العرب في بريطانيا | ثمانون ألفًا تحت المطر في لندن رفضًا لتجويع غزة

1447 محرم 24 | 20 يوليو 2025

ثمانون ألفًا تحت المطر في لندن رفضًا لتجويع غزة

ثمانون ألفا تحت المطر في لندن رفضا لتجويع غزة
ديمة خالد July 19, 2025

خرج أكثر من 80 ألف متظاهر إلى شوارع لندن يوم السبت متحدّين الأمطار، في رسالة احتجاج واضحة ضد استمرار دعم الحكومة البريطانية للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة. وطالب المشاركون بوقف المجازر الجماعية ورفع الحصار والتجويع القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ أكثر من 21 شهرًا من القصف المتواصل.

صوت غزة في قلب لندن: “لن نصمت”

ثمانون ألفا تحت المطر في لندن رفضا لتجويع غزة

دعا المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع التحالف المتضامن مع فلسطين، إلى تنظيم هذه المظاهرة، التي عُدّت من بين أكبر المسيرات في التاريخ البريطاني الحديث. وهتف المشاركون بصوت واحد: لن نصمت، في إشارة إلى رفضهم للصمت الدولي تجاه الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة.

وعلى منصة الخطابات في شارع “وايتهول”، اعتلى الجراح الفلسطيني المقيم في بريطانيا، الدكتور محمد مصطفى، المنصة مرتديًا ملابس العمليات الطبية الملطخة بالدماء التي كان يرتديها أثناء علاجه للمصابين في غزة. وقال أمام الجماهير:

تحمل هذه الملابس دماء من لم أستطع إنقاذهم؛ نساءً، أطفالًا، ومرضى لن أنسى أسماءهم ما حييت. أرتديها هنا لأنهم لميعودوا قادرين على الكلامويجب أن يتحدث أحد باسمهم.”

وأضاف:

مُنعت من دخول غزة، ليس بسبب عملي الطبي، بل لأني قلت الحقيقة. لكنهم لن يستطيعوا إسكات صوتي، واليوم أرفعهباسم غزة، باسم من يصمد، وباسم من قضى ولم يُذكر.”

وأشار الدكتور مصطفى إلى مقتل أحد أقاربه بالرصاص أثناء انتظاره في طابور لتوزيع الغذاء، قائلاً:

لم يكن يحمل سلاحًا، ولم يكن في ساحة معركة، كان فقط يريد إطعام أطفاله. هذه ليست مأساة، بل سياسة ممنهجة.”

مواقف متضامنة ورسائل حاسمة للحكومة البريطانية

ومن جانبه، قال فارس عامر، ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا:

شارك المنتدى اليوم في واحدة من أكبر المسيرات في التاريخ الحديث، احتجاجًا على استمرار سياسة التجويع بحقالفلسطينيين. نطالب الحكومة البريطانية بوقف تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي، وبذل كل ما في وسعها لوقف هذه الإبادةالجماعية.”

وشهدت التظاهرة مشاركة واسعة من شخصيات سياسية ونقابية وفنية، من بينهم: جيريمي كوربن، ريتشارد بورغن، زوي غاربت، ليان محمد، جو غريدي (اتحاد الجامعات)، ستيف أودونيل (يونيت)، جين بريستر، نادين شاه، السفير حسام زملط، أحمد الدين، روث لوكوم (الكتلة اليهودية)، وآخرون.

وتحدثت رغد تكريتي، ممثلة عن الرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، مشيرة إلى أوجه الشبه بين ما يجري في غزة ومجزرة البوسنة والهرسك التي أحيا العالم ذكراها الثلاثين قبل أيام، وقالت:

عبارةلن يتكرر ذلك مجددًاتحوّلت إلى كذبة. لقد تحطّمت تحت القنابل التي تنهال على غزة، وتحت صمت العالم الذييحمي الجناةهذه الحكومة أسرع في معاقبة فنان من إدانة المقابر الجماعية.”

وأضافت:

سيأتي يوم الحساب، لكل مسؤول وافق على تصدير السلاح، ولكل وسيلة إعلام شوّهت الحقيقة، ولكل حكومة وفّرت الغطاءالسياسي للإبادة.”

ثمانون ألفا تحت المطر في لندن رفضا لتجويع غزة

أما أحمد بكر، الممرض الفلسطيني والناشط، فأحيا ذكرى 1580 من العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية، قائلاً:

هؤلاء هم أبطاليقدوتي. أشعر بالفخر لأنني زاملتهم، وبالمرارة لأنهم اغتيلوا أمام أعين العالم.”

كما وجهت الناشطة البريطانية من أصول فلسطينية، ليان محمد، رسالة مؤثرة للحشود، قالت فيها:

جئنا اليوم لنرثي الآلاف الذين قُتلوا، ولنكرّم شجاعة من بقوا على قيد الحياة. لكننا جئنا أيضًا لنطالب بالتحرك، لأن الصمتتواطؤ، وصمت بريطانيا يصمّ الآذان. إن لم يتحدث قادتنا، فنحن سنعلو بأصواتنا.”

ووجّه المشاركون رسالة إلى الحكومة البريطانية أدانوا فيها استمرار بيع الأسلحة للاحتلال، واستقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، في لندن قبل أيام فقط من المظاهرة. وقال إسماعيل باتل، مؤسس منظمة “أصدقاء الأقصى”:

هذه ليست حربًا خرجت عن السيطرة، بل إبادة مدبّرة ومقصودةيريدون لنا أن نصمت، لأنهم يخشون قوة أصواتنا.”

ثمانون ألفا تحت المطر في لندن رفضا لتجويع غزة

وتُعدّ هذه التظاهرة جزءًا من أطول سلسلة احتجاجات متواصلة في التاريخ البريطاني الحديث، إذ تتجدد المسيرات في لندن كل بضعة أسابيع منذ أكتوبر 2023، في تعهّد جماهيري واضح بالاستمرار حتى تتحقق العدالة للفلسطينيين في غزة.

إذ إنّ الصمت السياسي والإعلامي في وجه هذه الجرائم لا يمثل فقط تواطؤًا، بل يعكس أزمة أخلاقية عميقة داخل مؤسسات الحكم والمجتمع الدولي. والاحتجاجات التي نشهدها في لندن وغيرها من العواصم الغربية تؤكد أن الشعوب قادرة على قلب المعادلات حين تتحرك بقوة، وأن العدالة للفلسطينيين لم تعد قضية هامشية، بل باتت في صلب الضمير الإنساني العالمي.

في منصة العرب في بريطانيا، نرى أن استمرار الحراك الشعبي بهذا الزخم يمثل بارقة أمل، ورسالة إلى صانعي القرار بأن المحاسبة قادمة، مهما طال الزمن. 


اقرأ أيضًا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
7:04 pm, Jul 20, 2025
temperature icon 21°C
few clouds
56 %
999 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 20%
Visibility 10 km
Sunrise 5:07 am
Sunset 9:06 pm