تراجع لافت: جواز السفر البريطاني يتأخر في تصنيف أقوى جوازات 2026
لم تعد تصنيفات جوازات السفر مجرد قوائم رمزية أو مادة للفضول العام، بل تحوّلت إلى مؤشرات تعكس اتجاهات أوسع تتعلق بالضرائب، والحريات، وسهولة الحركة عبر الحدود. الإصدار الجديد من أحد أشهر هذه المؤشرات يسلّط الضوء على تحولات واضحة في مكانة دول تقليدية، ويضع جواز السفر البريطاني في موقع أدنى مما اعتاد عليه خلال السنوات الماضية.
جوازات السفر الأقوى عالميًا في 2026

كشف مؤشر جوازات السفر الصادر عن شركة نوماد كابيتاليست (Nomad Capitalist) عن ترتيب أقوى جوازات السفر في العالم لعام 2026، وهو تصنيف سنوي يقيس جاذبية الجنسيات حول العالم بالنسبة لرواد الأعمال والمستثمرين.
يعتمد المؤشر على تقييم 199 جنسية وفق خمسة معايير رئيسية: حرية السفر من دون تأشيرة، والنظام الضريبي المفروض على المواطنين، والصورة الذهنية عالميًا، والسماح بازدواج الجنسية، ومستوى الحريات الشخصية.
ووفقا للتقرير الذي نشرته صحفية ديلي ميل، تصدّر جواز السفر المالطي القائمة هذا العام، متقدمًا على مجموعة من الدول الأوروبية التي تقاسمت المركز الثاني، وهي اليونان وإيرلندا ورومانيا.
لماذا تصدّرت مالطا؟
جاءت مالطا في الصدارة بفضل مزيج متوازن من العوامل، أبرزها سهولة التنقل عالميًا، ووضوح السياسات الضريبية، واحترام ازدواج الجنسية، إلى جانب مستوى مرتفع من الحريات الفردية.
وتلتها اليونان، التي سجلت أعلى الدرجات في حرية السفر من دون تأشيرة، فيما حققت إيرلندا تقييمات قوية في الصورة الدولية ومستوى الحرية، بينما برزت رومانيا في مؤشر الحريات. وحصلت الدول الثلاث على أعلى تقييم متاح في ما يتعلق بالسماح بازدواج الجنسية.
وضمّت المراكز الخمسة الأولى أيضًا قبرص، التي نالت إشادة خاصة بفضل سياساتها المرنة في ما يتعلق بازدواج الجنسية ومستوى الحريات.
تراجع بريطاني حاد

في المقابل، تراجع جواز السفر البريطاني إلى المركز الخامس والثلاثين عالميًا، متقاسمًا المرتبة مع كندا وكوريا الجنوبية، بعد أن كان في المركز الحادي والعشرين في تصنيف العام الماضي.
وعزا التقرير هذا التراجع إلى الارتفاع الكبير في الأعباء الضريبية، وهو ما قلّص بشكل حاد جاذبية بريطانيا بوصفها قاعدة للثروات العالمية المتنقلة. كما حصلت بريطانيا على 40 نقطة فقط من أصل 50 في مؤشر الحريات.
الولايات المتحدة خارج المنافسة المتقدمة
حلّ جواز السفر الأميركي في المركز الثالث والأربعين، متأثرًا بنظامه الضريبي الفريد القائم على فرض الضرائب على أساس الجنسية، بما يشمل الدخل العالمي، إضافة إلى متطلبات الإبلاغ المالي المعقدة المفروضة على الأميركيين المقيمين خارج البلاد.
خريطة الجوازات المفضلة لرواد الأعمال

ضمّت قائمة أفضل جوازات السفر لرواد الأعمال والمستثمرين في عام 2026 عدة جوازات سفر أوروبية وظهور عربي.
حيث جاء جواز السفر المالطي في المركز الأول، فيما تشاركت إيرلندا واليونان ورومانيا المركز الثاني. وحلّت قبرص في المرتبة الخامسة، بينما تقاسمت بلغاريا والتشيك وإيطاليا ونيوزيلندا المركز السادس، في حين جاءت كل من المجر والإمارات العربية المتحدة في المركز العاشر. ويعكس هذا الترتيب هيمنة أوروبية واضحة على المراتب المتقدمة، مقابل حضور محدود لكنه لافت لدول غير أوروبية، في مقدمتها الإمارات، بوصفها نموذجًا بديلًا يجمع بين المرونة الاقتصادية وسهولة الحركة العابرة للحدود.
ما الذي تغيّر في عالم التنقل العالمي؟
قالت خاتيا غيلباخياني، مسؤولة النمو في نوماد كابيتاليست، إن تصنيف هذا العام يبيّن أن مفهوم التنقل العالمي يتغير بوتيرة أسرع بكثير مما تدركه الحكومات والأفراد على حد سواء.
وأضافت أن صعود مالطا إلى القمة في 2026 لم يكن مصادفة، بل نتيجة سنوات من السياسات المتسقة التي ركزت على وضوح القواعد الضريبية، واحترام ازدواج الجنسية، وتعزيز الحريات الفردية، وهي العوامل التي يبحث عنها رواد الأعمال والمستثمرون القادرون على التنقل عالميًا.
في المقابل، أشارت إلى أن قوى تقليدية مثل المملكة المتحدة تشهد تراجعًا واضحًا نتيجة قرارات سياسية تقلل المرونة، وتزيد من حالة عدم اليقين، أو تفرض قيودًا على رأس المال المتحرك، وهي عوامل تنعكس مباشرة في البيانات.
دلالات التراجع البريطاني
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تراجع ترتيب جواز السفر البريطاني لا يعكس أزمة فورية، بقدر ما يكشف مسارًا تراكميًا من السياسات الضريبية والتنظيمية التي أثّرت على صورة بريطانيا بوصفها وجهة مفضلة للإقامة والعمل العابر للحدود. وفي ظل منافسة متزايدة بين الدول على جذب الأفراد ذوي الدخل المرتفع والكفاءات المتنقلة، يبدو أن الحفاظ على المكانة الدولية بات مرتبطًا بقدرة الدول على تحقيق توازن دقيق بين الإيرادات، والحرية، والاستقرار التشريعي.
المصدر: ديلي ميل
اقرأ أيضاً
الرابط المختصر هنا ⬇
