نجا الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون من تهمة تتعلق بالإرهاب، بعد أن قضت محكمة بريطانية ببراءته من مخالفة قانون مكافحة الإرهاب إثر رفضه تسليم الشرطة رمز المرور الخاص بهاتفه أثناء تفتيش أمني عند الحدود في تموز/ يوليو 2024.
وكان روبنسون، البالغ من العمر 42 عامًا ويحمل الاسم الحقيقي ستيفن ياكسيلي-لينون (Stephen Yaxley-Lennon)، قد أُوقف أثناء قيادته سيارة بنتلي بينتايغا (Bentley Bentayga) فاخرة في طريقه إلى منتجع بنيدورم (Benidorm) السياحي في إسبانيا، عندما أوقفه ضباط شرطة في نفق المانش بمدينة فولكستون (Folkestone) يوم 28 تموز/ يوليو 2024، وفق ما استمعت إليه محكمة ويستمنستر الجزئية (Westminster Magistrates’ Court).

وخلال جلسات المحاكمة، أوضح الادعاء أن عناصر الشرطة اشتبهوا في تصرفات روبنسون بسبب “إجاباته المراوغة” بشأن وجهته وأسباب سفره، ما دفعهم إلى طلب الوصول إلى هاتفه المحمول آيفون بموجب البند السابع من قانون مكافحة الإرهاب البريطاني (Schedule 7 of the Terrorism Act)، الذي يمنح السلطات صلاحيات واسعة لتوقيف أي شخص يعبر الموانئ أو المطارات البريطانية “بغرض تحديد ما إذا كان ضالعًا في أعمال إرهابية أو يعتزم ارتكابها أو التحضير لها”.
إلا أن روبنسون رفض تسليم رمز المرور الخاص بهاتفه، مبررًا ذلك بأنه يحتوي على “مواد صحفية” تتعلق بعمله الإعلامي، على حد قوله. وزعم محاميه أمام المحكمة أن “الشرطة تجاوزت حدود صلاحياتها”، واصفًا تصرفها بأنه “رحلة صيد” بحثًا عن أي دليل محتمل دون وجود شبهات حقيقية، كما أشار إلى أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) لم يقدم أي معلومات أو أدلة تشير إلى أن موكله متورط في أنشطة إرهابية.
واستمرت المحاكمة على مدى يومين، استعرضت خلالها المحكمة ملابسات التوقيف وطبيعة الإجراءات التي اتبعتها الشرطة، قبل أن تصدر حكمها ببراءة روبنسون من التهمة الموجهة إليه.

ويُعد تومي روبنسون شخصية مثيرة للجدل في بريطانيا، إذ اشتهر بتأسيسه حركة رابطة الدفاع الإنجليزية (English Defence League) المعروفة بخطابها المعادي للمسلمين والمهاجرين. وقد سبق أن تعرض لعدة ملاحقات قضائية تتعلق بخطاب الكراهية وخرق أوامر قضائية، لكنه لا يزال يحظى بقاعدة دعم محدودة بين أنصار اليمين المتطرف.
كما أدين روبنسون في قضايا مختلفة تتعلق بالبث المباشر أو تسجيل مقاطع فيديو أثناء محاكمات حساسة، ما أدى إلى سجنه لفترات قصيرة، إلى جانب تعرضه لتحقيقات بشأن أحداث عنف والتدخل في إجراءات العدالة. ومع ذلك، لم تُثبت ضده أي تهم مرتبطة مباشرة بالإرهاب، رغم متابعة السلطات له بسبب خطاباته المثيرة للجدل ونشاطه في التحريض المستمر ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا.
وترى منصة العرب في بريطانيا أن شخصية روبنسون وسجل نشاطاته المعروف بالخطاب المعادي للمسلمين والمهاجرين يجعل من براءته في قضية رفض تسليم هاتفه أمرًا لا يُغيّر من حقيقة أفكاره وتصرفاته المتطرفة. فقد سبق له استغلال قضايا قانونية وأحداث مثيرة للجدل لتعزيز شعبيته بين أنصار اليمين المتطرف، مما جعل نشاطاته محل متابعة مستمرة في وسائل الإعلام البريطانية والعالمية.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
- إيلون ماسك يدفع أتعاب محامي المتطرف تومي روبنسون
- إلى تومي روبنسون.. هكذا يعيش طالبو اللجوء
- تصريح متطرف.. ضياء يوسف من حزب ريفورم: كوربين أسوأ من تومي روبنسون
