إضراب جديد لموظفي القطاع الصحي NHS احتجاجًا على الأجور والتمييز المؤسسي

صعّد مئات العاملين منخفضي الأجور في مجموعة مستشفيات سانت جورجز وإبسوم وسانت هيلير (GESH) موقفهم بإقرار الإضراب، بعد اتهامات بفقدان أكثر من 36 مليون باوند من الأجور ومساهمات المعاشات خلال أربع سنوات؛ بينما اتُّهِمت الإدارة بـ«عنصرية مؤسسية» بسبب فروقات في الرواتب والحقوق مست فِرَق النظافة والتموين والنقل الداخلي، وغالبيتهم من خلفيات أقليات.
مطالب النقابة والأرقام الجوهرية
نقابة United Voices of the World (UVW) أكدت استعداد أكثر من 330 عاملًا—معظمهم من عمال النظافة والتموين والحمّالين—للتوقف عن العمل ما لم تُمنَح لهم عقود «أجندة التغيير» (AfC) الكاملة المعمول بها في NHS. التقرير النقابي أشار إلى أن الحد الأقصى لأجر الساعة لفِرَق المرافق يبلغ 13.85 باوند، بينما يحصل زملاؤهم الآخرون داخل المجموعة على حد أدنى عند 14.92 باوند. وبحسب شروط العقد، لا تُصرف للعاملين بالمرافق مستحقات مرضية خلال الأيام الثلاثة الأولى من الغياب، في حين يحصل بقية الموظفين عليها من اليوم الأول؛ غير أن مصادر بالمستشفيات أوضحت أن العاملين بالمرافق يتقاضون فعليًّا الأجر المرضي من أول يوم غياب. كما تُمنَح فِرَق المرافق 24 يومًا إجازة سنوية من دون زيادات مرتبطة بسنوات الخدمة، مقابل ما يصل إلى 33 يومًا زائد العُطل الرسمية لزملاء آخرين. وفي المعاشات، تُسجَّل مساهمة صاحب العمل لهؤلاء عند 3% مقارنةً بـ23.7% لغيرهم. وبالاستناد إلى هذه الفوارق وعدد العاملين، قُدِّرت خسائر الأجور بما يتجاوز 30 مليون باوند خلال أربع سنوات، مع حرمان بعض العاملين في الساعات غير الاجتماعية من ما يصل إلى 10 آلاف باوند سنويًّا؛ فيما تُقدِّر UVW خسائر استحقاقات التقاعد بأكثر من 6 ملايين باوند. واستقصاء داخلي للنقابة شمل 154 عضوًا أظهر أن 83% اضطروا للذهاب إلى العمل وهم مرضى بسبب غياب الأجر المرضي في الأيام الأولى، وأن 49.3% يكافحون لتأمين متطلبات المعيشة، و23% ينزلقون إلى الدَّين. إحدى العاملات، أنابيلا—عاملة نظافة استجابة سريعة ومختبرات في مستشفى إبسوم—تساءلت: «لماذا هذا التمييز؟ كثيرون منا ليست الإنجليزية لغتهم الأولى، ويُشعَر بأننا مُستغلّون». وأكد الأمين العام للنقابة بيتروس إيليا: «على مدار سنوات، حُجبت ملايين الأجور ومساهمات المعاش عن أدنى العاملين أجرًا. انتهى الوقت، وأكثر من 300 عامل جاهزون للتحرك».
رد الإدارة ومراجعة الشروط
متحدث باسم مستشفيات إبسوم وسانت هيلير شدّد على أن «زملاءنا من الحمّالين وعمال النظافة والتموين ونقل المرضى محل تقدير واحترام كبيرين»، وأن القضية «مورُوثة في ظرف مالي وطني شديد الصعوبة»، مع التأكيد على السعي لـ«معاملة منصفة». وذُكِر أن نقل العاملين إلى التوظيف الداخلي منحهم «تحسنًا في الأجر والحقوق» منها أجر المعيشة في لندن وزيادة الإجازات السنوية وإتاحة «NEST» للتقاعد، وأن خيار الانضمام إلى «صندوق معاشات NHS» يُجرى توفيره الآن مع الاعتذار عن التأخر، فيما تخضع شروط فِرَق المرافق لمراجعة كاملة بهدف تحقيق مساواة في العقود. كما أضيف في تحديث لاحق أن العاملين بالمرافق يتلقون فعليًّا مستحقات مرضية اعتبارًا من اليوم الأول للغياب.
تُعدُّ العدالة الداخلية ركيزة لاستدامة منظومة NHS. المطالب بالمساواة في الأجر والحقوق—بما في ذلك الأجور الأساسية، والإجازات، ومعاشات التقاعد، والأجر المرضي—ينبغي أن تُعالَج بسرعة وبشفافية، بعيدًا عن أي شُبهات تمييز. وتدعو المنصة الإدارة والنقابة إلى حوار مُلزِم زمنيًّا يضمن تسوية منصفة، ويصون حق المرضى في استمرارية الخدمات وحق العاملين في بيئة عمل عادلة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇