العاصفة كلوديا تصل بريطانيا وسط مخاوف من فيضانات واضطرابات في السفر
أصدرت هيئة الأرصاد البريطانية تحذيرًا مناخيًا بلون أصفر مائل للبرتقالي لعدد من مناطق إنجلترا وويلز، مع بدء تأثيرات العاصفة “كلوديا” التي يُتوقّع أن تجلب أمطارًا غزيرة قد تصل إلى 150 ملم في بعض المناطق، ما يرفع احتمالات الفيضانات بشكل كبير.
ويستمر التحذير من منتصف النهار وحتى نهاية اليوم، ويشمل مناطق من ويلز، والغرب الأوسط، وجنوب غرب إنجلترا، والجنوب الشرقي، وشرق البلاد.
العاصفة، التي سُمّيت من قبل هيئة الأرصاد الإسبانية، تسببت كذلك في إطلاق تحذيرات مناخية في كل من إسبانيا والبرتغال، حيث بدأت تأثيراتها بالظهور على جزر الكناري.
توقعات باضطرابات واسعة في السفر وانقطاعات للكهرباء

وتشير بيانات مكتب الأرصاد إلى أن العاصفة قد تتسبب في اضطرابات كبيرة على شبكات النقل، إضافة إلى احتمالية وقوع انقطاعات في التيار الكهربائي وحدوث فيضانات.
ووفقًا لتحذير إضافي بلون أصفر مائل للبرتقالي، من المتوقع أن تشهد المناطق الجنوبية من بريطانيا هطولًا يتراوح بين 30 و50 ملم، بينما قد تصل الكمية إلى 80 ملم في أجزاء من شرق ويلز ووسط إنجلترا. أما الجنوب الأقصى لإنجلترا فقد يتجنب أسوأ الظروف.
ويؤدي تدفّق الرياح الشرقية إلى رفع معدلات الهطول على التلال المواجهة للشرق، خصوصًا في جنوب شرق ويلز، حيث يمكن أن تصل الأمطار إلى 150 ملم.
شهر كامل من الأمطار خلال يوم واحد
قال كبير خبراء الأرصاد في المكتب، ماثيو لينرت، إن العاصفة “كلوديا” ستجلب أمطارًا شديدة على نطاق واسع يمتد عبر وسط وجنوب إنجلترا وويلز، بدءًا من الجمعة وحتى السبت، مضيفًا أن بعض المناطق قد تشهد ما يعادل كمية أمطار شهر كامل خلال 24 ساعة فقط، خصوصًا مع بطء حركة السحب.
هيئة الأرصاد الإيرلندية “ميت إيرن” أصدرت بدورها تحذيرات لمناطق عدة في إيرلندا، مع توقع هطولات غزيرة في الجنوب الشرقي نهاية الأسبوع.
إضافة إلى الأمطار، ستصاحب العاصفة رياح شرقية قوية، قد تصل سرعتها إلى 70 ميلًا في الساعة في شمال غرب إنجلترا وشمال غرب ويلز.
تحذيرات بيئية ونصائح بعدم السفر

أفادت وكالة البيئة البريطانية بأن ثلاثة تحذيرات من الفيضانات قائمة حتى الساعة الثانية صباحًا، أحدها في مخيم كيسويك في منطقة البحيرات، واثنان على نهر إيدن في كارلايل.
وقالت وزيرة الفيضانات إيما هاردي إنها على تواصل مستمر مع وكالة البيئة لمتابعة الاستجابة للتقلبات الجوية المتوقعة، مؤكدة أن السلطات المحلية وخدمات الطوارئ تتخذ إجراءات لحماية المجتمعات السكنية.
كما نصحت جمعية السيارات البريطانية AA بعدم السفر في هذه الظروف “الخطيرة”، مشددة على خطورة القيادة في مياه الفيضانات حتى وإن كانت ضحلة، ودعت المسافرين لمتابعة التحديثات أولًا بأول.
تغيّر في الكتلة الهوائية خلال عطلة نهاية الأسبوع
يتوقع الخبراء أن يشهد شمال بريطانيا كتلة هوائية أكثر برودة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع احتمالية حدوث صقيع ليلي. ورغم استمرار بعض الزخات المطرية، إلا أن الطقس سيكون أكثر جفافًا وإشراقًا نسبيًا.
أما جنوب البلاد فسيبدأ عطلة نهاية الأسبوع بظروف غائمة وممطرة، فيما تستمر الأجواء المعتدلة في الجنوب الأقصى. ومع تقدم الأيام، ستتراجع الأمطار تدريجيًا وتتجه نحو الجنوب، بينما تنتشر الأجواء الأكثر جفافًا وبرودة من الشمال إلى مختلف مناطق البلاد مع بداية الأسبوع المقبل.
ومطلع الأسبوع القادم، ستنخفض درجات الحرارة بشكل حاد، خاصة في الشمال والشرق، مع احتمالية تسجيل أول تساقط للثلوج هذا الموسم في بعض المناطق.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن العاصفة “كلوديا” تمثل مثالًا جديدًا على ازدياد التقلبات المناخية التي باتت تضرب أوروبا بوتيرة أعلى، ما يستدعي تعزيز خطط الطوارئ والبنية التحتية القادرة على مواجهة كميات الأمطار الكبيرة وخطر الفيضانات. وتؤكد المنصة أهمية التزام السكان بإرشادات السلامة، وتجنب السفر خلال التحذيرات الجوية، خصوصًا في ظل التحولات المناخية التي تجعل الظروف أكثر تقلبًا وصعوبة في التنبؤ. كما تحث المنصة على تعاون أكبر بين الجهات الرسمية لتحسين أنظمة الإنذار المبكر، ودعم المجتمعات المتضررة، والاستثمار في حلول طويلة الأمد للحد من آثار الظواهر الجوية المتطرفة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضا:
الرابط المختصر هنا ⬇
