شتاء قاسٍ على بريطانيا: طفرة قياسية في الإنفلونزا تضرب مستشفيات الـNHS
تحذر السلطات الصحية في بريطانيا من أن خدمة الصحة الوطنية (NHS) تواجه موجة غير مسبوقة من الأمراض قبيل موسم عيد الميلاد، مع تسجيل حالات الإنفلونزا أعلى مستوياتها على الإطلاق في هذا الوقت من العام.
وأظهرت بيانات NHS إنجلترا أن 1,717 مريضًا دخلوا المستشفيات خلال الأسبوع الماضي وحده بسبب الإنفلونزا، بزيادة بلغت 56% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتشير التقديرات إلى أن بريطانيا قد تشهد أسوأ موسم إنفلونزا منذ عقود، ما يزيد الضغوط على المستشفيات، خصوصًا مع استعداد الأطباء المقيمين لخوض إضراب جديد لمدة خمسة أيام احتجاجًا على الرواتب وظروف العمل.
وأعلنت جمعية الأطباء البريطانية (BMA) الإضراب في الفترة من 17 إلى 22 ديسمبر، متهمة الحكومة بالفشل في تحقيق “تقدم كافٍ نحو اتفاق عملي بشأن الوظائف والأجور”.
ووصف وزير الصحة، ويس ستريتنج، الإضراب بأنه “غير مسؤول”، محذرًا من أن توقيته قبيل عطلات عيد الميلاد المصرفية، وفي ظل ما يُعرف بـ “أزمة الشتاء” في NHS، يمثل “درجة مختلفة من المخاطر” مقارنة بالإجراءات العمالية السابقة.
NHS تحت ضغط قياسي قبل الأعياد مع موجة إنفلونزا وإضراب محتمل

ومن جانبه، وصف المدير التنفيذي لـNHS إنجلترا، السير جيم ماكي، قرار الأطباء بالإضراب بأنه “قاسي” و”مصمم لإحداث الفوضى في وقت يبذل فيه النظام الصحي كل جهوده لضمان سلامة المرضى”. وأضاف خلال اجتماع لمجلس الإدارة يوم الخميس: “لقد تسبب الإضراب المخطط له في شعور حقيقي وملموس بالغضب والإحباط بين الزملاء، وآمل أن نجد وسيلة لتجنّب ذلك.”
وتظهر أحدث بيانات الإنفلونزا أن عدد المرضى في المستشفيات هذا الشتاء أعلى سبع مرات مقارنة بعام 2023، الذي شهد متوسط 243 مريضًا يوميًا.
وقال دانيال إلكيليس، الرئيس التنفيذي لـNHS Providers: “تواجه NHS موجة مدمرة من الإنفلونزا. من المقلق رؤية هذه الأرقام على أعلى مستوياتها لهذا الوقت من العام، ولا تزال في ارتفاع، خصوصًا مع الأمراض الشتوية الأخرى التي تضيف مزيدًا من الضغط على النظام الصحي.” وأضاف: “آخر ما يحتاجه المرضى الآن هو إضراب جديد للأطباء المقيمين، ما سيزيد من الإرباك والمعاناة. نحن نحث جمعية الأطباء البريطانية على التراجع والجلوس مع الحكومة لإنهاء النزاع، حتى نتمكن من تكثيف الجهود خلال الأسابيع القليلة المقبلة قبل عيد الميلاد.”
ويبدأ موسم الإنفلونزا هذا العام مبكرًا مقارنة بالمعتاد، ولم يصل بعد إلى ذروته، ما يعني أن الضغط على المستشفيات سيستمر ويزداد مع اقتراب موسم الأعياد.
استعدادات مبكرة لمواجهة المخاطر الصحية قبل نهاية العام

قالت سارة وولنو، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة King’s Fund : “تشير البيانات إلى أن NHS على أعتاب أصعب فترة من العام، مع تزايد الضغوط على خدمات الصحة والرعاية من كل الاتجاهات. موجات الإنفلونزا المرتفعة والإضرابات العمالية تزيد العبء على نظام يكافح بالفعل لتقديم الرعاية في الوقت المناسب. ومع بداية موسم الإنفلونزا المبكر هذا العام، لا يزال من المبكر تقدير مدى استمرار هذه الموجة.”
بدوره، أكد البروفيسور جوليان ريدهد، المدير الطبي الوطني للطوارئ والرعاية العاجلة في NHS، أن حالات الإنفلونزا بلغت مستويات مرتفعة بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الأرقام الأخيرة “تعكس أعظم مخاوفنا، إذ تستعد الخدمة الصحية لموجة إنفلونزا شديدة هذا الشتاء”. وأضاف: “رغم استعداد NHS المبكر، قد يؤدي تزامن تفاقم الحالات مع الإضرابات إلى ضغوط كبيرة على كوادرنا خلال الأسابيع المقبلة.”
وختم ريدهد بالتحذير من التأخير في تلقي اللقاح: “مع بقاء أسابيع قليلة قبل عيد الميلاد، يُنصح كل من يحق له الحصول على اللقاح بالمبادرة لتلقيه لضمان أقصى حماية.”
الوضع الحالي يعكس تحديات مركبة تواجه الـNHS هذا الشتاء، ما يستدعي اهتمامًا عاجلًا لتخفيف الضغط على المستشفيات وحماية المرضى. حل النزاع مع الأطباء المقيمين سيكون خطوة مهمة، إلى جانب تشجيع التوعية بأهمية التطعيم ضد الإنفلونزا، لضمان قدرة النظام الصحي على مواجهة الموجة الحالية بكفاءة وتقليل المخاطر على حياة المرضى.
المصدر : The Independent
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
