أفضل المدن البريطانية من حيث سهولة توفير دفعة شراء منزل لعام 2025

تشير دراسة حديثة إلى اتساع الفجوة بين المدن البريطانية في مدى قدرة المشترين لأول مرة على توفير الدفعة الأولى لشراء منزل، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة إسكان متفاقمة وتفاوتًا حادًا بين الدخول والأسعار.

فبحسب تقرير صادر عن شركة housebuyers4u، تختلف فرص التملك بشكل كبير بين مناطق المملكة المتحدة، إذ يحتاج سكان بعض المدن مثل لندن إلى ما يزيد على أربعة عقود من الادخار لتأمين دفعة مقدمة بنسبة 25%، بينما لا تتجاوز هذه المدة خمس سنوات في مناطق أخرى أكثر يسراً.

ستوك أون ترينت تتصدر المدن الأكثر ملاءمة للتملك

أظهرت نتائج الدراسة أن مدينة ستوك أون ترينت تعد من أكثر المدن البريطانية ملاءمة للمشترين الجدد، إذ يبلغ متوسط سعر المنزل المنفصل فيها نحو 229 ألف باوند، ويكفي نحو أربع سنوات من الادخار المنتظم لتوفير الدفعة الأولى المطلوبة.

ويستفيد سكان المدينة من دخل أسري وسطي يبلغ نحو 57,815 باوند، ومن أسعار إيجارات أقل من المعدل الوطني، ما يجعل التملك هدفًا واقعيًا.

كما جاءت مدن كينغستون أبون هال ودورهام وديربي وسندرلاند ودونكاستر ضمن قائمة المناطق التي يمكن فيها توفير دفعة الشراء خلال فترة تتراوح بين أربع وخمس سنوات ونصف فقط، مما يجعلها وجهات جذابة للشباب والعائلات الباحثة عن استقرار طويل الأمد.

لندن في الصدارة من حيث الصعوبة

في المقابل، تُعد ويستمنستر من أصعب المناطق على الإطلاق للمشترين لأول مرة، إذ يحتاج الراغبون في شراء منزل هناك إلى أكثر من 41 عامًا من الادخار لتأمين دفعة أولى بنسبة 25%.

ويبلغ متوسط سعر المنازل المنفصلة في المنطقة أكثر من 4 ملايين باوند، في حين لا يتجاوز متوسط الدخل السنوي للأسر 97 ألف باوند.

ولم تكن باقي أحياء لندن أفضل حالًا، إذ تصدرت مناطق مثل هارينغي وكامدن وواندسورث وميرتون قائمة الأماكن التي تتطلب فترات ادخار تتراوح بين 34 و39 عامًا، ما يعكس عمق أزمة الإسكان في العاصمة وابتعاد أسعار العقارات فيها عن متناول معظم السكان.

أزمة السكن بين الطموح والواقع

يرى خبراء الإسكان أن هذه الفوارق الشاسعة تؤكد أن سوق العقارات في لندن بات بمثابة حصن مغلق أمام المشترين الجدد، نتيجة الارتفاع المفرط في الأسعار مقارنة بمستويات الأجور.

وتشير تقديرات شركة Unbiased إلى أن متوسط الدفعة الأولى المطلوبة في بريطانيا بلغ 68 ألف باوند عام 2025، في ظل استمرار التضخم وتشدد البنوك في شروط الإقراض.

كما أوضحت بيانات وكالة Hamptons أن من يتقاضى نحو 30 ألف باوند سنويًا يحتاج إلى أكثر من 11 عامًا من الادخار لتجميع الدفعة الأولى، في وقت لا تزال الأجور فيه عاجزة عن مواكبة تكاليف المعيشة المتزايدة.

في المقابل، كشفت بيانات Barclays Property Insights عن تراجع نسبة المستأجرين القادرين على الادخار لشراء منزل من 31% في مطلع 2025 إلى 17% منتصف العام، بسبب الارتفاع الحاد في الإيجارات الذي طال نحو ثلثي المستأجرين، ما قلّص قدرتهم على الادخار بشكل كبير.

أما المشترون الذين يعيشون مع عائلاتهم بدلًا من الاستئجار، فيمكنهم تقليص مدة الادخار بأكثر من أربع سنوات، ما يسلّط الضوء على الفوارق المتزايدة بين فئات الشباب من حيث الظروف المعيشية والفرص المتاحة لدخول سوق العقارات.

وأزمة السكن في المملكة المتحدة لم تعد مجرد قضية اقتصادية، بل تحولت إلى تحدٍّ اجتماعي يعمّق الفجوة الطبقية ويقوّض آمال جيل كامل في التملك والاستقرار.

وعلى الحكومة البريطانية إلى تبنّي سياسات إسكانية أكثر عدالة تعيد التوازن بين الدخل والأسعار، وتحد من المضاربات العقارية التي جعلت امتلاك منزل حلمًا بعيد المنال لكثيرين من أبناء الطبقة المتوسطة.

إقرأ أيضًا:

• دراسة: امتلاك منزل في هذه المدن البريطانية أوفر من استئجاره
• تحذير عاجل لمستخدمي ماكينات القهوة المنزلية: بعضها “أكثر قذارة من مقعد المرحاض”
• أسرة مسلمة في إيسكس تعثر على رأس خنزير أمام منزلها وسط تصاعد اليمين المتطرف