نصائح لتوفير المياه في ظل الجفاف الذي يضرب بريطانيا

أصدر خبراء في بريطانيا توصيات غير تقليدية لترشيد استهلاك المياه، وسط تحذيرات من احتمال تعرض البلاد لـ”حادثة ذات تأثير وطني كبير” بسبب تفاقم أزمة الجفاف.
وبحسب السلطات، دخلت 5 مناطق في بريطانيا رسميًا في حالة جفاف، بينما تشهد 6 مناطق أخرى “طقسًا جافًا ممتدًا”، وذلك عقب تسجيل البلاد لأجف 6 أشهر حتى يوليو، في سابقة لم تحدث منذ عام 1976.
دعوات بريطانية لتقليل استهلاك المياه تشمل حذف الملفات الرقمية والحد من استخدام الذكاء الاصطناعي
وفي إطار جهود مواجهة الأزمة، وجّهت “المجموعة الوطنية للجفاف” نصائح للسكان لخفض استهلاكهم للمياه، من بينها توصية لافتة تتعلق بالتقليل من استخدام البيانات الرقمية، عبر حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور القديمة.
وذكرت المجموعة أن مراكز البيانات تستهلك كميات ضخمة من المياه لتبريد أنظمتها، ما يعني أن حذف الملفات غير الضرورية — مع إمكانية الاحتفاظ بها على وحدة تخزين خارجية — قد يسهم في تقليل استهلاك المياه. وأوضحت أن تخزين الصور في “السحابة” لا يتم في فضاء افتراضي، بل على أقراص صلبة مادية داخل مستودعات، مشيرة إلى أن الحد من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتطلب بدوره كميات كبيرة من المياه، قد يكون له أثر مشابه.
كما شملت التوصيات تركيب براميل لتجميع مياه الأمطار في الحدائق لاستخدامها في ري النباتات بدلًا من مياه الصنبور، والامتناع عن ري العشب حيث يمكنه استعادة خضرته لاحقًا، بالإضافة إلى إصلاح أي تسربات في الصنابير أو المراحيض، إذ تعد المراحيض المعطوبة مصدرًا كبيرًا لهدر المياه. وأوصت كذلك بتبني ممارسات يومية بسيطة مثل تقليل مدة الاستحمام وإغلاق الصنبور أثناء تنظيف الأسنان.
الجفاف يضرب مناطق واسعة ببريطانيا والحكومة تتعهد بإصلاحات كبرى
ووفق التصنيفات الرسمية، أُعلنت حالة الجفاف في مناطق: يوركشاير، كمبريا و لانكشاير، مانشستر الكبرى، ميرسيسايد و تشاشاير، ميدلاندز الشرقية والغربية. بينما وُضعت مناطق شمال شرقي البلاد، لنكولنشاير و نورثامبتونشاير، شرق أنغليا، حوض نهر التايمز، ويسكس، وسولِنت وساوث داون في خانة “الطقس الجاف الممتد”.
وقالت وزيرة المياه إيما هاردي، عقب اجتماعها بـ”المجموعة الوطنية للجفاف” في 11 أغسطس، إن الحكومة “تعمل على تعزيز استجابتها بشكل عاجل لضمان إدارة آثار الجفاف المستمر بكفاءة”، مؤكدة أن شركات المياه “ملزمة بتنفيذ خطط الجفاف الخاصة بها”، ومتعهدة بـ”محاسبتها على أي تأخير”.
وأضافت هاردي: “نواجه خطر نقص متزايد في المياه خلال العقد المقبل، ولهذا نمضي قدمًا في إصلاحات شاملة ضمن خطة التغيير، والتي تتضمن استثمارًا خاصًا بقيمة 104 مليار باوند لبناء 9 خزانات جديدة ومد خطوط أنابيب إضافية للحد من التسريبات”.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
أزمة الجفاف التي تشهدها بريطانيا تكشف أن الحفاظ على المياه لم يعد خيارًا، بل ضرورة تمس حياة كل فرد ومستقبل الأجيال القادمة. ما يميز توصيات “المجموعة الوطنية للجفاف” هذه المرة هو شمولها خطوات غير معتادة، مثل حذف الرسائل والصور القديمة لتقليل استهلاك مراكز البيانات للمياه، وهو تذكير بأن سلوكياتنا الرقمية قد تترك أثرًا بيئيًا غير مرئي.
لكن مواجهة الجفاف لا يمكن أن تقتصر على الإجراءات الفردية فقط، فالمسؤولية الأكبر تقع على عاتق الحكومة وشركات المياه، التي يتعين عليها الاستثمار في البنية التحتية، وإصلاح التسريبات، وبناء خزانات جديدة لضمان الأمن المائي.
الوعي المجتمعي والسلوكيات اليومية الموفرة للمياه، إلى جانب خطط مؤسسية جادة، تمثل السبيل الوحيد لتفادي أزمة أكبر في المستقبل.
برأيكم، هل يمكن أن تُحدث هذه الخطوات البسيطة فرقًا ملموسًا في مواجهة الجفاف، أم أن التغيير الحقيقي يبدأ من القرارات الحكومية الجريئة؟ ننتظر آرائكم وتجاربكم.
المصدر : Manchester evening news
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇