العرب في بريطانيا | لماذا تحقق مدارس لندن نتائج أفضل من باقي مدارس ...

1447 صفر 22 | 17 أغسطس 2025

لماذا تحقق مدارس لندن نتائج أفضل من باقي مدارس إنجلترا؟

لماذا تحقق مدارس لندن نتائج أفضل من باقي مدارس إنجلترا؟
اية محمد August 17, 2025

شهدت نتائج امتحانات A-level هذا العام في إنجلترا ارتفاعًا قياسيًا خارج فترة الجائحة، إلا أن الفجوة الإقليمية الواضحة بين لندن وبقية مناطق المملكة المتحدة، وخاصة شمال شرق البلاد وشرق ميدلاندز، ازدادت اتساعًا. وفي الوقت الذي تواصل فيه العاصمة تسجيل أداء متفوق، يطرح السؤال: ما الأسباب التي تجعل مدارس لندن تحقق نتائج أفضل من غيرها؟

تحدي لندن

لماذا تحقق مدارس لندن نتائج أفضل من باقي مدارس إنجلترا؟
المدارس في بريطانيا (Unsplash)

في عام 2003، أطلقت حكومة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير مبادرة واسعة لإصلاح مدارس العاصمة تحت مسمى تحدي لندن. فقد كانت مدارس لندن حينها تُصنّف ضمن الأسوأ على مستوى البلاد. خصصت المبادرة ميزانية سنوية بلغت 40 مليون باوند في ذروتها، واستهدفت تعزيز القيادة المدرسية، وبناء مدارس ثانوية وسادس-فورم جديدة، إضافة إلى التوسع الكبير في إنشاء الأكاديميات. كما شجعت على تأسيس مدارس تقدم خدمات ممتدة للطلاب وأسرهم خارج نطاق التعليم التقليدي. وبحلول عام 2010، صُنّف نحو 30% من مدارس لندن على أنها “متميزة” من قبل Ofsted، مقارنة بـ 17.5% فقط على المستوى الوطني، لتصبح لندن النموذج الأبرز لنجاح هذه المبادرة.

دور المعلمين

ساهم العامل البشري في تعزيز أداء مدارس العاصمة، حيث يجذب مستوى الأجور الأعلى والجاذبية الثقافية عددًا أكبر من المعلمين للتدريب والعمل في لندن. وكان برنامج Teach First الذي انطلق عام 2002 أحد التدخلات المحورية في هذا المجال، إذ استهدف استقطاب خريجي الجامعات للعمل في مدارس صعبة. بين عامي 2003 و2006، وُضعت الدفعة الأولى من المتدربين حصريًا في مدارس لندن الثانوية. ورغم أن البرنامج توسع لاحقًا ليغطي مناطق أخرى، فإن لندن ما تزال تستحوذ على الحصة الأكبر، حيث كان أكثر من ربع مدارس Teach First في العاصمة عام 2019.

التحول الطبقي (Gentrification)

لماذا تحقق مدارس لندن نتائج أفضل من باقي مدارس إنجلترا؟
(Pixabay)

شهدت لندن تغيرًا ملحوظًا في تركيبتها الاجتماعية خلال العقود الماضية، إذ باتت العائلات الشابة تفضل البقاء في المدينة بدلًا من الانتقال إلى الضواحي كما كان يحدث سابقًا. وأدى ذلك إلى صعود الطبقة الوسطى في أحياء فقيرة سابقًا مثل Hackney وTower Hamlets وBrixton، مما انعكس إيجابًا على مدارسها، حيث ارتفعت نسب الطلاب القادمين من أسر ذات مستويات تعليمية أعلى، وهو ما أسهم في تحسين النتائج.

أثر الهجرة والتنوع

تُعد لندن أكثر مناطق بريطانيا تنوعًا عرقيًا، حيث يُظهر البحث أن الأسر المهاجرة غالبًا ما تملك طموحات أكبر للحراك الاجتماعي عبر التعليم، وهو ما يُعرف أكاديميًا بـ “تأثير لندن”. وفي عام 2017، أكد وزير التعليم السابق مايكل غوف أن تنوع لندن العرقي ساهم في رفع معايير التعليم. ورغم ذلك، تشير أبحاث جامعة كينغز كوليدج لندن إلى أن العاصمة ما تزال تتفوق على غيرها حتى عند النظر حصريًا إلى نتائج الطلاب البيض.

تعدد الخيارات التعليمية

تتمتع لندن بتركيز مرتفع من المدارس ضمن نطاق جغرافي واحد، وهو ما يمنح العائلات خيارات أوسع لاختيار المدارس والسادس-فورم المناسبة لأبنائها. كما يتيح نظام النقل والمواصلات للطلاب التنقل بسهولة عبر العاصمة، ما يوسع فرصهم في الالتحاق بمدارس متخصصة قد لا تكون متاحة في مناطق أخرى.

وترى منصة العرب في بريطانيا أن نجاح مدارس لندن ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج سياسات تعليمية مستمرة، واستثمار طويل الأمد في البنية التحتية البشرية والاجتماعية. غير أن اتساع الفجوة بين العاصمة وبقية المناطق يثير القلق، إذ يعكس تفاوتًا في الفرص التعليمية بين أبناء بريطانيا. وتشدد المنصة على أن تحقيق العدالة التعليمية يتطلب توسيع التجارب الناجحة خارج لندن، وضمان وصول الدعم والموارد إلى المناطق الأقل حظًا، بما يضمن تكافؤ الفرص لجميع الطلاب في البلاد.

المصدر: الغارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
10:43 pm, Aug 17, 2025
temperature icon 18°C
overcast clouds
77 %
1023 mb
16 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 5:49 am
Sunset 8:20 pm