العرب في بريطانيا | أطفال الفاشر يواجهون الموت جوعًا وسط حصار خانق ...

1447 جمادى الأولى 6 | 28 أكتوبر 2025

أطفال الفاشر يواجهون الموت جوعًا وسط حصار خانق في دارفور

الفاشر تحت الحصار: الجوع يفتك بالسكان والمقابر تتمدد في صمت
خلود العيط August 4, 2025

في قلب مدينة الفاشر المحاصرة، يكبر الموت في صمت، ويحاصر أكثر من 800 ألف طفل بين نيران الحرب وقسوة الجوع، في ظل عجز دولي عن كسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو الماضي. ومع دخول الحصار شهره الرابع، تتكشف يومًا بعد يوم ملامح كارثة إنسانية مروعة، حيث تؤكد منظمات أممية تفشي المجاعة وتضاعف أعداد المصابين بسوء التغذية، فضلًا عن تفشي الأوبئة وانهيار الخدمات الصحية.

تحذيرات أممية: أكثر من 800 ألف طفل في خطر

الخرطوم

وفي تقرير صدر بتاريخ الأول من أغسطس 2025، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 800 ألف طفل دون سن الخامسة في شمال دارفور يواجهون خطرًا متزايدًا من العنف والجوع والمرض، في ظل تفشي الكوليرا وانهيار البنية التحتية. وقد سُجّل منذ الـ21 من يونيو الماضي أكثر من 1180 إصابة بالكوليرا، بينها 300 حالة بين الأطفال، إلى جانب ما لا يقل عن 20 حالة وفاة في منطقة “طويلة”، التي تستضيف أكثر من 500 ألف نازح فرّوا من القتال.

وحتى نهاية يوليو، بلغ عدد إصابات الكوليرا في دارفور 2140 إصابة مؤكدة، مع ما لا يقل عن 80 حالة وفاة، ما يزيد من المخاطر المحدقة بالأطفال المحاصرين في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

مجاعة في زمزم… وسوء تغذية بلا حدود

ووفقًا لتصنيف المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي (IPC)، أُعلن رسميًّا في أغسطس 2024 عن دخول مخيم زمزم في شمال دارفور مرحلة المجاعة (المرحلة الخامسة) -أعلى مستوى في سلم التصنيفات- وهو ما يعني تسجيل وفَيَات مؤكدة بسبب الجوع، إلى جانب نقص حاد في الغذاء وانهيار تام في سبل المعيشة. ورغم مرور عام على هذا الإعلان، لا تزال المجاعة مستمرة بسبب الحصار.

وبحسَب تقرير حديث لمنظمة (Save the Children)، نُشر أواخر يوليو 2025، فإن معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، مع تسجيل أكثر من 40 ألف حالة عُولجت بين يناير ومايو 2025، بزيادة تبلغ 46 في المئة.

وتشير بيانات اليونيسف إلى أن 146 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، ويحتاج آلاف منهم إلى تدخلات طبية عاجلة، في ظل استنفاد المستشفيات لمخزون الغذاء والدواء منذ انقطاع خطوط الإمداد في مايو.

وقد أدى انهيار نظام التطعيمات الأساسية للأطفال -الذي لم يتجاوز 48 في المئة من التغطية المطلوبة- إلى انتشار أمراض قاتلة مثل الحصبة والملاريا، إضافةً إلى الكوليرا، في ظل عجز المستشفيات عن استقبال الحالات ونقص الكوادر الطبية في المناطق المكتظة بالسكان.

مجلس الأمن يطالب… ولكن المساعدات لا تصل

وفي الـ13 من يونيو 2024، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2736، الذي طالب بوقف الحصار المفروض على الفاشر، وسحب القوات المسلحة من محيط المدينة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون شروط. ورغم ذلك، لا تزال قوات الدعم السريع تعرقل دخول الإمدادات، في وقت تؤكد فيه تقارير منظمات مثل “أطباء بلا حدود” استمرار تدهور الأوضاع، مع غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى هدنة إنسانية.

نداء إنساني لا يحتمل التأجيل

وفي ضوء هذه الأرقام الصادمة، تُجدد المنظمات الدولية والإنسانية دعواتها العاجلة إلى المجتمع الدولي، بضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال الغذاء والدواء إلى المحاصرين، وضمان حماية الأطفال والنساء، لا سيما في مدينة الفاشر التي تُعَدّ آخر معقل حضري كبير تحت سيطرة الجيش السوداني في دارفور، وتعيش منذ شهور في عزلة تامة عن العالم.

تعتبر منصة العرب في بريطانيا أن ما يجري في الفاشر يمثل فشلًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا صارخًا من جانب المجتمع الدولي، الذي يكتفي بإصدار القرارات بينما تستمر معاناة مئات الآلاف من الأطفال تحت الحصار دون أدنى حماية.

إن مشاهد المجاعة والموت الجماعي في دارفور يجب ألا تُقابل بالصمت، بل تستدعي تحركًا سياسيًّا وإعلاميًّا وجماهيريًّا في بريطانيا والعالم، من أجل فضح الانتهاكات، والضغط على الأطراف المتصارعة لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات فورًا.

وتؤكد المنصة التزامها بمواصلة تسليط الضوء على هذه الكارثة الإنسانية، والدعوة إلى تحرك بريطاني وعالمي مسؤول لإنقاذ أرواح الأبرياء في دارفور قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى وصمة لا تُمحى من ضمير العالم.


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
8:01 am, Oct 28, 2025
temperature icon 12°C
overcast clouds
90 %
1006 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 4.9 km
Sunrise 6:46 am
Sunset 4:41 pm

آخر فيديوهات القناة