميع المضربين عن الطعام في هذه المرحلة». وأضاف بلهجة واضحة: «على هذا المسار، وببساطة، المضربون عن الطعام سيموتون».

وأشار سميث إلى أن مئات العاملين في مجال الرعاية الصحية بعثوا، يوم الخميس، رسالة مشتركة إلى وزير العدل البريطاني ديفيد لامي وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والصحيين، عبّروا فيها عن مخاوف جدية بشأن طريقة التعامل مع إضراب الناشطين، محذرين من العواقب الإنسانية والطبية لاستمرار الوضع على ما هو عليه.

خلفية قانونية وسياسية: حظر الحركة ومحاكمات معلّقة

في المقابل، وعند طرح القضية داخل البرلمان يوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء كير ستارمر: إن «القواعد والإجراءات» المعمول بها تُتَّبع بحذافيرها.

وفي السياق القانوني، كانت هدى عموري، الشريكة المؤسسة لحركة «بال أكشن»، قد تقدمت بطعن ضد قرار الحظر في تموز/ يوليو، ومن المنتظر أن يصدر قضاة المحكمة العليا حكمهم في وقت لاحق بشأن ما إذا كانوا سيؤيدون القرار الحكومي أم لا.

ويشير ناشطون إلى أن هذا التحرك داخل السجون يُعد الأكبر من نوعه في بريطانيا منذ إضراب عام 1981 الشهير، الذي نفذه سجناء الجيش الجمهوري الإيرلندي في أيرلندا الشمالية للمطالبة بالاعتراف بكونهم سجناء سياسيين.

آنذاك، كان بوبي ساندز أول عشرة مضربين جمهوريين إيرلنديين يفارقون الحياة بعد إضراب استمر 66 يومًا دون طعام.

مطالب المضربين ومساعٍ للوساطة في ظل صمت رسمي

وفي شهادة أخرى تعكس حجم القلق والغضب، قالت رحمة هوكسا -التي ترفض شقيقتها تويتا هوكسا الطعام منذ 40 يومًا- للصحفيين: «الدولة تركتهم يموتون، وهذا ما يفعلونه الآن». وأضافت أن شقيقتها «تشعر بضعف شديد، لكنها متمسكة بمطالبها إلى أن تُلبَّى».

وتشمل مطالب المعتقلين المضربين عن الطعام رفع الحظر الحكومي المفروض على حركة «بال أكشن»، إضافة إلى إغلاق شركة أسلحة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، قالت فرانشيسكا نادين، من مجموعة «السجناء من أجل فلسطين» التي تقود حملة دعم للمعتقلين الثمانية: إن «هذا الوضع يمكن إنهاؤه بأمان، إذا وافق وزير العدل ديفيد لامي على عقد اجتماع مع محاميهم».

بدوره أوضح الفريق القانوني الذي يتولى قيادة ملفات القضايا -بدعم من عدد من النواب، من بينهم السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين- أنه وجّه مرارًا رسائل إلى وزير العدل ووزارته طالبًا عقد اجتماع عاجل، إلا أن هذه الطلبات قوبلت بالرفض.

هذا ولم تصدر وزارة العدل البريطانية ردًّا فوريًّا على طلبات التعليق بشأن هذه التطورات. وفي ختام المشهد الإنساني القاتم، عبّرت شاهِمِينا علم، شقيقة المضرب عن الطعام كامران أحمد -الذي يرفض الطعام منذ 39 يومًا ونُقل إلى المستشفى مرتين- عن حالة القلق العميق التي تعيشها عائلته، قائلة: «لا أريد أن أتلقى المكالمة التي تفيد بأن أخي قد فارق الحياة بسبب هذا الإضراب عن الطعام. قلبه يتباطأ. فماذا ننتظر؟ أن يتوقف؟».

المصدر: ياهو


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة