العرب في بريطانيا | رجل أعمال بريطاني يقرر الاستقرار في دبي.. هل يك...

1447 جمادى الأولى 30 | 21 نوفمبر 2025

رجل أعمال بريطاني يقرر الاستقرار في دبي.. هل يكون آخر رواد التكنولوجيا المغادرين؟

WhatsApp Image 2025-11-17 at 11.09.00 (1)
اية محمد November 17, 2025

اتخذ رائد الأعمال والمستثمر البريطاني هيرمان نارولا قرارًا حاسمًا بمغادرة بريطانيا والاستقرار في دبي، مع أنه أحد أبرز صُنّاع التكنولوجيا في البلاد وممن أسهموا في إتاحة وظائف وتعزيز اقتصاد بريطانيا. وجاء القرار نتيجة ما وصفه بـ”غياب البيئة المناسبة” لريادة الأعمال، إضافة إلى مخاوف أثارتها نقاشات حكومية بشأن فرض “ضريبة خروج” على الأثرياء الذين يتركون البلاد.

رجل أعمال ناجح.. وغياب الاستقرار يدفعه للرحيل

رجل أعمال (أنسبلاش)
رجل أعمال (أنسبلاش)

يبلغ نارولا 37 عامًا، وُلد في الهند ونشأ في بريطانيا منذ سن الثانية، وتعلّم في مدرسة هابرداشرز بويز قبل أن يتخرج من جامعة كامبريدج. ورغم جذوره البريطانية وتأسيسه شركات دفعت ضرائب بقيمة ملايين الباوندات ووفّرت وظائف عالية الأجر، قرر الرحيل نهائيًّا.

ثروة نارولا تُقدّر بـ780 مليون باوند، وفق قائمة صنداي تايمز للأثرياء لهذا العام، وجاء اسمه في المرتبة الرابعة ضمن تصنيف “أفضل 40 شخصية تحت سن الأربعين”.

شرارة الرحيل: خطة حكومية لفرض “ضريبة خروج”

بدأ التوتر بعد تسريب يفيد بأن وزيرة المالية راشيل ريفز تفكر في فرض “ضريبة خروج” على الأشخاص الذين يغيرون موطنهم الضريبي. وكانت الفكرة مستوحاة من انتقال نيك ستورونسكي، أحد مؤسسي ريفولت، إلى الإمارات، ما قد يجنّبه دفع ضريبة أرباح رأسمالية تقارب 3 مليارات باوند.

الخطة كانت تقضي بفرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية غير المحققة، أي حتى دون بيع الأصول. يقول نارولا: “الأمر جنوني برمته… يُطلب مني دفع ضريبة على أسهم لم أبعها أصلًا”.

ومع أن الحكومة تراجعت لاحقًا عن الفكرة، فإن الضرر كان قد وقع، إذ رأى رواد أعمال كثر أن مجرد التفكير بهذا الإجراء يُفقد الحكومة مصداقيتها ويُشعل مخاوف المستثمرين.

تأثيرات على الأسواق وثقة المستثمرين

المقترحات الحكومية غير المستقرة، وطرح أفكار ضريبية ثم التراجع عنها، أثارت ارتباكًا في الأسواق المالية. فبعد إعلان التراجع عن رفع ضريبة الدخل، قوبلت بريطانيا برفع في أسعار الفائدة عالميًّا؛ بسبب مخاوف تتعلق بالانضباط المالي.

ويؤكد نارولا أن بيئة الأعمال في بريطانيا أصبحت طاردة؛ نتيجة زيادة الضرائب، وارتفاع الأعباء على الشركات، وتوسيع حقوق العمال بطريقة تثقل كواهل المستثمرين.

نزيف المواهب: رواد أعمال يغادرون تباعًا

لم يكن نارولا الوحيد. فلويس مورغان، الشريك المؤسس لـ(Gymshark)، انتقل إلى دبي مع عائلته بعد تحقيقه أرباحًا تجاوزت 100 مليون باوند.

يرى مورغان أن دبي تقدم فرص استثمار أكبر، وأسلوب حياة أفضل، وأمانًا أعلى، وصفر ضرائب، وهو ما أصبح يجذب موجة من رواد الأعمال البريطانيين الشباب.

ويقول: “بمجرد بدء الانهيار الجليدي يصبح من المستحيل إيقافه”.

ورائد أعمال آخر فضّل عدم ذكر اسمه، أعلن انتقاله إلى برشلونة، مستفيدًا من الحوافز الضريبية الإسبانية الواسعة لرواد الأعمال الأجانب.

بين الابتكار والقلق: نارولا يدافع عن رواد الأعمال

دبي
دبي

يقول نارولا: إن المجتمع البريطاني أصبح ينظر إلى رواد الأعمال على أنهم “جشعون” أو “مهووسون بالثروة”، أما في الواقع فهم أشخاص يخاطرون برؤوس الأموال لبناء شركات توفر وظائف وتولد ضرائب ضخمة.

ويشرح أن شركته (Improbable) أسهمت في بناء شركات تكنولوجية متقدمة، بينها شركة تكنولوجيا دفاعية ساعدت الجيش البريطاني في دعم أوكرانيا، ما أدى إلى فرض عقوبات روسية عليه.

“دبي هي المكان الأفضل الآن”… أسلوب حياة يعتمد على العمل وحده

يقر نارولا بأنه غير مرتبط ببريطانيا من الناحية الاجتماعية أو الثقافية. حياتُه، كما يقول، مكرّسة للعمل فقط، وهو يقضي معظم وقته في المطارات، ولا يتوقف عن بناء الشركات.

أما الممتلكات العائلية التي يعيش فيها، ويشمل ذلك اللوحات والسجاد العتيق، فلا تعني له شيئًا كما كشف خلال المقابلة. ويؤكد أن المكان الجذاب بصريًّا لا يهمّه بقدر ما يهمّه المكان الذي يمكنه من خلاله “تغيير العالم”.

الإطار العالمي: دول تستقطب رواد الأعمال بدلًا من طردهم

يرى رواد الأعمال الذين يغادرون بريطانيا أن العولمة فتحت الباب أمامهم لاختيار الدول التي تُقدّر قيمتهم، فيما يبدو أن دولًا مثل الإمارات وإسبانيا تُقدّم لهم الحوافز التي لا يجدونها في وطنهم.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن قضية رحيل رواد الأعمال البريطانيين نحو مراكز عالمية مثل دبي وبرشلونة تُبرِز عقبات بنيوية أعمق في بيئة الاستثمار داخل بريطانيا. فالتقلبات الضريبية، وغياب الرؤية الواضحة، وعدم استقرار السياسات الاقتصادية تُضعف قدرة بريطانيا على المنافسة في جذب المواهب ورؤوس الأموال.

المصدر: التايمز


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة