ما وراء تأخيرات وإلغاءات القطارات في جنوب إنجلترا صيف 2025

تشهد شبكة القطارات في جنوب إنجلترا اضطرابًا واسعًا هذا الصيف، إذ يواجه المسافرون تأخيرات متكررة وإلغاءً لعدد من الرحلات. ورغم الغضب الشعبي من الفوضى في المواعيد، يكمن السبب في أزمة طبيعية تتعلق بالبنية التحتية، تكشف بدورها هشاشة شبكة السكك الحديدية البريطانية أمام تقلبات المناخ.

الطقس الجاف يهدد استقرار القضبان

على امتداد 12 ميلًا بين غيلينغهام في دورست وأكسمينستر في ديفون، أدّت موجة جفاف طويلة إلى جفاف التربة الطينية وانكماشها، وهو ما جعل الأرض تحت القضبان غير مستقرة. نتيجة لذلك، خُفِّضت سرعة القطارات من 85 ميلًا في الساعة إلى 40 ميلًا فقط حفاظًا على السلامة، ما أدى إلى تأخيرات تزيد عن ساعة في الرحلات بين لندن ووترلو وإكستر.

هذا الإجراء دفع شركة ساوث وسترن ريلواي إلى تقليص جداولها وتطبيق خدمة أقل كثافة، بعدما أصبحت بعض القطارات التي كانت تنطلق كل ساعة تُسيَّر على فترات متباعدة. الشركة اعتذرت للركاب، مؤكدة أنّ القرار لم يكن سهلًا لكنه ضروري لتفادي أي حوادث محتملة.

شبكة السكك الحديدية في مواجهة المناخ

شبكة السكك الحديدية البريطانية تبدو اليوم أكثر عرضة من أي وقت مضى لتأثيرات المناخ المتطرف. فالصيف الحار يهدد القضبان بالالتواء، والجفاف يتسبب في تشقق التربة وانزياح المسارات، بينما الأمطار الغزيرة تؤدي إلى فيضانات وانهيارات أرضية.

وفي مواجهة هذه التحديات، أعلنت نيت وورك ريل أنها تعتزم استثمار نحو 3 مليارات باوند بين عامي 2024 و2029 لتعزيز قدرة البنية التحتية على التكيّف مع هذه التغيرات. لكن إلى أن تتحقق هذه الإصلاحات، سيظل الركاب في الجنوب الغربي عالقين في صيف من التأخيرات والرحلات المرهقة.

إنّ ما يحدث ليس مجرد أزمة نقل عابرة، بل مؤشر على مستقبل صعب تواجهه البنية التحتية في بريطانيا مع تفاقم التغير المناخي. استمرار الاعتماد على شبكات قديمة دون حلول جذرية سيجعل حياة ملايين المسافرين عرضة للفوضى في كل موجة حر أو جفاف. إنّ مواجهة هذه الأزمة لا يجب أن تقتصر على الترقيع المؤقت، بل على خطة وطنية شاملة للاستثمار في النقل العام وجعله قادرًا على الصمود في وجه التغيرات المناخية التي لم تعد استثناءً بل صارت قاعدة جديدة.

المصدر؛ إكسبريس كوم  

إقرأ أيّضا

السجن لشاب من يوركشاير نفّذ هجمات سيبرانية ضد حكومات في الخارج

الحكومة ترسل تهديدًا للكاتبة الشهيرة سالي روني لدعمها “بال أكشن”

سابقة قضائية في “إيبنغ”: المحكمة تأمر بإخراج طالبي اللجوء.. واليمين المتطرف يحتفي