العرب في بريطانيا | فيلم يكشف دعماً عسكرياً بريطانياً لإسرائيل خلال...

1447 رجب 2 | 22 ديسمبر 2025

فيلم يكشف دعماً عسكرياً بريطانياً لإسرائيل خلال هجوم غزة

فيلم يكشف دعماً عسكرياً بريطانياً لإسرائيل خلال هجوم غزة
اية محمد December 12, 2025

كشف فيلم وثائقي جديد من إنتاج منصة Declassified UK تفاصيل إضافية عن طبيعة التعاون العسكري البريطاني مع إسرائيل خلال عدوانها على غزة، مسلطًا الضوء على دور قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري بقبرص في تنفيذ رحلات مراقبة جوية فوق القطاع، في ظل انتقادات تتعلق بالسرية الرسمية البريطانية وحدود التحكم في كيفية استخدام إسرائيل للمعلومات الاستخبارية التي تتلقاها.

توثيق ميداني قرب قاعدة أكروتيري في قبرص

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)
العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

يحمل الفيلم عنوان Britain’s Gaza Spy Flight Scandal، ونُشر على يوتيوب مساء الخميس. ويتابع الفيلم صحافيي Declassified، فيل ميلر وأليكس موريس، خلال رحلة إلى قبرص في سبتمبر/أيلول، حيث صوّرا بالقرب من قاعدة أكروتيري التي تبعد عن تل أبي نحو 40 دقيقة بالطائرة. ويعرض العمل كيف أصبحت القاعدة نقطة انطلاق لرحلات مراقبة نفذتها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني فوق غزة خلال العدوان.

ويشير الفيلم إلى أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني نفذت مئات الطلعات فوق غزة طوال فترة العدوان، في حين واصلت وزارة الدفاع البريطانية التأكيد في تصريحاتها المتكررة أن تلك الرحلات مخصصة فقط لدعم عمليات “إنقاذ الرهائن”.

لكن الوثائقي يقول إن هذه المهمات اتسمت بقدر كبير من السرية، ومع مرور الوقت ظهرت معلومات تفيد بأن بريطانيا شاركت إسرائيل بمعلومات استخبارية، وبأنها التقطت مواد مصورة لغزة في أيام وقعت فيها هجمات إسرائيلية قُتل خلالها مواطنون بريطانيون.

أول لقطات لطائرة تجسس أمريكية مستأجرة لمصلحة سلاح الجو الملكي البريطاني

من أبرز ما يقدمه الفيلم عرضه أول لقطات مصوّرة لطائرة تجسس أمريكية مستأجرة لمصلحة سلاح الجو الملكي البريطاني وهي تقلع من قاعدة أكروتيري لتنفيذ مهمة فوق غزة.

ويأتي ذلك في سياق تطور آخر يتناوله الفيلم، إذ يذكر أنه بعد مئات الرحلات التي نفذها سلاح الجو الملكي البريطاني، تبيّن أن الجيش البريطاني بدأ بالاستعانة بمتعاقدين أمريكيين لتنفيذ جزء من هذه المهمات.

116 مهمة إضافية عبر متعاقدين… ومزاعم عن بث “بالزمن الحقيقي”

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)
العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

يوضح الوثائقي أن عدد مهمات المراقبة التي نفذها المتعاقدون الأمريكيون قد يكون أعلى مما كان معروفًا سابقًا، مشيرًا إلى احتمال وجود ما يصل إلى 116 مهمة إضافية لم تكن مُدرجة ضمن الأرقام المتداولة.

كما ينقل الفيلم عن مصادر -بحسَب 𝖣𝖾𝖼𝗅𝖺𝗌𝗌𝗂𝖿𝗂𝖾𝖽- أن طائرات التجسس استطاعت إنتاج لقطات عالية الدقة لغزة باستخدام أنظمة التصوير الراداري، وأن هذه المواد كان يمكن مشاركتها مع إسرائيل بالزمن الحقيقي.

قضية جيمس هندرسون: لقطات لدى وزارة الدفاع من يوم مقتله ورفض لنشرها

يتوقف الفيلم عند حادثة مقتل جيمس هندرسون، وهو جندي سابق في قوات المارينز الملكية، كان ضمن قافلة تابعة لمنظمة World Central Kitchen في غزة، قبل أن تتعرض لضربة إسرائيلية في الأول من إبريل/نيسان 2024 أسفرت عن مقتله إلى جانب ستة من عمال الإغاثة الدوليين.

وبحسَب الفيلم، تمتلك وزارة الدفاع البريطانية لقطات لغزة من يوم الحادث التقطتها طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، لكنها رفضت نشرها مستندة إلى استثناءات مرتبطة بـالأمن القومي.

والد الضحية: رفض نشر اللقطات “إهانة” وقد يوضح ما جرى على الأرض

العدوان على غزة
دمار غزة بفعل العدوان الإسرائيلي

ينقل الفيلم شهادة نيل هندرسون، والد جيمس، الذي قال إنه لا يفهم كيف يمكن لتلك اللقطات أن تمس أمن بريطانيا، واعتبر أن رفض وزارة الدفاع نشرها “إهانة”.

وأضاف أن نشرها قد يمنح العائلة فهمًا أفضل لما حدث على الأرض، مشيرًا إلى أنه يرى أن ذلك قد يثبت أن الإسرائيليين كانوا يراقبون القافلة، وأن الاستهداف كان متعمدًا، وفق ما ورد في الفيلم.

أسئلة Middle East Eye ورفض جديد بذريعة الأمن والدفاع

ويشير التقرير إلى أن منصة Middle East Eye تقدمت في أغسطس/آب بطلب بموجب قانون حرية المعلومات للسؤال عمّا إذا كانت وزارة الدفاع البريطانية تحتفظ بمقاطع فيديو التقطتها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني لهجومين إسرائيليين في غزة استهدفا مواطنين بريطانيين أو متطوعين يعملون لمصلحة مؤسسات خيرية بريطانية.

غير أن وزارة الدفاع رفضت الإفصاح عن المعلومات مرة أخرى، متمسكة باستثناءات تتعلق بالأمن القومي والدفاع. ومن بين الهجومين المذكورين، ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل ثمانية متطوعين يعملون لمصلحة مؤسسة Al-Khair Foundation في مارس/آذار من هذا العام أثناء نصبهم خيامًا للنازحين في بيت لاهيا شمال غزة.

جدل بشأن “إنقاذ الرهائن” وحدود التحكم في استخدام المعلومات

فيلم يكشف دعماً عسكرياً بريطانياً لإسرائيل خلال هجوم غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة (الأناضول/ Mustafa Hassona)

يركّز الفيلم كذلك على الاعتراضات بشأن تبرير وزارة الدفاع البريطانية أن المعلومات الاستخبارية تُستخدم حصريًّا لملف “إنقاذ الرهائن”.

ويظهر في الوثائقي ستيف ماسترز، وهو فني سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني، ليؤكد أن بريطانيا لا تستطيع التحكم في طريقة استخدام إسرائيل للمعلومات التي تحصل عليها، مضيفًا أن اللقطات التي قد تُشارك مع إسرائيل “كان يمكن بسهولة أن تُستخدم في الاستهداف العام”، بحسَب ما ورد في الفيلم.

احتجاجات في قبرص: “كل مرة تقلع فيها طائرة يُقتل فيها أطفال”

كما يوثق الفيلم احتجاجًا في قبرص ضد قاعدة أكروتيري ودورها في دعم إسرائيل. وتظهر في السياق السياسية القبرصية ميلاني ستيليو وهي تتحدث عن وقع تلك الرحلات على الرأي العام المحلي، قائلة: إن فكرة أن كل مرة تقلع فيها طائرة يُقتل خلالها أشخاص وأطفال “فاجعة ومثيرة للغضب”، قبل أن تضيف: “إنهم يقلعون من هنا… إنهم منطلقون في رحلة موت”، وفق تعبيرها في الفيلم.

وفقًا لمنصة العرب في بريطانيا (AUK)، فإن ما يطرحه هذا الفيلم يعيد تسليط الضوء على ضرورة الشفافية والمساءلة الديمقراطية فيما يتعلق بأي تعاون عسكري أو استخباري قد تكون له تبعات على حياة المدنيين وحقوق الإنسان. وترى المنصة أن تمسك وزارة الدفاع البريطانية بالسرية ورفض الإفصاح عن معلومات أساسية -وخصوصًا ما يتعلق بحوادث قُتل فيها مواطنون بريطانيون أو متطوعون مرتبطون بمؤسسات خيرية بريطانية- يثير أسئلة مشروعة عن مسؤولية بريطانيا الأخلاقية والسياسية، والحاجة إلى رقابة برلمانية وقضائية فعّالة؛ لضمان ألا تُستخدم قدرات الدولة الاستخبارية أو العسكرية في سياقات قد تُسهم في مزيد من الانتهاكات بحق المدنيين.

المصدر: ميدل إيست آي 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة