زعيمة المحافظين تقترح احتجاز طالبي اللجوء في مراكز مؤقتة تحت المراقبة

قالت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك إن طالبي اللجوء يجب أن يُسكَنوا في مخيمات يمكن تأمينها بواسطة الشرطة، بدلاً من إقامتهم في فنادق.

وكانت بادينوك قد طرحت هذا الاقتراح في بداية الأسبوع، ثم عادت لتؤكد عليه لاحقًا، مقترحة بناء مراكز احتجاز تشبه مستشفيات “Nightingale” المؤقتة التي أُقيمت خلال جائحة كورونا.

قالت بادينوك: “يجب التعامل مع الأشخاص الموجودين في مراكز الاحتجاز. نحتاج إلى إقامة مخيمات مناسبة تضمن سلامة الجميع، سواء كانوا مهاجرين أو من المجتمعات المحلية. لكن السماح للأشخاص بالبقاء في الفنادق والتنقل بحرية، سواء كانوا مجرمين أم لا، ونحن لا نعرف هويتهم، لا أعتقد أن هذا الوضع صحيح، وقد طال أمده.”

جاء ذلك خلال زيارة بادينوك إلى مدينة إيبينغ في مقاطعة إسيكس، حيث التقت بسكان محليين في مقهى “بلاك ليون” لمناقشة مخاوفهم، في ظل احتجاجات متكررة أمام فندق بالمدينة يُعتقد أنه يؤوي طالبي لجوء. وخلال اللقاء، بدا أن بادينوك تقترح إقامة المهاجرين في “مخيمات”.

قال زعيم المعارضة: “هل يمكننا إنشاء مخيمات وتأمينها بواسطة الشرطة، بدلًا من تحميل المجتمعات المحلية كل هذه المتاعب؟ كحزب، علينا الاستماع إلى آراء المجتمع بشأن الحلول. نحن لا نملك كل الإجابات، لكن من الضروري ضمان أن يكون المجتمع جزءًا من الحل.”

وعندما سُئلت بادينوك، يوم الثلاثاء، عن تفاصيل هذه المخيمات وآلية بنائها، أجابت: “أتذكر أنه خلال جائحة كورونا تمكنا من بناء مستشفيات “Nightingale” بسرعة كبيرة — هناك نماذج واضحة لكيفية تحقيق ذلك. لست خبيرة في هذا المجال، لكن المطلوب من الحكومة الاستعانة بالخبراء لتحديد شكل الحل المناسب. هذا ممكن التنفيذ.”

وشهدت مدينة إيبينغ احتجاجات متكررة ضد ما يُوصف بالهجرة الجماعية أمام فندق “ذا بيل”، حيث تحولت بعض هذه الاحتجاجات إلى أعمال عنف، وطالب سياسيون محليون الحكومة بإغلاق الفندق.

فاراج يتهم الشرطة.. وبادينوك تميّز بين احتجاجات السكان المحليين والمحترفين

من جانبه، اتهم نايجل فاراج، زعيم حزب “ريفورم”، شرطة إسيكس بـ”إحضار” محتجين مضادين عبر الحافلات، وهو ما وصفته الشرطة بأنه “خطأ قطعي”.

وفي ما يتعلق بالاحتجاجات، قالت بادينوك إن هناك “فرقًا كبيرًا” بين السكان المحليين الذين يحتجون على ما يحدث في محيطهم، وبين “المحتجين المحترفين” الذين يتنقلون بين فعاليات مختلفة. وأكدت أن “هذه الحالات ليست متساوية”، مشددة على أن سكان المجتمعات المحلية يجب أن تكون لهم الأولوية على المحتجين القادمين من أماكن أخرى.

وأضافت: “هذا هو منزلك، وهذا هو مجتمعك، وهذا أمر في غاية الأهمية. يجب أن تكون أولوية السكان المحليين في مجتمعاتهم مقارنة بمن يأتون بشكل عشوائي للاحتجاج، وإلا فإننا نغير طبيعة الاحتجاج.”

واعتبرت بادينوك أن “الاحتجاج يُستخدم اليوم كغطاء لإثارة المشاكل وإحداث الفوضى.”

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تثير تصريحات وزيرة الدولة البريطانية كيمي بادينوك بشأن إنشاء مخيمات لتسكين طالبي اللجوء بدلاً من الفنادق جدلاً يعكس تحديات كبيرة في إدارة ملف الهجرة.

بادينوك، التي اقترحت مراكز احتجاز تشبه مستشفيات “Nightingale” ، تسلط الضوء على مخاوف المجتمعات المحلية من غياب الرقابة على طالبي اللجوء في الفنادق، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدًا أمنياً ويؤثر على الشعور بالأمان.

ترى منصة العرب في بريطانيا أن ملف اللجوء يحتاج إلى حلول متوازنة تراعي الأمن الوطني وتحترم حقوق الإنسان. فالتحدث عن “مخيمات” يستوجب حساسية بسبب دلالاتها التاريخية وما قد تثيره من توترات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة. على الحكومة أن تتبنى سياسات شفافة تضمن سلامة الجميع، مع الاستماع لمخاوف السكان المحليين والحفاظ على كرامة طالبي اللجوء الذين يواجهون ظروفًا صعبة.

كما يجب احترام حق الجميع في التعبير عن آرائهم، مع التمييز بين الاحتجاجات المحلية المشروعة وأي محاولات لاستغلالها.
ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم حول كيفية تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان في ملف الهجرة.

المصدر : سكاي نيوز

إقرأ أيضًا :

• كيف تستغل الجماعات اليمينية أزمة البطالة والسكن للتحريض ضد المهاجرين؟
• فنادق اللجوء في بريطانيا.. من ملاذ آمن إلى بؤر للخوف والفوضى
• رئيسة حزب المحافظين: صور الأطفال الجائعين لم تغيّر دعمي لإسرائيل