العرب في بريطانيا | أسطول الحرية بين شرف الأحرار وخذلان الجبناء

أسطول الحرية بين شرف الأحرار وخذلان الجبناء

لم تفتحوا الحدود البرية فكان لا بد للأحرار أن يرسموا طريقا جديدا فوق الموج لا تقودهم إلا إرادة لا تعرف الانكسار وشجاعة ستتحدث عنها الأجيال جاءت سفن الحرية تحمل رموزا وأعلاما للإنسانية تحمل قلوبا بلهجات ولغات مختلفة اجتمعت على نصرة الحق استحملوا ظلمة الليل الحالك ودوار البحر المزعج وابتعدوا عن أحبائهم مخاطرين بأنفسهم متحدين لكل الصعاب المبهمة انتفضوا بدافع الانسانية.

وبعد هذة الجهود وتحمل المشاق على أمل إدخال السعادة لأطفال غزة جاء المتغطرسون فسيطروا على الأسطول ورحلوا النشطاء كأن شيئا لم يكن أما تعب هؤلاء الأحرار ألم يكن جديرا أن يترجم إلى فعل عربي يرفع الرأس فعل عربي وينقذ ما تبقى من كرامة أين كانت أصواتكم أين كانت مواقفكم حين اعترض جيش الاحتلال هذا الأسطول أم أنكم اعتدتم الخنوع؟

لم ينل المحتل من أصحاب الأسطول بل رفعهم إلى مقام أسمى وأضاف لكم مواقف تضيف على تاريخكم عارا جديدا سيثقل موازينكم ويكون شهادة جديدة على خذلانكم فقد كُتبت حكاية الأسطول وستبقى حكاية عزٍّ وفخرٍ وأضافت شرفاً إلى شرفٍ وأكدت للعالم أن الاحتلال مهما امتلك من قوة وجبروت وغطرسة سيبقى عاجزا أمام عزيمة الأحرار.

دوّن يا تاريخ، أنّك كنت شاهداً على صمتٍ يُثقل القلوب أكثر من بطش العدو وأخبر يا زمن الأجيال القادمة بأن الأسطول لم يكسر بيد العدو وحده بل بانكسار موقف من كان يفترض بهم أن يكونوا السند والعون.

تلك اللحظات التي ارتفعت فيها أصوات الإنسانية فوق صوت الرصاص ستكون شاهدة والذاكرة لن تمحى وستبقى تذكر العالم أجمع أن البحر شهد أحرارا جاؤوا ليفتحوا بابا للحياة أمام من تخصصوا بقتل الحياة وتفننوا في بتر السعادة جاؤوا لينقذوا البشرية من لعنة ما يحدث في غزة من تجويع وإبادة.

هي لحظة عتاب لا تنتهي ولن تنتهي لعلها توقظ الضمائر قبل أن يحكم علينا التاريخ أننا كنا شهودا على خذلان لا يغتفر..

إن القضية لا تموت ما دام هناك أحراراً يتمسكون بها دفاعاً عن الكرامة في زمن عزت فيه المروءة والشهامة.