حمزة يوسف يطلق مبادرة لدعم مشاركة المسلمين في السياسة البريطانية

أعلن الوزير الأول الاسكتلندي السابق حمزة يوسف عن مشاركته في قيادة مبادرة جديدة تهدف إلى تشجيع المزيد من المسلمين البريطانيين على دخول عالم السياسة والمساهمة في صنع القرار العام.

ويأتي هذا الإعلان ضمن استعداد يوسف لمرحلة ما بعد العمل السياسي، حيث كشف عن رغبته في التعاون مع الحكومات الدولية في مجالات مثل حل النزاعات والتعامل مع الأزمات العالمية، وعلى رأسها العدوان في غزة.

نهاية مسيرته السياسية واستعداد لمرحلة جديدة

أنهى يوسف مسيرته السياسية في الصفوف الأمامية بعد استقالته من منصب الوزير الأول قبل تصويتٍ بحجب الثقة عن قيادته، وهو ما جعله يُعتبر على نطاق واسع أحد أضعف من تولوا هذا المنصب في تاريخ اسكتلندا.

ومنذ ذلك الحين، عاد إلى مقاعد البرلمان الخلفية، معلنًا عزمه الاستقالة من منصبه كنائب (MSP) العام المقبل، استعدادًا للتفرغ للعمل العام عبر منظمات المجتمع المدني والمبادرات الفكرية والسياسية.

تأسيس منتدى التأثير الإسلامي (MIF)

وفي إطار نشاطه الجديد، شارك يوسف الشهر الماضي في إطلاق منتدى التأثير الإسلامي (Muslim Impact Forum)، وهي منصة تهدف إلى ربط القيادات الإسلامية والخبرات والموارد في مجالات الأعمال والعمل الخيري والأكاديميا والجغرافيا السياسية.

ووفقًا لتقرير موقع Middle East Eye، يسعى المنتدى إلى “تطوير حلول مشتركة للتحديات العالمية” وتمكين القادة المسلمين من لعب دور مركزي في صياغة الاستراتيجيات العالمية للتغيير الاجتماعي.

وقد عقد المنتدى اجتماعًا في مدينة إسطنبول خلال أبريل الماضي، بحضور السيدة الأولى التركية أمينة أردوغان.

وتجدر الإشارة إلى أن علاقة يوسف وزوجته نادية النكلا بعائلة أردوغان كانت قد أثارت انتقادات خلال فترة رئاسته للحكومة الاسكتلندية، خاصة بعد أن دعا يوسف الرئيس التركي إلى زيارة اسكتلندا، مشيدًا بما وصفه بـ”رحلة تركيا نحو تحسين أوضاع حقوق الإنسان” — وهو تصريح أثار غضب المجتمع الكردي في غلاسكو، من بينهم عضوة حزب SNP الكردية الأصل روزا صالِح.

دعوة لدعم الكفاءات المسلمة في السياسة

ألقى يوسف الكلمة الرئيسية خلال حفل إطلاق المنتدى، حيث دعا إلى تمكين الكفاءات المسلمة ودعمها لدخول المجال السياسي. وقال في كلمته: “يجب على المسلمين الموهوبين أن يدخلوا السياسة، فهي الساحة التي يمكنهم من خلالها إحداث أكبر فارق.”

وأضاف أن دعم المجتمع المسلم للمواهب الشابة ضروري، مؤكدًا: “الأمر لا يتعلق بأجندة إسلامية، بل بدفع أشخاص صالحين إلى مواقع السلطة.”

تحذير من تصاعد اليمين المتطرف

وفي كلمته، حذر يوسف من تصاعد المد اليميني في الغرب، قائلاً: “يمكننا أن نرى في المملكة المتحدة وحدها صعود اليمين المتطرف المدفوع بالكراهية ضد المسلمين، وهذا لا يقتصر على هذا البلد فحسب، بل يمتد إلى أوروبا والولايات المتحدة أيضاً.”

وأشار إلى أن المجتمع المسلم في بريطانيا “ضخم، غني، وسخي للغاية” ويضم بين أفراده رواد أعمال، ومنظمات خيرية، ونشطاء اجتماعيين، وسياسيين، وصحفيين.

وأكد على أهمية تنسيق هذه الطاقات وتوظيفها بشكل استراتيجي من أجل خدمة الإنسانية جمعاء.

وأضاف يوسف متحدثًا عن مظاهرة خرجت مؤخرًا في لندن: “في هذه المدينة، قبل أقل من أسبوعين، خرج 150 ألف شخص في مسيرة يقودها تومي روبنسون. أمامنا خياران: إما أن ندفن رؤوسنا في الرمال، أو أن نتحد كما يسعى منتدى التأثير الإسلامي، بالتنظيم والتعبئة والعمل الاستراتيجي.”

خططه المستقبلية بعد مغادرة السياسة

وفي ختام كلمته، تحدث يوسف عن رؤيته لما بعد مغادرته الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)، موضحًا أنه يطمح إلى العمل مع الحكومات الدولية في مجالات حل النزاعات، معربًا عن رغبته في توظيف خبرته السياسية الواسعة لخدمة القضايا الإنسانية، وعلى رأسها العدوان في غزة.

وقال يوسف: “سأكون سعيدًا باستثمار خبرتي الواسعة لخدمة الناس. وحتى بعد مغادرتي العمل السياسي المباشر، أرغب في التعاون مع الحكومات لأنني أشعر أن لدي مسؤولية على المستوى العالمي لجعل هذا العالم مكانًا أفضل.”

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن مبادرة حمزة يوسف تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التمثيل السياسي للمسلمين في المملكة المتحدة، خاصة في ظل تصاعد الخطاب اليميني والمواقف المعادية للإسلام في الساحة العامة.

وتؤكد المنصة أن دخول المسلمين للمجال السياسي البريطاني لا يجب أن يُنظر إليه من زاوية دينية ضيقة، بل كجزء من مشاركة مجتمعية شاملة تهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة وتمثيل مختلف مكونات المجتمع البريطاني.

المصدر: scottishdailyexpress

إقرأ أيضًا:

• من أنس الشريف إلى حمزة الدحدوح… وجوه بارزة في غزة استهدفتها إسرائيل
• حمزة يوسف ينقل معاناة عائلته المستمرة في غزة
• من جون سويني الذي خلف حمزة يوسف رئيسًا لحكومة اسكتلندا؟