تقارير: شركة نفط اسكتلندية تساعد إسرائيل في نهب الغاز الفلسطيني
كشفت تقارير بريطانية أن شركة «دانا بتروليوم» الاسكتلندية، المملوكة للمؤسسة الوطنية الكورية للنفط (KNOC)، حصلت على ترخيص من الحكومة الإسرائيلية للتنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة، في خطوة أثارت غضبًا واسعًا بين منظمات حقوقية وبيئية في بريطانيا وكوريا الجنوبية، وسط اتهامات للشركة بالتربّح من «نهب الموارد الفلسطينية تحت الاحتلال».
وبحسب المعلومات، منحت وزارة الطاقة الإسرائيلية في أكتوبر 2023 “تراخيص” بغير حق لست شركات، من بينها «دانا بتروليوم» التي تتخذ من مدينة أبردين مقرًّا لها، لاستكشاف مناطق بحرية تقع على بعد 17 ميلًا فقط من سواحل غزة، وذلك بعد أسابيع قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
نشطاء: الشركة تتواطأ في جرائم الاحتلال
قالت منظمات تضامن اسكتلندية إن الشركة «تشارك بشكل مباشر في منح الشرعية للاحتلال الإسرائيلي»، من خلال التنقيب في مياه تقع ضمن الحدود البحرية التي أعلنتها السلطة الفلسطينية رسميًّا للأمم المتحدة عام 2015، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وأكدت منظمات حقوقية فلسطينية، بينها «الحق» و«الميزان» و«عدالة» و«المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان»، أن أكثر من نصف المناطق التي تشملها “التراخيص الإسرائيلية” تقع داخل الحدود البحرية الفلسطينية المعترف بها دوليًا.
وفي فبراير 2024، وجّهت هذه المنظمات رسالة تحذيرية إلى «دانا بتروليوم» وبقية الشركات المشاركة، أكدت فيها أنها ستستخدم «كل الوسائل القانونية المتاحة» إذا واصلت الشركات تنفيذ أي عمليات استكشاف أو استخراج في تلك المناطق. كما طالبتها بالانسحاب الفوري من جميع المشاريع المرتبطة بالتراخيص الإسرائيلية، مشددة على أن ما تقوم به تل أبيب يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
دعوات في اسكتلندا لانسحاب فوري من الصفقة
في اسكتلندا، طالب نشطاء البيئة وحركات التضامن مع فلسطين الشركة بالتراجع عن الصفقة، مؤكدين أن مشاركتها تُعد تواطؤًا في انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وقال ديف بلاك، منسق حملة «الفصل العنصري في الطاقة» التابعة لحملة التضامن الاسكتلندية مع فلسطين:
«دانا بتروليوم متورطة في منح إسرائيل شرعية لا تملكها، عبر المشاركة في استخراج موارد فلسطينية مسروقة، في وقت تُتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة راح ضحيتها أكثر من 67 ألف مدني منذ أكتوبر 2023».
غضب كوري من تورّط شركة وطنية
وفي كوريا الجنوبية، أدانت منظمات المجتمع المدني مشاركة المؤسسة الوطنية الكورية للنفط – المالكة لشركة دانا – في المشروع الإسرائيلي.
وقالت بورا نون، المتحدثة باسم حملة «التحرك العاجل من المجتمع المدني الكوري تضامنًا مع فلسطين»:
«من المخزي أن نرى شركة كورية عامة تُسهم في نهب موارد فلسطين، في وقت ما تزال فيه كوريا تحمل ذاكرة مريرة من الاستعمار».
وأضافت: «نطالب المؤسسة الوطنية والحكومة الكورية بوقف هذا النهب الاستعماري لمياه فلسطين فورًا».
الطاقة كسلاح ضد الفلسطينيين
انضم نشطاء البيئة في أبردين إلى الدعوات المطالبة بانسحاب الشركة، مشيرين إلى أن إسرائيل استخدمت الطاقة كسلاح ضد الفلسطينيين على مدى عقود.
وقال سكوت هيريت، من منظمة «أصدقاء الأرض» في اسكتلندا: «نطالب دانا بتروليوم بإنهاء تعاونها مع إسرائيل، لأن الطاقة كانت دائمًا أداة للهيمنة، من قطع الكهرباء إلى رفع الأسعار. والآن، بعد الحرب على غزة، تستغل إسرائيل موارد بحرية ليست لها».
كما دعا هيريت موظفي الشركة إلى الضغط على إدارتهم لوقف التعاون مع تل أبيب.
مطالبات بموقف حكومي أكثر صرامة
الحزب الأخضر الاسكتلندي أدان بدوره مشاركة «دانا بتروليوم» في المشروع، واعتبر أن «أي تعاون اقتصادي مع نظام متهم بارتكاب جرائم حرب هو مشاركة في الجريمة ذاتها».
وأضاف أن البرلمان الاسكتلندي صوّت مؤخرًا لصالح مقاطعة إسرائيل، داعيًا الحكومة إلى «تحويل الأقوال إلى أفعال» وفرض عقوبات على الشركات التي تواصل جني الأرباح من الاحتلال.
استبعاد الفلسطينيين من ثرواتهم
ويُذكر أن الفلسطينيين لم يُمنحوا حتى اليوم حق استغلال مواردهم الطبيعية، رغم اكتشاف حقل غاز قبالة سواحل غزة عام 1999، يُقدّر أنه يمكن أن يدر نحو 3 مليارات باوند بالأسعار الحالية، وفقًا لخبير الطاقة البريطاني مايكل بارون.
وبينما تحوّلت إسرائيل ومصر خلال السنوات الأخيرة إلى دولتين مصدّرتين للغاز في شرق المتوسط، ظل الفلسطينيون محرومين من استغلال ثرواتهم، نتيجة الحصار الإسرائيلي وسيطرته العسكرية على مياههم الإقليمية.
وقد رفضت شركة «دانا بتروليوم» حتى الآن التعليق على هذه التقارير أو الرد على الاتهامات الموجهة إليها.
المصدر: thenational
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
