أسوأ محطات القطارات في بريطانيا بإلغاء الرحلات لعام 2025
إلغاءٌ بعد آخر يرهق أعصاب الركاب ويستنزف ثقتهم بالخدمة العامة: محطة City Thameslink في لندن تصدرت قائمة أسوأ المحطات ازدحامًا من حيث الإلغاءات خلال العام المنتهي في أغسطس، بحسب تحليل لبيانات مكتب السكك الحديدية والطرق (ORR) أجرته هيئة الإذاعة البريطانية. نحو توقف واحد من كل 13 توقفًا مُجدولًا—من أصل قرابة 150 ألف توقف—أُلغي هناك، ضمن قرابة ثلاثة ملايين توقف أُلغي على مستوى بريطانيا من أصل 89 مليون توقف مُجدول.
أرقام تكشف حجم المشكلة

أظهر تحليل BBC أن Earlswood في سَري شهد إلغاء توقف واحد من كل عشرة خلال العام المنتهي في أغسطس 2025، ما وضعه في المرتبة السادسة على مستوى البلاد (باستثناء عدد محدود من المحطات ذات بيانات غير مكتملة أو غير موثوقة). كما أُشير إلى أن شركة Thameslink، المشغِّلة لـEarlswood، تُدير أيضًا City Thameslink الذي سجل أسوأ معدل إلغاءات بين أكبر 100 محطة. يُذكر أن القطارات تصل City Thameslink كل 3.5 دقائق في قلب لندن، غير أن فيضانات فبراير أغلقت المحطة يومين وأحدثت اضطرابًا واسعًا في الجداول. على امتداد شبكة تضم 2,549 محطة، جرى استبعاد 78 محطة من التحليل بسبب قصور في البيانات. ويختلف هذا النهج عن تحليل «Rail Delivery Group» (RDG) الممثل لمشغلي القطارات و«نيتورك ريل».
شهادات من الركاب: من الضواحي إلى الأرياف

كات إدج (23 عامًا)، طالبة من سَري، قالت إن إلغاء التوقفات في محطتها المحلية Earlswood يتكرر خصوصًا عندما تُسرِّع القطارات للحاق بمحطات أكبر مثل جاتويك؛ ومع ذلك تصل متأخرة إلى جامعتها رغم مغادرتها مبكرًا. تضيف: «الوضع مُحرج… وتزداد الهشاشة ليلًا حين يقلّ التنبيه المسبق». في كمبريا، شيلا أودونيل (73 عامًا) اعتادت إلغاءات متكررة عند العودة ليلًا من العمل أو زيارة الأصدقاء؛ وفي واقعة سردتها عادت إلى لانكستر 21:10 لتكتشف إلغاء القطار التالي، واضطرت إلى السير 4.5 أميال على طريق ريفي مُظلم حتى منتصف الليل لغياب سيارات الأجرة. بيتر هوارد (58 عامًا) الذي يتنقل بين ماكلسفيلد ولندن تجنّب القطارات فترةً أثناء الجائحة بسبب الإلغاءات—فوّت اجتماعات عمل ويومًا رياضيًا لابنه—ثم عاد مؤخرًا إلى استخدامها مع شعورٍ بتحسن نسبي. تُظهر البيانات أن واحدًا من كل 24 توقفًا مُخططًا أُلغي في ماكلسفيلد خلال العام الماضي.
رد المشغّلين والحكومة: خطط وإجراءات… وهل تتراجع الإلغاءات؟

مديرة عمليات الشبكة والأداء في Thameslink وNetwork Rail إيما بيكارد عبّرت عن «أسف عميق» لتعطّل الركاب، مشيرةً إلى العمل على تحسين الاعتمادية عبر معالجة أعطال الإشارات والطاقة، ورفع توافر أطقم القيادة، والاستثمار في متانة الشبكة أمام الطقس القاسي والحوادث غير المتوقعة. لكنّها أقرت بأن «قرارات صعبة» تُتخذ أحيانًا بإلغاء بعض القطارات لإعادة الجدول إلى مساره. من جهتها، أوضحت «RDG» أن المشغلين «لا يدّخرون جهدًا» للحفاظ على أكبر قدر من الخدمات، مع الإشارة إلى تأثير الطقس المتطرف وأعطال البنية التحتية وحوادث التعدي على المسارات، وإلى أدوات جديدة مثل «خرائط الاضطراب المرئية» وتوعية أوسع بآلية «Delay Repay» للتعويض. على المستوى السياساتي، قال متحدث باسم وزارة النقل إن خطة إعادة السكك الحديدية إلى الملكية العامة عبر كيان «السكك الحديدية البريطانية الكبرى» (Great British Railways) تُخضع المشغلين لمعايير «صارمة ومصممة خصيصًا»، مع انتقال بعض الخدمات فعلًا إلى الملكية العامة مع انتهاء امتيازات خاصة، وتوقّع انتقال جميع الخدمات إلى الملكية العامة بحلول نهاية 2027 بعد استكمال التشريع. وأشارت الوزارة إلى «إشارات تحسن» مع انخفاضٍ حديث في الإلغاءات على أساس دوري قصير، لكن المعدل السنوي بقي أعلى قليلًا: 3.3% مقابل 3.2% في العام السابق. في المقابل، وصف مايكل سولومون ويليامز من حملة «المواصلات الأفضل» نحو ثلاثة ملايين إلغاء بأنها «غير مقبولة ببساطة»، داعيًا إلى «أهداف أكثر صرامة، وتعويض تلقائي، واستثمار جاد» لاستعادة الثقة وتعظيم دور السكك في النمو والإنتاجية وخفض الانبعاثات.
تتبدّى أزمة الإلغاءات في مفارقةٍ واضحة: شبكةٌ مركزية لحياة ملايين الناس تُرهِق مستخدميها—خصوصًا في الأطراف وفي ساعات الليل—بينما تمضي الحكومة والمشغلون بوعود الإصلاح. في «العرب في بريطانيا» نرى أن استعادة الثقة تمرّ عبر ثلاثة مسارات متلازمة: إعلامٌ استباقي ودقيق للمسافرين عن أي إلغاء قبل وقتٍ كافٍ، وتعويضٌ تلقائي ومبسّط يُصرف بغير معاناة، واستثمارٌ مُوجّه في عنق الزجاجة—الإشارات، الطاقة، أطقم القيادة، والمرونة المناخية—مع مساءلة شفافة عن الالتزامات والأهداف. شبكةٌ موثوقة و«مُنصفة» جغرافيًا وزمنيًا ليست ترفًا، بل شرطٌ أساسي لاقتصادٍ أكثر كفاءة ومجتمعٍ أكثر أمانًا.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
