ستارمر يعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة وسط دعوات للاعتراف بدولة فلسطين

عقد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اجتماعًا وزاريًا عاجلًا بشأن غزة، ضمّ كبار الوزراء، بعضهم حضر شخصيًا، وآخرون شاركوا عبر الاتصال المرئي، وذلك بعد أيام من بدء عطلة البرلمان الصيفية.

يأتي هذا الاجتماع بينما يتعرض ستارمر لضغوط متزايدة للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وبعد مكالمة طارئة أجراها خلال عطلة نهاية الأسبوع مع الرئيسين الفرنسي والألماني.

ستارمر يبحث خطة سلام وسط احتجاجات تتهم إسرائيل بالإبادة في غزة

وقالت رئاسة الوزراء في بريطانيا إن ستارمر يركّز حاليًا على تأمين المساعدات للمدنيين على الأرض، والسعي إلى “مسار مستدام” نحو حل الدولتين، مؤكدة أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين هو “مسألة وقت لا أكثر”.

ويعمل رئيس الوزراء بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا على وضع آلية لتحقيق “سلام دائم” في الشرق الأوسط، وشارك هذه الخطة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في اسكتلندا يوم الإثنين.

ومن المتوقع أن يعرض تفاصيل الخطة على عدد من الدول العربية والحلفاء الرئيسيين في الأيام المقبلة.

وخارج مقر رئاسة الحكومة في “داونينغ ستريت”، تزامنًا مع انعقاد الاجتماع، تجمّع محتجون مؤيدون لفلسطين، بعضهم ارتدى الكوفية الفلسطينية، ولوّح بالأعلام، بينما قرع آخرون القدور والملاعق في احتجاج صاخب، واصطف أربعة أشخاص وهم يرتدون الكوفية البيضاء وقوفًا خلف ما بدا أنه نموذج لجثمان مغطى بالكفن.

ورُفع لافتة كبيرة أمام البوابات السوداء في “وايتهول” كُتب عليها: “إبادة جماعية في غزة” و”الموت جوعًا ومرضًا”.

بريطانيا تدرس دعم غزة مع هدنة جزئية وإجراءات لإدخال المساعدات

وفي تصريح له صباح الثلاثاء، قال وزير التكنولوجيا بيتر كايل إنه لن “يستبق نتائج الاجتماع”، لكنه أشار إلى أنه من “الصواب” أن “تُقيِّم بريطانيا ما يمكن أن تقدمه” للتخفيف من الوضع في غزة.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني ينبغي أن “يُكافأ على ما مرّ به”، ويُمنح الوسائل التي “تمكّنه من التقدّم نحو السلام والاستقرار والكرامة التي يستحقها كل مواطن في أي بلد”.

وفي ظل القلق الدولي من تفاقم المجاعة في غزة، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع عن تعليق القتال في ثلاث مناطق لمدة 10 ساعات يوميًّا، وفتح مسارات آمنة لإدخال المساعدات. وأكدت بريطانيا مشاركتها في عمليات إنزال جوي للمساعدات داخل القطاع.

ورحّبت منظمات الإغاثة بهذه الإجراءات الجديدة، لكنها قالت إنها لا تكفي لمواجهة تصاعد الجوع في الأراضي الفلسطينية.

ستارمر يناقش السلام مع ترامب وسط تأكيدات على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين

وفي لقائه مع ترامب يوم الإثنين في ملعب الغولف بـ”ترنبري”، قال ستارمر إن “الجمهور البريطاني يشعر بالاشمئزاز” من مشاهد المعاناة واليأس في غزة.

بدوره، أشار الرئيس الأمريكي إلى بعض العقبات التي تعترض المفاوضات التي تقودها واشنطن نحو اتفاق سلام، مشيرًا إلى أن حركة حماس أصبحت “صعبة المراس جدًا” في الأسابيع الأخيرة، ومرجّحًا أن يكون ذلك بسبب احتفاظها بعدد محدود من أسرى الاحتلال.

وقال المتحدث باسم ستارمر يوم الإثنين: “يركّز رئيس الوزراء هذا الأسبوع على رسم طريق للسلام، يضمن الإغاثة الفورية للمدنيين على الأرض، ومسارًا مستدامًا نحو حل الدولتين”.

وأضاف: “نحن نؤمن أن الاعتراف بدولة فلسطين مسألة وقت، لا أكثر، ولكن يجب أن يكون جزءًا من خطة شاملة تُفضي إلى أمن دائم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.

البرلمان يضغط لاعتراف سريع بفلسطين وسط جهود أوروبية للبناء على السلام

وشبّه ستارمر الخطة التي يعمل عليها بالتعاون مع فرنسا وألمانيا بالتحالف الدولي الداعم لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى تحقيق سلام دائم في المنطقة. وأوضح المتحدث أن هذه المبادرة تبني على جهود التعاون القائمة، و”تمهد لحل طويل الأمد بشأن الأمن الإقليمي”.

في هذه الأثناء، تتعالى الأصوات داخل البرلمان، مطالبة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، إذ وقّع أكثر من 250 نائبًا من مختلف الأحزاب على رسالة بهذا الخصوص، مقارنة بـ221 نائبًا يوم الجمعة.

من جهته، نفى وزير الأعمال جوناثان رينولدز وجود أي انقسامات داخل الحكومة بشأن توقيت الاعتراف، مؤكدًا أن “الجميع يريدون أن يتم ذلك”.

وكان وزير الصحة ويس ستريتنج من بين أولئك الذين دعوا إلى تسريع هذه الخطوة، قائلاً إن “الاعتراف يجب أن يتم ما دام هناك كيان فلسطيني يمكن الاعتراف به”، بينما قالت وزيرة العدل شبانة محمود إن الحكومة تسعى إلى الاعتراف بدولة فلسطين “ضمن مساهمتها في عملية السلام”.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :

ترى منصة العرب في بريطانيا  أن اجتماع كير ستارمر يأتي في لحظة مفصلية، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وضغوط شعبية وبرلمانية متزايدة للاعتراف الفوري بدولة فلسطين. وتؤكد المنصة على أن الموقف البريطاني يجب أن يتحلى بالمسؤولية التاريخية والأخلاقية، مع احترام حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي الإقليمي والدولي، تبقى المبادرات الأوروبية، بقيادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، محط ترقب لما يمكن أن تحققه من تقدم نحو حل سياسي عادل ومستدام.

ما هو رأيك في الخطوات التي تتخذها بريطانيا؟
شاركنا وجهة نظرك لتعزيز النقاش حول مستقبل السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: The Independent

إقرأ أيضًا :

• التفاصيل كاملة.. ماذا يعني اعتراف الدول الكبرى بدولة فلسطين؟ 
• لماذا لا تعلن الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة؟
• تقارير: كوربين يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب وسط تراجع تأييد ستارمر